بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وبعد
:

البحث في تاريخ أي موروث الشعبي من حيث كيفية النشأة وتاريخها والموطن ومراحل تطوره، بحث مضني ومجهد لأي باحث لعدة أسباب من أهمها من وجهة نظري عدم التدوين، وقلة المعلومات وندرتها.

من خلال هذا النقاش الجميل وإن كانت هناك بعض التعقيبات والمداخلات حملت طابع التعصب للرأي الشخصي، أحببت أن أشارك في هذا النقاش المتعلق بالموطن الأصلي عن شعر الكسرة، من خلال هذا المقال المتواضع، على قسمين كما يلي:


1- القسم الأول يتعلق ببعض الملاحظات التي وقفت عليها من خلال إطلاعي على الموضوع والتعقيبات والمداخلات المصاحبة له.

2- القسم الثاني يتعلق بشعر الكسرة: النشأة، الموطن، الانتشار، التميز.


راجياً أن أكون وفقت في العرض، فإن كان صواباً فمن الله وحده، وإن كان خطأ فمن نفسي والشيطان واستغفر الله العظيم، متمنياً من الجميع أن يضعون البحث عن الحقيقة نصبهم أعينهم مع التجرد من الهوى الشخصي والعاطفي، وتقديم حسن الظن في الأخريين، والله الموفق.


=================================================

أولاً: القسم الأول: بعض الملاحظات على الموضوع والتعقيبات:

من أهم الملاحظات التي وقفت عليها عند الاطلاع على الموضوع والتعقيبات المصاحبة له أربع ملاحظات كما يلي:

1- عنوان الموضوع:

وضع كاتب الموضوع الأخ الفاضل أبو رامي (مشرف عام المجالس) المقال بعنوان: (بحث في تاريخ الكسرة موطنها الأصلي وأقدم الكسرات)، والعنوان ذو شقين، الشق الأول يتعلق بالبحث في موطن الكسرة الأصلي، والشق الثاني يتعلق بنماذج من أقدم شعر الكسرة، ولكن من خلال اطلاعي على المقال لم أجد مضمون المقال يتوافق مع العنوان بشقية، فالمقال عبارة عن مقال للشاعر الأستاذ الأديب الشاعر الشريف محمد بن هيلون، ولا يمكن بأي حال من الأحوال إطلاق كلمة (بحث) على ذلك المقال مع تقديرنا للأستاذ الشريف محمد بن هيلون، وللأستاذ أبو رامي، فالبحث العلمي له أسس وضوابط متعارف عليها بين الباحثين، والمقال لا يحتوى على أي ضابط من تلك الضوابط الخاصة بالبحث العلمي حتى نطلق عليه كلمة بحث، وإجمالاً يعتبر الموضوع عبارة عن مقال وجداني تعبيري وليس مقال توثيقي وصفي عن موطن الكسرة؛ فضلاً على أن المقال يخلو تماماً من أي أنموذج عن الكسرات القديمة كما ورد في عنوان المقال.

2- تعقيب العضو (فتى المدينة):

ذكر الأخ الفاضل فتى المدينة في تعقيب له على الموضوع بأن ينبع ليست هي منشأة الكسرة، واستشهد على صحة ما تطرق إليه قصة مدعمة ببيتين شعريين كشاهد على الحادثة، حيث قال ما نصه:

(إن رجل من قبيلة معروفة ومن أكبر القبائل التي تتواجد في الحجاز وهذا الرجل في منطقة قريبة من اليتمة الواقعة على طريق الهجرة 70 كيلو هذا الرجل قتل احد أبناء عمه فعندما أراد إخوان المقتول أن يقتلوه هرب القاتل إلى منطقة معينة وحالف أهلها وانشد هذه الكسرة المعروفة لدينا في المدينة والتي لا ينكرها إلا من لا يريد معرفة الحقيقة انشد قائلاً:

