- السر وإفشاؤه في اللغة:

السر مفرد الأسرار، وهو ما يكتم. والسريرة مثله، فقد قال الله تعالى: "يوم تبلى السرائر" (الطارق :9): أي يوم القيامة تُختبر الأسرار وتنكشف. وهو ما يُسر في النفوس من المقاصد، والاعتقادات وغيرها، فيعرف الحسن من القبيح. ويُقال: أسررت إلى فلان إسرارًا، وساررته إذا أعلمته بسرك. وأسرار الكف: الخطوط بباطنها.

وهناك قول الله تعالى: "يعلم السر وأخفى" (طه:7)، والسر ما حدَّث الإنسان به غيره وأسرَّه إليه، والأخفى من السر ما حدَّث به المرء نفسه وأخطره بباله من غير أن يخبر أحدًا، إلا أنه أشد الأسرار خفاء.

وإفشاء السر ونشره وإظهاره نقيض الحفظ والكتمان. وكل شيء انتشر فقد فشا، ومنه فشو الحبر في الورق، وفشت الأنعام ترعى: أي انتشرت؛ ولذا تسمى السائمة: الفاشِية.


ولا ينبغي لمسلم أن يسعى فيما فيه ضرر لأخيه المسلم، ولا يحل لمسلم أن يتعمد الإضرار بأخيه بغير حق، ولا أن يسعى
في أمر يكون سبباً في إيقاع الضرر بأخيه لقول الله تعالى: "والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانًا وإثما مبيناً" (الأحزاب: 58). والأضرار التي يسببها إفشاء الأسرار مختلفة، فمنها:

افتراض كتمان سر الاستشارة:

كأن يكون أخوك قد فاتحك في أمر خاص مما شأنه أن يكتم عن الناس، ولو لم يستكتم، وخاصة إن كان يستشيرك في أمر خاص مما ينويه، أو أمر يعزم عليه فذلك أمانة. ولحديث أبي هريرة (رضي الله عنه) حيث قال: قال النبي (صلى الله عليه وسلم): "المستشار مؤتمن" (أخرجه أبو داوود والترمذي)، ويكون كشف خبايا ذلك خيانة لتك الأمانة.
لأن البوح بالأسرار فيه اتباع هوى النفس:

فالبوح بالأسرار قد يغلب عليه اتباع هوى النفس. وقد قال الله تعالى: "ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله" (ص: 26)، فإن الحوافز التي تدعو الناس إلى فضح أسرار غيرهم أو كشف معايبهم أكثرها راجع إلى الهوى.
جعلنا الله واياكم ممن يستمعون القول ويتبعون احسنه


آمل ان تتقبل من هذه النصيحة بصدر رحب