اخي العزيز الجراحي
قليل كلمات الشكر لك على هذا النقل الموفق والذي يتعلق في مرفقاً هام من بلادنا له تاريخ مشرق عبر قرون طويلة وكان له الاثر الكبير في نصرة الدين الاسلامي .
اصدقك اخي انني في حاجة لكل معلومة مهما كان حجمها عن هذا الميناء وبحكم ان معظم المؤرخين والرحالة من فجر الاسلام كتب عن هذا الميناء وبحكم ان مؤلفات هولاء يتم تجديدها من قبل مؤرخي كل عصر فتجد اغفال الكثير من المواقع التي لاتشكل اهمية للاهل العصر .
ومع هذا تجد غموض في المعلومات او نقول اقتصار المعلومات على وصف المكان بدون وجود تفاصيل .وبحكم بحث خاص عن ينبع النخل اقوم به كانت البداية من قريتي التي ترعرعت بها كبر الامر حتى شمل قرى ينبع النخل وكان تركيزي على القرى المندثرة والتي لايكاد الانسان العادي ملاحظة وجودها لاندثار معظم المعالم .قادني هذا البحث الى وجوب دراسة عنصرين مهمين هما الامن والاقتصاد .والسبب ماوجدته من قرى كبيرة وعديدة بهذا الوادي خاصة ان جميع المراجع التاريخية تحمل ذكر ينبع النخل ومدى قوتها الاقتصادية والتي تعتمد على الزراعة لوفرة المياه بها كذلك قوة استتباب الامن بها لانها من البديهي لاتسود قرية او بلدة في تلك العصورمالم تكون قوية في امنها .
اخذت طريقة الترتيب في البحث نظري وعملي مثلا اليوم اجمع ماتوفر لدي من معلومات من بعض المراجع المتوفرة في مكتبتي عن مدسوس وبعد ان ادون مااحتاج اتوجه للموقع بحكم معرفتي له .
بهذه الطريقة اخذت اواصل التطبيق وهالني ماوجدت من اماكن لانعرفها نحن اهل ينبع النخل فكيف بمن يكتب عن ينبع النخل من غير اهلها لذا وجدت ان العلم النظري لايعطي للباحث مصداقية كما يجب ان تكون في الامانة التاريخية عند التدوين عن ينبع النخل مالم يقرن بالتطبيق والوقوف على المواقع المحدده .
وميناء الجار يتبع ينبع النخل وتحت امرة حكام الدهناء حيث هم المسئولين عنه واستمراره بمالهم من قوة نفوذ في تأمين الطريق بين الشام والحجاز من قبل الاسلام ومن ثم كبر نفوذ ينبع النخل لوقوعها على درب الحج .طبعا هذا الميناء قرب جدا من الدهناء وتنتثر القرى منها حتى قرب الساحل يقول مؤلف وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى لنور الدين علي بن عبدالله السمهودي المتوفى سنة 911هـ في الجزء الرابع منه ( وبه عين كبيرة تخرج من جوف رمل من اغزر او اعذب مايكون من العيون وتجري في الرمل فلا يستطيعون الزراعة عليها إلا في أحناء الرمل وبها نخيل وبقول وتسمى : البحير ويتلوها الجار وهو على شاطئ البحر وشرب أهله من البحير .)
(قال ياقوت :الجار مدينة على ساحل بحر اليمن وهي فُرضة المدينة بينها وبين المدينة يوم وليلة )المرجع السابق
كما ورد بنفس المرجع وفاء الوفاء :
عذيبة :
تصغير عذبة
ماء بين ينبع والجار .
ويقال فيها العذيب بغير هاء قال كثير :
خليلي إن أمُ الحكيم تحملت وأخلت بخيمات العذيب ظلالها
فلا تسقياني من تهامة بعدها بلالاً وإن صوبُ الربيع أسالها.
من هذا يتضح لنا ميناء الجار وقربة من ينبع النخل حيث قمت في قياس المسافة بينه وبين قرية الدهناء ووجدتها قرابة 31كم والطريق من الدهناء لهذا الميناء لاتتأثر في سيول اودية ينبع النخل في حالة جريانها حيث الطريق له على ظهر بين اودية ينبع ووادي الصفراء واسط .
والحديث يطول عن هذا الميناء الذي ظلمه المؤرخين في عصرنا الحاضر في تجاهلهم لذكره .