أخي الكريم صاحب الجهد النافع الأستاذ الفاضل / صالح عبد اللطيف السيد شكرا على هذا الإصدار الشيق لأدب الفصحى ؛ فقد نبشت الماضي واستخرجت من ثناياه دررا ثمينة كانت ضائعة لا يحفل بها إلا القليل من الناس ، وهو في حقيقته رصد لمسيرة الأدب الينبعي وجمع شتاته من الكتب والمراجع وترجمة لعدد من شخصيات المجتمع ومثقفيه وشعرائه ، فقدمت وجبة جاهزة دسمة حافلة بما لذ وطاب من القصص والشعر والأحداث التاريخية ، والتراجم الموثقة . وقد أعجبتني جملة ذكرها أخي / صالح السيد في مقدمة الكتاب عندما قال :
( ولا شك أن هناك بعض الأسماء التي لم يتم التعريف بها ؛ إما لعدم معرفة إنتاجهم
، أو تقصيري في البحث عنهم والوصول إليهم )
وهذا بدون شك تواضع منه على الرغم مما بذله من جهد وسؤال ومكاتبات وبحث ومتابعة يعرفها القريبون منه والمطلعون على جلده وصبره في سبيل إخراج مادة جيدة تخدم المجال الأدبي في ينبع وتوثق أعمال رجال الأدب والثقافة في مجتمعنا ..
والشيء الآخر الذي يستحق الوقوف أن أخي / أبا عمار حفظه الله لا يكتب ولا ينقل المعلومة إلا بعد فحصها حتى ولو كان مصدرها ممن يوثق منه وللدلالة على ما أقول فكلنا من زمن نردد بيتين من الشعر قالها العباس بن الحسن يصف فيها ينبع للخليفة الرشيد عندما قال له يوما قرب لي صفتها ؛ أي ينبع فقال هذين البيتين :


[poem=font="Simplified Arabic,5,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
يا وادي القصر نعم القصر والوادي= من منزل حاضر إن شئت أو بادي

تـُلفي قراقيره بالعقر واقفة = والضب ُ والنون والملاح والحادي[/poem]

وهذا الوصف نذكره في كل مناسبة منقولا عن البكري . ولكن الأخ / صالح استدرك نقطة مهمة هنا فقال:
لا يمكن أن يكون هذا أيام الرشيد ؛ لأن العباس بن الحسن مات سنة/ 154هـ بينما الرشيد تولى الخلافة سنة /170 هـ وقد يكون الذي طلب وصف ينبع هو الخليفة / المنصور لأن الشاعر عاش في زمانه ، أو أن القائل غير العباس بن الحسن .
شكرا جزيلا أخي صالح على هذا الجهد والاستمرارية في إبراز تاريخ ينبع في كل المجالات
ولك مني خاصة ومن الجميع أخلص الدعاء بالتوفيق والسداد لمتابعة إصداراتك المستقبلية .