طوبى لمداخلتك القيمة
وكل عام وانت بخير


اخي العزيز الشاهين
كلنا ندرك أن الحياة درب يؤدي الى الموت ومع ذلك فاننا نحزن ونتالم كلما يفارقنا في مسيرة الحياة صديق او قريب او رمز من رموزاعلام الينبعين , ولقد فقدنا على امتداد ماضينا كم من صديق عزيز وشيعنا كم من قريب وحبيب ويعلم الله كم تالمنا لفراقهم وكم احترقت قلوبنا لفقدهم, واما فراق الفقيدالاستاذ محمد عيد العلوني كان ادهى و امر, والفراغ الذي تركه لنا نحن اصدقاوه واقاربه وتلاميذه في الحياة اشد . ولكن ماذا نفعل وماذا نقول والموت امر نافذ لا نقض فيه ولا اجرام , لقد حسم الله هذا الموضوع بقوله لرسوله الكريم: "انك ميت وانهم ميتون", وبقوله تعالى: "كل نفس ذائقة الموت". انها سنة الخالق في خلقه ولن تجد لسنة الله تبديلا.




اخي العزيز الشاهين

لقد عرفت الفقيد في مطلع شبابه وقد واجه الحياة منذ البداية بالجد والعمل والمثابرة, وكان مجالات التعليم في ذلك الوقت ضيقة ومحدودة وظرروف معيشته صعبه, ولكن انخرط في جامعة الحياة ونهل من درس العمل والتجارب, بعيداً عن الوجاهة والعائلة والقبيلة والحسب والنسب، وتفوق في افاق العقل والحكمة فكان استاذا فاضلا متخصصا في مجالات كثيرة من مجالات الحياة, وكان مرجعا يعتمد عليه في كثير من الأمور.
لقد برز في مقدمة الطليعة التي اخذت على عاتقها مسؤولية بناء البلاد في بداية الطفرة , وكانت البلاد في ذلك الوقت يعمها الفقروالجهل , كان سره في حياته المصداقية ببعدان, بعد اخلاقي واخر يرتبط بالقدرة العملية والكفاءة ومروءته واريحيته وكرم خلقه والاستقامة وحسن المسلك سمة ثابته واصيلة في شخصيته لاتبهت بالمحن ولاتهزها المغريات.

اننا اذ نودعه اليوم فاننا نودع علماً من أعلام ينبع , ونودع سجلا عامرا بالوقائع والمعلومات الصادقة, ونودع ايضا موكب من مواكب الحب والصداقة ...إنا لله وإنا الية راجعون.