لا شك أن هذين الغصنين من أجمل الأغصان التي قيلت في الآونة الأخيرة ، وما تصدي الشعراء للغلاق رغم أنهم ليسوا معنيين بها بالدرجة الأولى إلا دليل على جمال الغصنين ورغبة كل شاعر في أن يعثر على الغلاق المناسب لتكتمل الصورة الوجدانية والمعاناة الإنسانية ، والكسرة متى ما عرضت في منتدى عام فهي مشاع للمشاركة أو الغلاق أو النقد ولولا ذلك لما عرضت .. ومن هذا الباب فإنني أشد على يد أخي الشاعر الكبير طه بخيت في تعديل الغصن الرابع وهي جرأة محمودة منه فالغصن كما قيل يعتريه اختلال في الصياغة لا الوزن لأن ورود الباء في بيد ثم تكرارها في بها تؤدي إلى خلل في الصياغة فنحن لا نقول :
بيدي أمسح بها دمعي ، وإنما نقول بيدي أمسح دمعي هكذا مباشرة ولا شك أن الأستاذ فايز الصايغ لاحظ ذلك ولكن حرصه على المقابلة بين يد في الغصن الأول ويد في الغصن التالي اجبره على استخدامها مع وضع الباء ليستقيم الوزن
وقد لاحظت ذلك وأظن أن أخي عبد الله ناجي لاحظه قبلي لأننا ( أنا وهو ) كتبنا الغصن بدون الباء تلميحا إلى أنه زائد في الصياغة لا الوزن ولا أخفيكم أنني أوشكت أن أغير الغصن إلى ( وبيد أمسح أثر دمعي ) ولكني تراجعت لأنني لا أملك الجرأة التي يمتلكها أديبنا أبو عماد .. أما وقد فتح لنا الباب فلا أقل بأن نبدي رأينا في هذا الغصن وهو رأي لا يقلل من جماله وروعته وإنما يسعى إلى أن تظهر هذه الكسرة في الوضع الأمثل وبخاصة أنها أصبحت حديث المجالس الآن

ومع وصول غلاق الشاعر أبو فياض فإنني أميل إلى أنه هو الغلاق المناسب لأنه وفق كثيرا في تجسيد الصورة وتوصيف المشهد الماسوي . مع الاعتراف بأن كل الغلاقات جميلة ولكن هذا هو الأنسب
( في نظري )