الاخوه الاعزاء /

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد

لقد لفتنا هذا الموضوع الجميل الذي هو جدير بالاهتمام والذي يحتاج الي دراسه متعمقه بعيدا عن العواطف والحماس لكي يظهر بالصوره المطلوبه


لذلك فان البحث في اصل ومنشأ الكسره يحتاج الي جهد ليس بالسهل وقد نجد الاجابه وقد لا نجدها فهي منتشره في معظم البلاد العربيه والشعر ديوان العرب فاينما يوجد العرب يوجد الشعر .
والذي معروف لدى الجميع ان الكسره ماهي الا بحر من بحور الشعر وجد له مكانا خصبا فازدهر وانتشر ومما ساعد في انتشار الكسره هو دخولها علي اكثر من لون شعبي هذا اذا كان وجودها في هذه الالوان الشعبيه سبب كافي لاثبات هويتها ولنستعرض بعض هذه الالوان الشعبيه لايضاح بعض الامور التي قد تكون غائبه عن بعض الاخوه.

- فمثلاالكسره المغناه استقلت باسمها (الكسره) وهي منتشره في معظم مدن وقرى الحجاز الساحليه والداخليه ويرددها الكبير والصغير والرجل والمرأه ويصدح بها العامل في مزرعته والبحار في بحره والسامر في مجلسه و لها لحونها المتميزه مثل الحدري والشاهد والاتيم وغيرها خاصة عندما تغنى بمصاحبة الة السمسميه التي هي من اقدم الالات الموسيقيه التي عرفها اهل البحر الاحمر بشاطئيه لدرجت انها تعمقت في احدى الدول العربيه وهي السودان الي المناطق الداخليه البعيده عن البحر واخذت لها اكثر من اسم وهذا شاهدته في برنامج في التلفزيون السوداني عن السمسميه وانتشارها

- ومن الالوان الشعبيه الاخري لعبة الزير اوالتقاطيف والتي تؤدى في المناطق ما بين رابغ و قرى وادي فاطمه مثل ثول وذهبان وقرى وادي قديد وقرى وادي خليص وعسفان وغران والخوار وهدى الشام و تعتبر الكسره العمود الفقري لهذه اللعبه وذلك لخفتها وتعدد لحونها ومن هذه اللحون علي سبيل المثال لا الحصر :




[poem=font="Simplified Arabic,5,,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
-هذا ليش كذا ليش ياعيوني رميتيني

- ياجويهل والناس ينهونك واهلك معيين

- سبب روحي محد درابه وانا مقدر ابديه

- عسل يامصفى يادوا كل عله

- بعد قفا ظلت عيوني تبكي نهارين

- ما يصير شاعر بلا ربان[/poem]



ولكن نظام اللعب في هذا الموروث ( الزير او التقاطيف) لازال محتفظا بأصله القديم ولم يطور حيث ان طريقة اللعب تعتمد وجود شعراء في كل صف يقومون ببناء المشتكى من غصنين فقط ومثال ذلك مايلي :

هذه مناسبة زواج لاحد ابناء الشيخ عواد بن عليثه ابو رقيبه رحمه الله رحمة واسعه وكان يوم الخميس 21 جمادي الثاني 1420هجريه في ينبع النخل وكانت الدعوة شامله لأهل التقاطيف من وادي فاطمة وهدى الشام وعسفان وغران والخوار وخليص وقديد وجده وثول وذهبان ورابغ واستلم اللعب شعراء من هذه المناطق وشعراء من ينبع ولست متاكد من الاسماء ولكن نكتفي بالاشاره الي الضيوف والمعازيب
:


[poem=font="Simplified Arabic,5,,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
الضيوف:
سلام قبل النهار يفوت =اليوم والليله سرانا
المعازيب:
يا مرحبا والوفا مثبوت -في كل من للوفا جانا
الضيوف:
تبقون يامن نباهم قوت -لأهل الوفا تمشي خطانا
المعازيب:
الطيب بين العرب ما يموت -مبدلكم انتم ومبدانا
الضيوف:
اليوم حنا كبار بخوت -بلقاكم الأنس هنانا
المعازيب:
ودي بطرف اللحن والصوت-يشمخ بالأمثال مبنانا[/poem]



وتتشابه هذه اللعبه كثيرا مع لعبة المقطوف في املج في اللحون وفي ايقاع الزير الا انها اخف في المقطوف ولا ادري عن نظام اللعب في المقطوف هل يعتمد علي شعراء ام علي ربابين فقط.

