أرجو من الإخوة الكرام الا يخلطوا بين الكرم والصدقة .وبين العادات والعبادات . فما قدمه هذا المواطن الكريم المضياف يندرج تحت باب الكرم والجود الذي هو أحد العادات العريقة التي عرفها العرب منذ القدم في تعاملاتهم ومدحوا بها ساداتهم وجعلوها دليلا على الرفعة والفخار

قال صلى الله عليه وسلم ( إن الله تعالى جواد يحب الجود ويحب معالي الأخلاق ويكره سفاسفها)
وعندما أسرت ابنة حاتم الطائي في إحدى المعارك قال الرسول صلى الله عليه وسلم : خلوا عنها فإن أباها كان يحب مكارم الأخلاق .. ونحن نعرف أنه كان كافرا ولم يكن يقصد بعمله وجه الله ولكن الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه امتدح عمله وأقره
وقال أحد الحكماء : الكرم أصل المحاسن
والكرم لا يظهر بتقديمه للفقراء والمساكين فقط ولكنه يقدم للخاص والعام وللصغير والكبير وللأمير والفقير تبعا لأريحية المكرم وسخائه بالبذل والعطاء .. وهو من العادات الأصيلة التي أحبها العرب وحرصوا على استمرارها حتى غدت ميزة ملازمة لهم واصبح الحديث عنها موضع فخر واعتزاز

وعليه فإن ما قام به هذا الشيخ من كرم وجود هو مما يفتخر به وقد قدم ما قدم لشيخ فاضل أشتهر بالخصال الحميدة والسمعة الحسنة ويستحق أن يستقبل بمثل ما أستقبل به واكثر بل أن الفخر بذلك يطال جميع مواطني هذا البلدالمضياف ويعلي مكانتهم ويكسبهم الذكر الحسن الذي توارثوه كابرا عن كابر .

أما الصدقات وعمل الخير فهي خصال مطلوبة ولكنها أمر آخر غير هذا الذي بين أيدينا الآن، ومن الظلم أن ننفيها عن هذا الرجل أو نقول لو وضع ما وضعه هنا هناك .. فما يدرينا لو أنه ينفق هناك أضعاف ما أنفقه هنا دون أن يطلعنا عليه ..

قال عز وجل : " إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سراً وعلانية "
هذا ما أنفقه الرجل في العلن ، وهو مما يبيض الوجه ويرفع الرأس وقد أباح الله عز وجل إعلانه دونما حرج
أما ما أنفقه في السر فالله به عليم وهوأمر بين العبد وربه ولا ينبغي لنا أن نتدخل فيه أو نسأل عنه

شكرا للشيخ سليم جابر غانم السناني وحق لك أن تفخر وتتباهي وأن نفخر ونتباهى معك بخصال الكرم والسخاء وفعل الآباء والأجداد ولا شك أن ضيفك الشيخ حماد بن راشد منقرة البلوي يستحق ويستاهل
وقد وطأ سهلا وحل أهلا