[poem=font="Simplified Arabic,5,,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
واونتي ونة الجالي = اللي جلاء عن بني عمه
منول عندهم غالي = واليوم مطلوبهم دمه[/poem]

ونعلق على تعقيب الأخ فتى المدينة بقولنا:

إن ما ذكره من أبيات هي قصيدة على بحر الهجيني، وهي قصيدة مشهورة ومعروفة لدى الكثير من رواة الشعر الشعبي وأغلب الرواة ينسبون تلك القصيدة إلى الشاعرة منيرة الأكلبية حيث تقول في تلك القصيدة:

[poem=font="Simplified Arabic,5,,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
عديت في مرقب عالي = ورقيت في عالي القمه
أبي أفرج عن حالي = هموم من القلب ملتمه
ما بين مرقا ومنزالي = كني خارج على رمه
والدمع من حاجري سالي = يومين والدمع ما ضمه
ابكي على الصاحب الغالي = ما جاني أخبار من يمه
والنوم ماعاد يحلالي = كني قريص مشى سمه
يا ونتي ونة الجالي = اللي جلى عن بني عمه
من أول عندهم غالي = واليوم مطلوبهم دمه[/poem]


3- تعقيب مشرف عام المجالس (أبو ياسر)، وتعقيب مشرف شعر الكسرة وشاعر المجالس الينبعاوية (أبو فياض):

ذكر الأخ الفاضل أبو ياسر في تعقيب له على الموضوع، نصاً نسبه إلى الشاعر القدير الأستاذ عائش الدميخي، حيث قال ما نصه:

( تم عرض الموضوع على عددا من كبار السن من الشعراء والأدباء لنخرج بهذا التصور عن موضوع منشأ وموطن الكسره: الشاعر الكبير / عايش الدميخي: أما عن الكسره وموطنها وميلادها ومن الشواهد هذه الكسره يرويها عن أبيه وعن جده الشيخ / خورشيد بن كليب الصيدلاني جد الشيخ / عبدالرحمن بن مرزق الصيدلاني والتي تبلغ من العمر ( 415) سنه حيث أنه في عام 1009هـ عم وادي ينبع مرض مات على إثره كثيرا من الناس موتا جماعيا وكان المرض يسمى ( الرفع ).

أما الأخ الفاضل أبو فياض فقد ذكر في مداخلته ما نصه:

( بعد طرح موضوعك اتصلت على أبو طلال ب هذه الليلة للتأكد ومعرفة الكسرة وقائلها وقد روي لي عن محمد صالح بن زيدان وهو رجل من المعمرين في ينبع ويقول انه عاش ما يقارب مائه وعشرين عاما ويقول أن محمد صالح روي الكسرة عن كليب الصيدلاني وتلاحظ حسب التاريخ أن عمر هذه الكسرة 425 عاما).

[movet=left]وقد ورد في النصين المنسوب إلى الشاعر القدير الأستاذ عائش الدميخي كسرة يعود تاريخها إلى سنة 1009هـ، استشهد بها على أن ينبع هي موطن شعر الكسرة الأصلي. [/movet]

ونعلق على تعقيب الأخوين الكريمين أبو ياسر وأبو فياض بقولنا:

