الأخ الفاضل الأستاذ

أبو ياسر

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


تسعة بعد ألف هجريـة الرفع عم البلاد وطاف
نودع أمـوات بالميـة واللي نجى هج للأرياف


هذه الكسرة لا تصح على الإطلاق فالراوي كان على قيد الحياة سنة 1230هـ وهو يرويها عن والده عن جدة، بينما الكسرة تتحدث عن وباء حدث سنة 1009هـ أي هناك فرق زمني يتجاوز مائتان سنة بين الحادثة والراوي، وهو ما يجعله يروى حدثاً لم يعاصره على الإطلاق. كما أن الفرق الزمني يجعل من عاصر هذه الحادثة هو جد جد جد الراوي على أقل تقدير، الأمر الأخر وهو ما يضعَّف هذه الكسرة هو أن الشعر ذو القافيتين نشأ في القرن الثاني عشر الهجري بينما الكسرة تتحدث عن وباء وقع في مطلع القرن الحادي عشر الهجري، أي أن زمن الكسرة يسبق زمن نشأة الشعر ذو القافيتين بفترة لا تقل عن مائة وخمسين عاماً خاصة إذا علمنا أن من أقدم القصائد ذات القافيتين التي وصلت إلينا هي قصيدة مسعود مولى ابن هذال وقصيدة الشريف بركات أبو مالك وتاريخ القصيدتان هما الربع الأخير من القرن الثاني عشر الهجري. كما أن الرواي وهو من أهل القرن الثالث عشر الهجري متأخر قليلاً عن نشأة القصيدة ذات القافيتين، علماً بأن مثل هذا الوباء لا يوجد سند تاريخي يؤيد حدوثه في ذلك التاريخ (1009هـ) خصوصاً قرب ينبع من المدينة المنورة ومكة المكرمة ومثل هذا الوباء لا بد أنه انتشر في تلك المنطقة مما يجعل مؤرخون المدينة المنورة ومكة المكرمة يتحدثون عنه ولو بإشارة عابرة، فكون الوباء يقتصر على ينبع فقط لا يمكن بحال من الأحوال الأخذ به.

مع أطيب تحياتي

أخوكم
محمد الجحدلي


.....