-ومن الالوان الشعبيه التي تدخل فيها الكسره لعبة (زيد) وزيد تكتب وتنطق هكذا بدون دخول (ال) التعريف عليها وزيد له الحان عديده وتسمى غصون وكل غصن له نقلات مستقله ونجد في نقلات زيد معظم بحور الشعر ومن ضمنها مجزوء البسيط الذي هو اقرب بحورالشعر للكسره وهذا ياتي في غصن عليش ياخوي ياعلي الذي من نقلاته :



[poem=font="Simplified Arabic,5,,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
- عليش ياخوي ياعلي= من شد يحي وخلاني

- ياليلة مزهره بانوار = لمت جميع الصفاويه

- من عين عجلان ياروحي = وعصير شدت شبارها

- دمعي ذرف يوم قالوا لي = حبيبك اليوم قفوا به

- بين الدقايق ورمش العين = بزة (جرة) قلم مثل حرف الصاد

- شوف القمر ساع مانور= وأهل الصفا ساع ماجو له[/poem]




ولكن ( زيد) يعتبر لعبه جامده فقد اتفق اهله علي اقفاله ولا يُقبل فيه التجديد او التغيير والهدف من هذا هوالحفاظ عليه .

وندخل علي رديح اهل ينبع الذي يعتمد اعتمادا كليا علي الكسره وليسمح لي الاخوه ان انقل هذه المقاله من كتاب اهل الكسره للاستاذ عبد الرحيم الاحمدي والذي يوضح فيه ان نظام اللعب في الرديح كان يعتمد علي غصنين مثله مثل بقية الالعاب ولكن رغبة الشعراء في اتمام المعنى تشاوروا في جعلها من اربع اغصان يقول الاستاذ عبد الرحيم ( صفحه )29 :

(( واذا اتفقنا علي ان الكسره عباره عن بيتين فقط , فانه يجدر بنا ان نورد مقولة لشاعر الكسره واحد مشاهير الرد فيها في ملاعب الرديح ,الشاعر محمد بن عبدالله القاضي والد الشاعر عبد الرحمن القاضي , واهل ينبع يعرفون من هو محمد القاضي , ففي حوار اجرته معه جريدة عكاظ يقول(كان الرديح وكانت كسراته تتكون من غصنين فقط (بيت) كما الحال للتقاطيف اليوم , الي ان اجتمع شعراء ينبع ذات مساء واتفقوا علي تعديل ليصبح اربعة اغصان (بيتين) و لانهم كانوا يرون ان في ذلك اصلاحات للعب وفرصه لافساح المجال امام الشاعر للتعبير عن معانيه بشكل واسع) عكاظ العدد 10526-1416 انتهي كلام الاستاذ عبد الرحيم

ومن هنا بدأ التحول وتميز رديح اهل ينبع ورعى الكسره اجمل رعايه واثراها وبدأت الكسره تأخذ منحناً اخر وافرزت روائع من الكسرات التي تمثل بها من هم في خارج ينبع واسسوا بذلك مدرسه فريده لفن الكسره اضافة الي ان لعبة الرديح ابرزت شعراء ذاع صيتهم عند عشاق الكسره واثبتوا ان القمه تتسع لاكثر من فارس ولا زال للمجد بقيه.


ولا غرابة في ذلك فقد عرف عن اهل ينبع التطوير فلهم السبق في تطوير الفن البحري وادخلوا عليه الالات الحديثه مثل الة العود والقانون بعدما كان يؤدي بمصاحبة السمسميه واستحدثوا الالحان وبرعوا في المولات ولهم الحق في ان ينسب لهم الا وهو( الطرب الينبعاوي) .
فالفن الشعبي يحتاج الي رعايه وحمايه وتطوير يتماشى مع الوقت الذي يكون فيه دون أي تغيير في الجوهر او المضمون
لان الفنون الشعبيه عباره عن منتديات ادبيه شعبيه تبرز فيها مهارة الشعراء وتتفتق فيها مواهبهم ويعتبر ميدانا خصبا لظهور شعراء يشار لهم بالبنان والشواهد كثيره.

واجدها فرصه مناسبه ورغبه صادقه واطلب من شعراء التقاطيف ان يحذوا حذو شعراء ينبع في اتمام الكسره لزيادة الاثراء والابداع والتميز.


كل الشكر والتقدير لمن هم خلف هذا الصرح الشامخ واسف علي الاطاله

وللجميع خالص الود والتقدير