السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاستاذ محمد الجحدلي
الاخوان المشرفين ابو رامي وابوياسر والشاعر الدميخي
لانلومكم اهل ينبع على حبكم الشديد لنسب الكسرة لكم وانتم لاتعلمون انكم سببا في موتها وخرجتم بها من الادب الى كلمات وجمل لاتمت للادب بصله
واريد ان اناقش هذه المواضيع مع من لديه القدرة على النقاش أرى أن الكسرة حاليا تنقسم إلى قسمين:
1-الكسرة الأصيلة التي تحمل المعنى والمضمون والفكرة واللغة الراقية والقوية
وهذه لا يتابعها إلا محبي الكسرة وأبناء ينبع والمناطق المجاورة لها
2- الكسرة السيئة ولنسمها بالشوارعية وهي الكسرة التي أساءت لهذا اللون كثيرا
بركاكتها وقبيح ألفاظها وسوء معانيها وتركيبتها الشعرية المهلهلة وهذا النوع
هو الذي انتشر وعرف عند معظم الناس في المناطق البعيدة عن موطن الكسرة الأصلي
فنفر منها الكثير وظنوا أن الكسرةخاصة بالفئات المنحطة وأنها لا تحوي إلا كل
قبيح وظنوا أن الغزل في الكسرة معناه التغزل بالذكور فقط (ولا يغضب مني محبي
الكسرة فما أقوله واقع لابد من قوله ومن مواجهته وإن لم يصرح به أحد )
ثم استسهلوا نظمها وقالوا أن كل شخص يستطيع أن ينظمها وأنا لا أنكر سهولة
نظمها إذا كانت على الطريقة الشوارعية مثل
صرصور صرصر في تالي الليل
أو
يواد لا تتعب الغلبان
أو
إطلع معي واركب الدباب
وما إلى ذلك من النظم الركيك الذي أستطيع أن أنظم منه الكثير وفي لحظات.

و أرى الكسرة لون خاص ومميز من ذلك الذي نسميه بالسهل الممتنع فالكسرة
فن خاص وجميل وراقي إذا كانت من القسم الأول فهي تحوي فكرا ومضمونا ومعنى
ولغة راقية والأجمل والأصعب فيها لمن يجهلها تكمن في عملية الإختزال وإبراز
الفكرة المراد قولها في بيتين وربما هذا ما يميزها عن الكثير من ألوان الشعر
الشعبي وهنا تبرز مقدرة الشاعر ومهارته الشعرية فعملية الإختزال وإيصال
الفكرة بدون نقص أو خلل وبطريقة تلفت إنتباه السامعين فن لا يمارسه إلا
المبدعين من الشعراء

أما موطن الكسرة الأصلي فلا أخوض فيه ويكفي ماثبته المؤرخ الاستاذ محمد الجحدلي الذي فرض بلا منازع
لكن نحن سكان المناطق البعيدة عنها
ماعرفناها إلا من هنا في الوادي وإن كنا لا نفرق بين ينبع والمناطق القريبة منها كأملج
ورابغ ولا نستطيع أن نفرق في تميز المفردة بينها ونرى أن مفردتهم متقاربة
وسكان تلك المناطق هم الذين يستطيعون تمييز هذه الأموروأهل مكة أدرى بشعابها.

ولي تعليق حول سيادة اللهجة الخليجية التي أشكلت علي وهناك من يقول
تعني اللهجة النجدية وأظن التعميم بأن اللهجة النجدية هي الخليجية
فيه تجاوز مع أنك ذكرت بعد ذلك إختلاف اللهجات وخاصة في المملكة.

ولي رأي حول سيادة اللهجة النجدية على الشعر المحكي أو الشعبي
أصالتها وهذا شيء لا ينكر ولكن ليس هذا هو السبب الوحيد في تسيده على لهجة
الشعر حاليا وهناك عوامل اجتماعية وسياسية لها دور في ذلك إلى جانب دور
الإعلام في العصر الحاضر وبروز شعراء من ذوي المكانة والنفوذ ساعد على ذلك
وهمش بذلك الإعلام الشعر ببقية اللهجات وإن كنا وصلنا الآن إلى مرحلة تطورت
فيها لغة الشعر الشعبي إلى لغة بسيطة ومميزة بمفردة سهلةينظم بها معظم
الشعراء الشباب.
واذا كنتم تقولون ان للكسرة انظمة وقوانين فكذلك للعبة الزيد وهي اكبر لعبة شعبيه تعرف على مستوى الجزيرة العربيه قوانين ونظام لايضاهيه نظام فماهي انظمة الرديح الذي لايتعدى كونه عدد من المحاورات ومن ضمنها محاورة اسمها ملك الروح وهو اسما غير محبب دينيا
اما عن الزيد فانني وجدت هذا التعريف بالجريدة
فان التسمية بـ(زيد) شائعة عند اللغويين وقال: (زيد من الأعلام التي تكثر إضافتها مع أن الأعلام من المعارف لا تحتاج إلى تعريف بالإضافة أو غيرها فقد ورد اسم: زيد الخيل أو زيد الخير). ثم انتقل للحديث عن زيد المحبوب فقال: (وعند العامة في بعض نواحي الحجاز يكثر استعمال بعض الأسماء للكناية عن المحبوب أو الشخص المقصود بالحديث عنه بين المتحدثين كقولهم (ثلاب أبو زيد أوهن) فإذا أراد أحدهم أن يسأل عن أخبار شخص دون أن يذكر اسمه صراحة فيقول مثلاً: وش علوم زيد) وأضاف قائلاً (يكثر هذا الاستخدام لهذه الأسماء عند شعراء الكسرات للتعبير كناية عن الشخص الذي في الضمير أو المجهول وقد يعنون المذكر أو المؤنث على حد سواء) واستشهد بقول أحدهم:
واروحي اللي حبسها (زيد)= من غير اسية ولا سية
ويقول الآخر:
اللي ضناه الهوى من جد =يسري ورا (زيد) فاوطانه
ثم تطرق إلى زيد الملعوب مبينا مناطق انتشاره وتسميته بـ(زيد) وكيفية الأداء وبعض النقلات ثم قال (إنها تدل على فتوة وحماس) ثم تطرق إلى أغراض نقلات زيد مبينا انها تحتوي على الشعر الحماسي وشعر الحكمة وشعر الغزل وختم مقاله قائلاً (تعود اللاعبون أن يرددوا هذه الأقوال المحفوظة دون تأليف كلام جديد ولا أرى موجباً لهذا الحجر فما دامت الألحان معروفة فما المانع من تأليف كلام جديد يساير العصور والأفكار المعاصرة مع الاحتفاظ بالألحان المتوارثة بأغصانها ونقلاتها معترفين للأسلاف بفضل السبق والريادة)