هلا يا ابو زارع أسعدني مروركم ولا اعرف أن هنالك كسرات مغلفة وأخرى غير مغلفة سوى أن هنالك نوعا من الكسرات يغلفها الشعراء القديرين بمعاني لائقة نعتبرها في أغلب الأحيان غبوات لكن استطيع أن أفسر قصدك بقولي : أن هنالك كسرات ... حكم ، أمثال ، غزل ، مدح ، رثاء ، وصف ، حماسة ، معاناة من شتى أنواع الظروف في الحياة والعديد على هذا النحو وهناك نوع غريب نشاء لاحقا ... وهو ( كسرات الأحوال الشخصية والنيل من الأخرين وهو ليس كالهجاء شعرا لوضوح الصورة ومن المقصود في الهجاء ليرد عليه الأخر وفي هذا شجاعة أدبية كبيرة علما أنه شعر منهي عنه ... ) وهذا النوع واضح للجميع غلافه مكشوف ليس به عمق كأن يأتي صاحب المثل بمثل أو يأتي حكيم الكسرة بحكمة أو أن يأتي رقيق الإحساس بإغصان غزلية عذبة وهلم جرا ... ( وغلاف الجوهر يدل عليه ) وأكيد الشعراء البارعين يغلفون شعرهم بمفردات سامية وإحساس بديع وخيال رائع ولكنه يظل مفهوم سلسل المعاني واضح المغزى ولا يخدش الذوق العام وينال الإستحسان من الجميع .
...
على كل حال أعجبني كلامك وما ينطبق على جميع الشعر ينطبق على الكسرات فالكسرة كلام موزون ومقفى باللغة العربية يفهمها القارئ وقد يذهب المعنى إلى معاني عدة ولكنها مهما اختلفت تكون معاني لائقة لا تحمل التجريح والنيل من الأخرين وأعتقد أن كلامي غير مغلف واضح وصريح ووجهة نظر تحكي عن سلوك عام ليس على وجه الخصوص ولكننا إن كنا صادقين مع أنفسنا فل نقول : نعم نحن نعاني من هذا السلوك المشين في مجتمعنا وقال الله تعالى ( هماز ٍ مشاء بنميم ) ... وأرى من الشجاعة الأدبية أن نقول الحق ولو على أنفسنا وأن نواجه بدلا من أن يشتكي فلان على فلان ليجلد فلان بلسان فلان .أو أن يستخدم إسما مستعارا للنيل من فلان وتثبيط عزيمته وعزله أو إفساد علاقته مع الأخرين .
هذا هو محور الخاطرة :
وأوكد أنني فعلا ( يعجبني اللي إذا صدّر=يقول يا فلان أنا جيتك )
حتى لو لم تلاقي هذه الأغصان عندك استحسان هي : تجسد حقيقة ومبداء واحيانا تكون الحقيقة مرّة ولكن فيها الخير الكثير ... واحيانا يكون المبداء صعب ولكن النفوس إذا أرتاضت عليه نالت الخير الكثير .
وما أود أن أختم به كلامي هو أن لكل منا لسان والجميع يستطيع نظم الكسرة ولكننا بالتأكيد نختلف بتطويع الكسرة فمنا من يطوعها للمفيد حسا وذوقا وفنا راقيا ومنا من هو غير ذلك ... والكل منا سيحاسب والله هو الذي يعلم ما بالأنفس وما تخفي الصدور ... والعاقبة للمتقين .
وشكرا لكم على هذا المرور الطيب وهذا التعليق المفيد
أبو محسن