من المستبعد أن يكون شعر الكسرة عرف وأشتهر من القرن العاشر الهجري ( 901 – 1000هـ)، والسبب في ذلك أن القصيدة الشعبية ذات القافيتين ( قافية صدر البيت ، وقافية عجز البيت) كانت نشأتها في القرن الثاني عشر الهجري (1101 – 1200هـ) ويؤيد ذلك مراحل تطور الشعر الشعبي، فالشعر الشعبي قديم جداً، وأقدم مؤرخ تحدث عنه هو المؤرخ ابن خلدون المتوفى سنة 808 هـ، وقد أورد عدد من النصوص الشعرية الشعبية ونسب بعضها إلى شعراء بني هلال، ويعتبر البحر الهلالي من أقدم البحور وأول ما نظم عليه الشعر الشعبي. وهذا البحر هو أصل الشعر الشعبي في بداية ظهوره حين نقل الرواة القصائد التي قيلت على هذا البحر ووصلت إلينا عن طريق بني هلال الذين جاهروا بهذا اللون من الفن، فهو يمثل الأصالة بالنسبة للشعر الشعبي والقصيدة تكون على قافية واحدة فقط لعجز البيت، ثم أتى شعراء المرحلة التي تلي بني هلال وساروا على نهجهم بطريقة نظمهم ولم يدخلوا على هذا البحر أي تطوير إلا في بعض المعاني والأغراض بتطوير طفيف لا يكاد يذكر إلا أن النظم سار كما هو حتى ظهر راشد الخلاوي الشاعر الفلكي المشهور من شعراء القرن الحادي عشر الهجري (1001 – 1100هـ)، فنقل الشعر الشعبي نقلة كبيرة وأضاف إلى أغراضه أغراضا جديدة وهذب طريقة النظم بعض الشيء وحرص على الوزن غير أن القصيدة لا تزال على قافية واحدة لعجز البيت فقط، ثم جاء من بعده الشاعر محسن الهزاني المتوفى سنة 1240هـ تقريباً, فجدد في الشعر الشعبي وأبتكر بعض البحور الشعرية، ونشأت القصيدة ذات القافيتين (قافية لصدر البيت وقافية لعجز البيت)، ومما سبق يتضح أن القصيدة ذات القافيتين لم تظهر إلا في القرن الثاني عشر الهجري (1101 – 1200 هـ). ومن باب الفائدة نذكر أن بحور الشعر الشعبي تنقسم إلى نوعين هي بحور أصيلة، وبحور مبتكرة. كما أن بيت الشعر الذي يحتوى على أرقام يكون عرضه للتغيير والتبديل من قبل الرواة، ومن أمثلة ذلك صدر بيت للشيخ الفارس سعدون العواجي في معركة هزم فيها من قبيلة حرب حيث قال:
[poem=font="Simplified Arabic,5,,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
جونا ثلاثمية وحنا ثمانين = .......الخ[/poem]

ومع مرور الزمن بدل الرواة في العدد في صدر البيت حتى أصبح يروى

[poem=font="Simplified Arabic,5,,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
جونا ثمانمية وحنا ثمانين = = .......الخ[/poem]

والعدد في صدر الغصن الأول من الكسرة (تسعة) يمكن تغيره إلى أي عدد من الأعداد العشرية من العدد عشرة ومضاعفاته إلى تسعين، وكذلك العددين مئة، ومائتان دون أن يكون هناك إخلال بوزن الغصن، مثل:

عشرة بعد ألف هجرية، أو تسعين بعد ألف هجرية، أو مية بعد ألف هجرية، أو ميتين بعد ألف هجرية وهكذا، وعليه يتغير تاريخ الحادثة من عام 1009هـ إلى العام 1010هـ، 1090هـ، 1100هـ، 1200هـ وهكذا. الأمر الآخر وهو المهم ( لا يزال لدى بعض الغموض حول هذه العبارة وسوف أناقش حسب فهمي للعبارة فإذا كنت مخطئ فأرجو التوضيح) إن الشيخ كليب الصيدلاني كان على قيد الحياة سنة 1009هـ وهو قائل هذه الكسرة، ورواها عنه محمد صالح بن زيدان ورواها عنه الأستاذ الشاعر القدير عائش الدميخي. وهذا أمر لا يمكن أن يكون صحيحاً بحال من الأحوال فالأستاذ عائش الدميخي معاصر، ومحمد صالح بن زيدان من الجيل الذي قبله فهناك فترة زمنية تقدر بنحو 300 سنة بين الراوي محمد زيدان وبين الشاعر كليب الصيدلاني رحمهم الله جميعاً، كما أن ذرية كليب الصيدلاني الذين على قيد الحياة حالياً بينهم وبين جدهم كليب ما لا يقل عن 12 رجلاً حتى يصلون إلى جدهم كليب حسب قاعدة علم النسب الشهيرة لكل قرن (100 سنة) يكون فيه ثلاثة رجال. كما أنه من الممكن الآن أن أقوم بكتابة كسرة تصف هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم، أو غزوة بدر، أو غيرها من الأحداث التاريخية، وليس ذلك معناه معاصرة قائل القصيدة أو الكسرة للأحداث.

