في يومٍ بهيج بالنسبةِ لي شددتُ الهِمّة لإقامة حفلي وبطريقتي الخاصة !
بالطبع لايخلو الحفل من رفيقي " راشد " و " سالم المنزوي " وعدد من الصحب الكِرام !
أتذكّر أن عيدَ الحُب في العام الفائِت بدا غريباً بالنسبة لي فأنا لاأعرف عن عيد " الفلنتاين " إلا أسمُه .. والبركة في قنوات " الهشك بشك " واللحم الفاسد النص استواء .
أعترف وبِكُل صراحة بقَرَويتي الزائدة والبعيدة عن التحضّر والشوارع الوسيعة " المزفلته " والأنوار المُتناثرة .. حتى الحدايق والمتنزّهات مانعرفها إلا في كُل ثلاث سنوات مرّة وحده فقط .. وبرحلة خطّافية لحديقة صغيرة في أقصى الديرة نحسّ أننا دخلنا جوّ ثاني وعرفنا " نسمة الهوا الحلوه "
بِلا بُعد أو ذهاب يمنة ويسره .. بعدين يزعل علي كم واحد .. لأن البعض يُعاني من عَجَلة صارِخـــــة .. يمكن يتهوّر وبعدين تنفقع " تسبده " وتتقطّع أمعائه .
في السنة الفائِته الماضية كانت المُفاجئة .. وصلنا للرياض بعدَ سَفَرٍ شاق ومُتعب عن منطقتنا النائية ..
العجيب أن حضورنا كان قد وافق عيد الحُب – كما يزعمون - .
تفاجأت وبِكُل واقعية من عيدٍ مُختلف دخيل لم أعرفه إلا بلونٍ أحمر !
ابن عمّي ( وليد ) .. شاب متطوّر ولبسه مهندم ويمشي خطوة والخطوة الثانية تلحقها بسرعة وبِِكُل حياء ..
في مراحِل دراسته وفي سنته الثانيه الثانوية نجح بتقدير " مقبول " .. وفي سنته الأخيره ( الثالثه الثانويه ) تخرّج بتقدير " مُمتاز " .. يقولون والعلم عند الله أن أبوه تاجر ومدخّله في سنته الأخيــره الثالثه [ مدرسة ثانوية أهليه ] .. واللي يدفع فلوس أكثر راح يصير ولده ياخذ الأول وهو جالس يحكّ فخذه !
( وليد ) هذا .. يعبّي بنزين سيارته من النوع الغالي أبو ( 60 ) هلله .. وما يستخدم إلا مناديل " فاين " أبو ثلاث طبقات ... ومحطّة البنزين اللي تعطيه فاين " هديّه " يرفض قبوله .. والعلم في بطن الشاعر !
من وصلنا للرياض و ( وليد ) جالس يمرّن تطوّري ويحاول يحسسني بشيء من القابلية المُجتمعيّة المُتحضّره ... ويحاول ينسّيني علوم القُرى والتمخطر بين النخيل والفلاحه والدعثى بين احواش الغنم
في يومي الأول تعشينا في مطعم راقي .. هو جلس ياكل بشوكه وسكين وانا رافع كمومي وجالس أعفل النعمة بخمسة أصابع .. !
وفي يومنا الثاني أخذ فيني جولة على مستوى الرياض من الصباح الباكِر وحتى قُبيل مغيب الشمس .. والله يالرياض كبيره ومساحاتها شاسعة .. وصدقت الوالده – الله يطوّل بعمرها - يوم قالت ( من ضاع فالرياض فالله يخلف على أهله باطيب منه ) .
سألت ( وليد ) واحنا راجعين للبيت بعد مامليت من لفّة الراس : ليش ياوليد أنت مايع ؟ << يقطع أم الصراحه اللي كذا !
ردّ علي بِكُل واقعية : لزوم ياقروي نواكب العصر الانفتاحي !
قلت في نفسي : الله يفتح راس العدو .. والله أنكم يالمنفتحين بتفتحون حدودنا على إسرائيل وبتجيبون العيد مبكّر !
في نفس ذلك اليوم الثاني شاهدته بوردة حمراء أهداها لي .
وبِحُكم أني ما أعرف عيد الـ " فلنتاين " .. فَمُباشرة قَبِلتُ بِها وحطّيتها في شنطتي " البَكْم " أم ثلاثة أرقام سريّة ومفتاح صغير .. عشان أزرعها بجوار نخلتنا " البرحيّه " في مزرعتنا بالديره !
مرّت الأيام ومع مرور الأيام شاهدت أبن عمّي في موضِعٍ يُرثى له .. فقد تعرّض لِحادثٍ مؤلم .. صار طريحَ الفِراشِ الأبيض .. واليوم ها أنا أزور ابن عمّي مرّة أخرى على نَفسِ الفِراش وفي نفس اليوم الموافق لعيد الحُبْ لأحتفل معه بطريقةٍ أخرى .. ستكون بطريقة المحبة والرضى بما قدّر الله عليه .
سأهديهِ مُصحفاً يُتلى من خِلاله الكلامُ العذب الجميل .. وسيعرف من خلال ذلك اليوم أن الحُب ليس أحمراً كما يعتقِدهُ البعض مخصوصاً بذلك اليوم الدخيل الفاشل .. إنما الحُب على مدار العام .. وليسَ مربوطاً بوردةٍ حمراء أو اعتقادٍ خاطئ .
قبل أنهي الموضوع .. ترى راشد أشغلني من ساعة ما جلست على الجهاز أبغى أكتب لكم هالموضوع .. تراه يبلغكُم وافِرَ السلام وأطيَبَه ، وكُل سنة وانتم طيّبين !
،، دُمتُم على خير ،،
كاتب الموضوع الاخ مدمن شاهي اعجبني الموضوع فنقلته
المفضلات