"فاجعة الفجر" تحصد أرواح خمس معلمات وسائقهن في ينبع

ينبع، العيص: أحمد العمري، مخلد الحافظي ـ الوطن

اهتز مجتمع ينبع وقراها أمس بفاجعة الفجر التي أودت بحياة خمس معلمات سعوديات وسائقهن الباكستاني حين التحمت مركبتهن من طراز "جي إم سي" موديل 97 بشاحنة نقل مقبلة من المسار المعاكس على طريق ينبع - العيص.
المعلمات اللاتي لم تنج منهن واحدة كن في الطريق صوب مدرستهن في قرية القراصة (150 كيلومترا شرقي ينبع) ولأسباب غير معروفة بعد، جنح سائقهن بالسيارة صوب الطريق المعاكس حيث اصطدم بمركبة نقل كبيرة، لتنسحق المعلمات ومركبتهن تحت الحديد والعجلات.
ومنذ السادسة والنصف صباحا، بعد دقائق من الحادثة، بدأت عائلات المعلمات في تلقي أخبار الفاجعة التي حصدت بناتهم. أما أسرة السناني فساقت لهم الأخبار وفاة اثنتين من بناتهم هما المعلمة وضحاء والمعلمة مريم، فيما كان وقع الخبر على أسرة الرفاعي يتجاوز الصدمة خاصة أن ابنتهم، المعلمة خلود، كانت برفقة زميلاتها في أول دوام لها لمدرسة القراصة بعد أن أُعيرت من مدرستها السابقة في مركز "تلعة نزا" ضمن محافظة ينبع إلى مدرسة القراصة لتسد نقصا في الكادر التعليمي هناك.
وإن كان هناك من ناجية في فاجعة الفجر، فهي المعلمة هنية عايد السناني والتي كان يفترض أن ترافق زميلاتها إلى الدوام المدرسي، غير أنها اعتذرت عن الذهاب لظروف خاصة.
ومنذ انتشار خبر الحادث الأليم، سارع أقرباء وأهالي المعلمات إلى مستشفى ينبع العام بعد أن تم نقل جثث المعلمات المتوفيات من مستشفى العيص إلى ثلاجة الموتى بمستشفى ينبع، تمهيدا لاستدعاء ذويهن للتعرف عليهن.
وباشرت الحادث فور وقوعه فرق واسعة تتبع للدفاع المدني والهلال الأحمر والدوريات الأمنية، فيما بدا أن القطاعات المشاركة في تغطية مهام الحادثة توجهت مبكرا إلى المكان أملا في إنقاذ ما يمكن إنقاذه.
وحضر إلى موقع الحادث مدير إدارة الدفاع المدني بينبع العقيد زهير بن أحمد سبيه ومدير تعليم البنات بينبع حامد بن جابر السلمي.
وزاد من حجم المأساة اندلاع حريق إثر الحادث مما أسفر عن مضاعفة الصعوبات التي واجهتها الفرق الميدانية في انتشال جثث المعلمات، فيما تأكد بصورة شبه قطعية أن المعلمات انتقلن إلى رحمة الله تعالى من فورهن وقبل نشوب الحريق.
وفي التحقيقات الأولية، قال سائق الشاحنة التي اصطدمت بها سيارة المعلمات، عيد عالي الفايدي (22سنة)، إنه فوجئ بمركبة المعلمات تنحرف من مسارها الصحيح وتتجه إلى الطريق المعاكس.
وتعطلت العملية الدراسية في مدرسة القراصة للبنات أمس والتي تمثل فيها المعلمات المتوفيات أكثر من ثلث الكادر التعليمي المكون من نحو 13 معلمة، فيما خيمت الصدمة على منسوبات وطالبات مدرسة القراصة للبنات التي تتوزع على ابتدائية ومتوسطة، وسجلت المدرسة حالة إغماء واحدة على الأقل فيما اضطرت بعض المعلمات والطالبات إلى مغادرة المدرسة قبل انتهاء اليوم الدراسي.
وأوضح مدير المرور ورئيس قسم الحوادث بشرطة العيص، رئيس رقباء سالم عايد الحافظي، أن نتيجة التحقيقات الأولية والرسم الميداني للحادثة رجحت انحراف مركبة المعلمات صوب الشاحنة في الخط المعاكس، فيما تسعى التحقيقات إلى معرفة سبب انحراف المركبة.
ولا يزال طريق ينبع - العيص، الذي تضطر المعلمات إلى قطعه يوميا بواقع 300 كيلومتر ذهابا وإيابا، حيث منازل ذويهن في ينبع، يشهد حوادث دموية تعد كثرة الشاحنات والجمال السائبة أحد أهم أسبابها.
وفيما يلي أسماء المعلمات المتوفيات:
تهاني حمادي القادي، هيفاء حمد المورعي، وضحاء عبدالعزيز السناني، مريم عبدالعزيز السناني، خلود أحمد الرفاعي، إضافة إلى سائق سيارة المعلمات عادل محمد سراج (باكستاني الجنسية).