وما يترجح لديَّ – والله سبحانه وتعالى أعلم – أن تلك الكسرة التي تصف الوباء الذي أنتشر عام 1009هـ، قيلت من أحد الشعراء المتأخرين بعد تلك الحادثة بفترة طويلة جداً تعاطفاً مع من توفي في ذلك الوباء الذي أفنى الخلق. وهذا لا يمنع أن ينظم أحد الشعراء كسرة تتحدث عن معركة قديمة حدثت قبل مئات السنين لتوثيق الحادثة.

4- تعقيب الأخ العضو ZEYAD

ذكر الأخ الفاضل زياد في تعقيب له على الموضوع ما نصه:

( إذا كانت الكسرة لها مناسبة معروفه فنستطيع أن نحدد تاريخ الكسرة، إذا عرفنا تاريخ المناسبة ولتوضيح الموضوع أكثر، سوف أذكر كسره مثلا لعلي أبو مدهون
يقول أبو مدهون :


[poem=font="Simplified Arabic,5,,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
هتــلر تغلب على الكفــار= وباريس أخذها بقواته[/poem]

فلو علمنا أن تاريخ اجتياح القوات الألمانية لباريس كان في عام 1940
هذا يعني أن الكسرة قيلت قبل حوالي 65 سنه)


ونعلق على تعقيب الأخ زياد بقولنا:

ليس من الضروري أن تكون الحادثة الواردة في أي قصيدة أو كسرة، معاصرة للأحداث، فكثيراً من القصائد تصف أحداث سابقة عن زمن الشاعر. وعن مثل تلك القصائد يقول النسابة المؤرخ الأستاذ فائز البدراني في تقديمه لأحد كتبي بعد أن أطلع عليه وكتب لي مشكوراً تقديم للكتاب، قال ما نصه:

(ولعلي أعيد التذكير هنا بخطورة تأثير الشعر عموماً، والعامي خصوصاً على عقلية المتلقي العربي، والاتكاء عليه كمصدر للتاريخ، وهذا قد يكون سائغاً في الماضي، أما في هذا العصر فقد أخذت المصادر المدونة كالمخطوطات والوثائق والمراجع العلمية المقام الأول في المصادر التاريخية، ولذا فإني أرى أنه من المهم تصحيح الاعتقاد السائد لدينا بأن الشعر مصدر إثبات القصص والمعلومات، فأشير هنا إلى ما يلي:
1- أن الشعر من أضعف المصادر التاريخية، ويكفيه لذلك «مقولة أعذب الشعر أكذبه!».
2- أن الشعر بعد سنة 1350هـ دخله الكثير من التحريف والصناعة، بعد أن استقرت القبائل، وتفرغ أبناؤها للمفاخرات واجترار العصبيات الماضية، والأمجاد الوهمية، وراجت القصص والأشعار لهذا الغرض، فتسللت إلى تاريخنا المحلي الأشعار المصنوعة والمحرفة، من أجل إثبات صدق الراوي، وكسب رضى المتلقي الذي يَطرَب للشعر ويُعجَب به.
3- موقف الشيخ حمد الجاسر – رحمه الله تعالى – من الشعر العامي، وهو مشهور، ومن ذلك قوله: «إن الشعر العامي قد أُفسِد بأمرين: أن رواته غيروا وبدلوا وأفسدوا فيه الكثير... » إلى قوله: «وهذا ما جعلني أكرَهُ الشعر العامي، وأعتقد أن الكثير منه مدسوس، وأصبح الكثير منه ليس هو ذلك الشعر الحقيقي للمتقدمين، بل وفسدت لهجته... » إلى قوله: «فالشعر العامي قبل خمسين عاماً يُعَدُّ من مصادر الأدب والتاريخ في بلادنا.. لكن بعد أن وُجد هؤلاء الإخوة الذين أفسدوا الشعر العامي صار فاسداً».


