الأستاذ الفاضل

أبو رامي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سعدت بمداخلتكم الجميلة، وأسمح لي على تواصل النقاش معكم على هذه النقاط

أولاص:
قلت أن موطن الكسرة هي منطقة ما بين الحرمين الشريفين وهذه يا أخي مناطق شاسعة وليست منطقة واحدة و لا يمكن أن تكون كلها موطنا ، وكأن من في هذه المناطق قد قالوا الكسرة جميعا في وقت واحد دون أن يتأثر أحد هم بالآخر ودون أن تحدد السابق في التأثير ..... مع التجاوز أننا يمكن أن نقبل قوله لوقال أن أصلها من الحجاز أو مابين مكة والمدينة بصفة أنه يتحدث عن الجزيرة والخليج عموما .. ولكن من يتحدث عن ما بين مكة والمدينة لا بد له أن يحدد البلد .


الرد
منطقة ما بين الحرمين هي منطقة واحدة، وكانت منذ القدم تتبع لحكم شريف مكة، وهي موطن الكسرة الأصلي، واذا فرضنا أن الكسرة نشأت في ينبع كما يتضح من قولك فهل لك أن تحدد البلدة بكل دقة، خصوصاً أن ينبع تشمل ينبع البحر وينبع النخل؟ موطن الكسرة هي المنطقة التي أشرت إليها مدعم قولي بالشواهد.


ثانياً:
ونحن هنا لا نريد تاريخا محددا بل يكفي أن يكون تقريبيا وكنت أتوقع في هذا الجزء من البحث أن تشير إلى القصة التي أوردها الأديب وأورد فيها الكسرة التالية
دار الفلك واستدار الـملك = وأيامنا اللي مضت ولت
من يوم حطوا ببور وسلك = أرزاقنا من البــلد قلـت
وتنقدها كما نقدت كسرة خورشيد فإما أن نعتمدها ونصل من خلالها إلى تاريخ أو نلغيها كما ألغينا كسرة خورشيد ولكنك لم تفعل . .. فالأديب توصل إلى أن عمر الكسرة مائة عام واستشهد بتواريخ لا تقبل الجدل وأنا سوف أزيد المائة مائة أخرى قبلها لأن قائلها لا يمكن أن يكون هو أول قائل للكسرة فلا بد أنه بناها على أمثلة سابقة ولو حققت في هذه القصة لوصلت إلى تاريخ ولو تقريبي عن نشأة الكسرة

الرد:
أسمح لي أخب أخالفك القول فشعر الكسرة شعر قديم حدث له تطور مثل الشعر العامي ونشأت القصيدة المقفاة في القرن الثاني عشر الهجري (1101-1200هـ) ومن الظلم لهذا الموروث أن نحدد فترة نشأته بنحو مئتان سنة لعدم وجود كسرات قديمة بسبب قلة التدوين، كما أنك تثبت على عدم صحة الزمن الذي قيلت فيه كسرة كليب الصيدلاني.

ثالثاً:
قلت أن شعر الكسرة هو عماد الألعاب الشعبية في تلك المنطقة خصوصاً الرئيسية منها والتي تعتمد على المحاورة الشعرية مثل: ( التقاطيف، زيد، البدواني، الرديح. لاحظ أنك جعلت هذه الألعاب مثل الرديح والجميع يعرف أن أغلب هذه الألعاب لا تعتمد على الكسرة المرتجلة وإنما على الكسرات القديمة ( المقولة ) والمنقولة بينما في الرديح فإن ا لأساس الكسرة المرتجلة التي لا يمكن أن يقوم إلا بها ورغم ذلك فقد وضعته في آخر القائمة وأرجو ألا يكون ذلك مقصودا ..

الرد:
ذكري للألعاب الشعبية بذلك الترتيب ليس الهدف منه الأساءة لأي موروث، وبالنسبة للعبة التقاطيف فهي لا تختلف عن الرديح في شيء من حيث تنظيم للصفوف والشعراء وتنظيم حجز موعد الزفاف المسبق فضلا على أن شعر الارتجال هو أساس اللعبة، فكل مناسبة يقام بها التقاطيف تجد محاورة شعرية، ويمكنك أن تسأل الأستاذ الشاعر أبو إبراهيم عبد الرحمن القاضي فهو أحد الشعراء ممن مارسوا المحاورة في لعبة التقاطيف، وكذلك الأخ الصديق ماجد أبو مديدة الذي يعتبر اليوم من شعراء هذه اللعبة.
أما لعبة البدواني فيتم بها شعر الارتجال اذا حضروا شعراء في المناسبة، ولكن الملاحظة المهمة أن شعر التقاطيف وزيد والبدواني يغني الشعر المرتجل على ايقاع الزير بعكس الرديح.

رابعاً:
الباحث لا يحيل إلى مجهول ولا يستشهد بمفقود فأنت من أهل ثول ولا تعرف هذا الرجل ( علي معيلي ) بدليل أنك وصفته بالتنكير ( رجل اسمه علي ) وحتى لو افترضنا أنك تنقل كلام الأديب حرفيا فإنه يمكن التعقيب بأنك تعرف الرجل وأن له أصل في القنفذة .. وأرجو ألا يكون كلامك هذا مبنيا على العاطفة التي حذرتنا منها فقد لاحظت في هذه الفقرة وفي فقرة تأخير الرديح في النقطة السابقة شيئا من ذلك .

الرد:
أنا ابتعدت عن العاطفة ونقلت مضمون كلام ذلك الأديب من أهل المنطقة الذي تحدث عن شعر الكسرة في المنطقة( وعلي بن معيلي الجحدلي يرحمه الله تعالى) ليس بمجهول بل تربطني به صلة نسب وقرابة، وهو من أهالي ثول أصلاً مولداً ووفاة ولكن لظروف المعيشة انتقلت إلى منطقة القنفذة وعاش فترة من الزمن هناك.
والشاهد من قولي أن أهل القنفذة يقرون بأن شعر الكسرة وصل إليهم من جهة الشمال وليس نابعاً من بيئتهم.

وأخيراً بالنسبة للأزدهار والتطوير لا يعنى به أن أصل النشأة، نعم المنصف يرى أن ينبع ساهمت في تطوير وازدهار الكسرة من خلال التدوين وليالي الرديح وصدور المطبوعات عن شعر الكسرة، ولكن لا يعني ذلك أن ينبع هي الموطن الأصلي للكسرة لأن ما ذكرته عن مفاتيح الألعاب الشعبية هي الرابط في موطن الكسرة لتطويع اللحن، فضلا على أن الرديح لم يغادر منطقة ينبع وأقصد بذلك لم ينتقل إلى المناطق القريبة من ينبع مثل مستورة ورابغ وغيرها.
في الختام شاكرا لك دعوتك الرقيقة، متمنيا أن أجد فرصة لحضور أحدى ليالي الرديح بمعيتكم

تقبل ودي وخالص تحياتي

محبكم

محمد الجحدلي