خلال استقباله أبطال المسلسل السعودي المثير للجدل:
الملك عبد الله لـ"طاش" : أتركوا الدين والقبيلة

سلطان القحطاني من لندن: ذكرت مصادر سعودية عليمة خلال حديث لها مع "إيلاف" أن عاهل البلاد الملك عبد الله بن عبد العزيز استقبل في وقت سابق من الأسبوع الماضي بطلا المسلسل التلفزيوني المثير للجدل "طاش ما طاش" قبيل مغادرته إلى مكة المكرمة غرباً، وذلك على أثر التصاعد المتواتر في عدد برقيات الشكاوى بحق المسلسل الذي ناقش العديد من القضايا التي ترتبط بالتطرف الديني في المملكة وأثارت حنق رجال دين سعوديين أتحد معهم بضعة من شيوخ القبائل في الضفة ذاتها.

وتروي المصادر ذاتها عن اللقاء الذي وصفته بأنه "أبوي إلى حد بعيد" أن الملك الذي أمضى عامه الأول في الحكم طالب بطلي العمل عبد الله السدحان وناصر القصبي بعدم إثارة حنق رجال الدين في البلاد الذين أثارتهم عدة حلقات من المسلسل أدى الأمر إلى منع حلقتين منها، والأمر ذاته طلبه بخصوص ما يتعلق بالقبائل التي تشكل شريحة كبرى من مواطني البلاد التي تتمتع بالعديد من الروابط القبلية كجزء من عملها الحياتي اليومي.

ويعود تنبه الملك لهذين الخطين المتوازيين – الدين والقبيلة- إلى أنهما "خط النار" الذي قد يهدد الاستقرار الداخلي لمملكته لو تم الإخلال بعمليات التوازن المختصة بهما من قبل صناع القرار في الدولة، ذلك أن المجتمع السعودي يميل في سواده الأعظم إلى اعتناق النمط الديني المحافظ للإسلام كما جاء به الأسلاف، وعلى الطريق ذاته فإن لدى فئات المجتمع العديد من الارتباطات الفكرية مع نظام القبيلة تعود بتطورها إلى عقود طويلة من السنوات.

ولم يتسنَّ لـ"إيلاف" الحصول على تعليق رسمي من الحكومة السعودية على نبأ المقابلة، إضافة إلى أن الممثلين، الذين غديا تحت نيران الانتقادات المحلية بسبب مسلسلهما في نسخته الأخيرة، لم يدليا بأي تعليق كونهما يقضيان إجازة عائلية خارج المملكة كما أخبر أحد مرافقيهم "إيلاف" خلال حديثها الهاتفي معه في سياق سعيها للحصول على تعليق عن لقائهما بعاهل المملكة الذي تصفه الدوائر الغربية بأنه "إصلاحي حذر".

وأشارت مصادر وثيقة الإطلاع إلى أن الملك عبد الله بن عبد العزيز لم يخفِ إعجابه ببعض حلقات المسلسل، الذي كان التلفزيون السعودي الرسمي يبثه لأكثر من عقد تقريباً، خصوصاً تلك الحلقات التي كانت تتطرق إلى الأخطاء المؤسساتية في البلاد بغية تنبيه صناع القرار لإصلاحها، لكنه أشار إلى أن العديد من الشكاوى جاءته بسبب بعض الحلقات التي تتطرق إلى الدين أو القبائل السعودية وعاداتها.

وكانت قناة "أم.بي.سي" التي حصلت على حقوق بث النسخة الرابعة عشر من المسلسل والتي كانت أكثر جرأة، قد منعت حلقتين من المسلسل من البث، أولها كانت حلقة دينية الطابع عن "هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" تتطرق لتبيان بعض من سلبيات هذا الجهاز الذي ينطوي مظلة الدولة الرسمية، وثانيها كانت حلقة قبلية المحتوى بعنوان "شهيبان" حول اهتمام رجال قبيلة لم يتم تسميتها بناقة صدمها أحد المواطنين بسيارته أكثر من اهتمام بالضحية الآدمي.

غير أن مصادر مطلعة من داخل ردهات المحطة قالت لـ"إيلاف" أن قرارات المنع كانت "داخلية محضة لا علاقة للحكومة السعودية بها، أو أي طرف آخر"، مشيرةً إلى أنها تستفيد "قدر الإمكان" من الخطوات الإصلاحية التي يشجعها ملك البلاد الداعية لمزيد من النقد المنهجي وحرية التعبير ضمن الخطوط المعتبرة لتقاليد البلاد المحافظة.

إلا أن مصادر أخرى توقعت أن يتم الإفراج عن الحلقات مستقبلا خلال "الرمضانات المقبلة" حين يسمح التوقيت بذلك، ضاربة مثلاً بأن القناة ذاتها أعادت بث عدة حلقات كانت قد منعت من العرض سابقاً في بداية الأشهر الأولى للحقبة الملكية الجديدة، واصفة هذا التحرك من قبل القناة بأنه " استخدام مسؤول للحرية الممنوحة لها".



التعليق

لو أنهم ابتعدوا عن كل مايمس ديننا الحنيف وناقشوا القضايا التي تحتاج لحلول كمشاكل بعض الدوائر الحكومية
وماشابه ذلك فالمسلسل قد يكون له منافع أما بهذا المسلك وبهذه الطريقة فليس هناك شخص في قلبه غيره على
دينه يتقبل ذلك .