وحتى أبين الصورة بشكل أوضح تأمل البيت التالي:

[poem=font="Simplified Arabic,5,,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
سلام عدة قصر يبنا = وعداد ملك الشريف حسين[/poem]

وتأمل الرد

[poem=font="Simplified Arabic,5,,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
يا مرحبا القيل شوقنا = مثل العسل من جبال حنين[/poem]

سوف يتبادر إلى الذهن بأن الكسرة قيلت في زمن الشريف حسين، بينما الحقيقة أن الكسرة للشاعر فهد أبو سلمي رحمه الله تعالى عندما كان متواجداً في قرية ثول فترة من الزمن، وليس المجال هنا لتدوين تلك الكسرة وردها، ولكن الشاهد أن من لا يعرف هذه الكسرة أو الشاعر الذي أبدعها سوف يتبادر إلى ذهنه أن تلك الكسرة قيلت من أحد الشعراء المتقدمين إنها أيام حكم الشريف حسين في الحجاز، بينما الكسرة قيلت بعد ذلك بسنوات طويلة و لا يزال الشاعر الذي قام بالرد على تلك الكسرة حياً يرزق أطال الله في عمره.

5- تعقيب الأخ العضو غريب الشوق:

ذكر الأخ الفاضل زياد في تعقيب له على الموضوع ما نصه:

( لكن لا تنسوا أن هناك رجل قد كلفته الدولة بتجميع التراث من الأشعار وهو العلامة عليه رحمة الله عبد الله بن محمد بن خميس وهو الذي كان مشرف على برنامج شعري يأتي في إذاعة الرياض كما اذكر اسم البرنامج من القائل وله كتب من عدة أجزاء من مراسلة هذا البرنامج موجودة في المكتبات باسم البرنامج وكان له رأيه الخاص بالنسبة للشعر النبطي وهو انه يقول الشعر عربي وليس نبطي وقد سئل عليه رحمة الله عن الكسرة فقال يرحمه الله الكسرة نوع من الهجيني الهلالي القديم وقد اشتهر في الساحل الغربي وأكثر ما توجد في منطقة ينبع وهم مهتمين به)

ونعلق على تعقيب الأخ غريب الشوق بقولنا:

من الواضح أخي الفاضل حدث لديك لبس بين الشيخ عبد الله بن خميس أطال الله في عمره، وبين الشيخ منديل الفهيد رحمه الله، فخلطت بين الاثنين، فالشيخ منديل الفهيد عفا الله عنه برغم خدمته للتراث من خلال برنامج البادية والكتاب الذي طبعه من عدة أجزاء بعنوان من آدابنا الشعبية، غير أن كتابه يحتوى العديد من الأخطاء لعدم قيامه بتحقيق كل قصة وقصيدة ترسل إليه، بل كان يوردها كما هي دون تحقيق.

وفي الختام أكرر ما بدأت به المقال أرجو أن أكون وفقت في العرض، فإن كان صواباً فمن الله وحده، وإن كان خطأ فمن نفسي والشيطان واستغفر الله العظيم، متمنياً من الجميع أن يضعون البحث عن الحقيقة نصبهم أعينهم مع التجرد من الهوى الشخصي والعاطفي، وتقديم حسن الظن في الأخريين، والله الموفق.

انتهى الجزء الأول ويليه الجزء الثاني قريباً إن شاء الله تعالى وهو يدور حول البحث عن الموطن الأصلي للكسرة


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

من مراجع البحث كتاب الموسوعة النبطية الكاملة لطلال السعيد