في تقرير عن النشاط الإسكاني صادر عن شركة دار الأركان وتنشره "الاقتصادية" (1-2):
تأثير واضح للتغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في تشكيل أنواع المساكن في المملكة
- خالد الربيش من الرياض - 15/07/1427هـ
بينت دراسة حديثة تأثير التغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية بشكل واضح على تشكيل أنواع المساكن في البيئة العمرانية في المملكة. واستعرضت الدراسة التي أعدتها مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية ـ مستخدمة الطابع العمراني كمعيار لرصد الاختلاف ـ أنواع المساكن في المملكة (تقليدي، شعبي، معاصر) من حيث أهم خصائصها ومدى انتشارها.
ويتميز النمط السكني التقليدي، بحسب الدراسة، في كل منطقة من مناطق المملكة بشخصيته العمرانية المنفردة والمميزة عن المناطق الأخرى، والذي يعكس عادات الناس وتقاليدهم ومتطلباتهم المعيشية، وينسجم ويتناغم مع البيئة الطبيعية والمناخ السائد في كل منطقة مع الاستغلال الأمثل لمواد البناء المحلي المتوافر. وساهم البناء المحلي الذي كان يطلق عليه الأستاذ أو المعلم البلدي بدور كبير في ظهور النمط العمراني التقليدي المميز في كل منطقة من مناطق المملكة.
فيما أوضح تقرير صادر عن شركة دار الأركان للتطوير العقاري الحاصلة على جائزة الأعمال العربية للتطوير السكني للعام الثاني على التوالي، أن النمط السكني في كل منطقة من مناطق المملكة وصل إلى شكله النهائي بعد محاولات عديدة من التجربة والممارسة والتطوير المستمر لتصميم وفن وتقنية البناء التقليدي المحلي ليتناسب مع عادات الناس وتقاليدهم ويتوافق مع البيئة الطبيعية والمناخية السائدة، حتى تم قبول نتاجه النهائي وتبنيه بين أفراد المجتمع كنمط سكني وفن معماري جماعي يعبر عن هويتهم وشخصيتهم المميزة.
واستعرض التقرير خصائص المسكن التقليدي في مناطق المملكة، وبدأ في المنطقة الغربية التي تضم مجموعة من المدن جدة ومكة والمدينة المنورة والطائف وينبع، ، وتتميز مبانيها السكنية بارتفاعها نظراً لإحاطة مدنها بأسوار دفاعية تعوق تمددها مثل جدة أو بسبب موقعها الجغرافي على المنحدرات الجبلية الوعرة ومحدودية البناء في الأودية والشعاب كما هو الوضع في مكة المكرمة، حيث تتكون المباني السكنية المرتفعة من عدة أدوار تصل في بعض الأحيان إلى ثلاثة وخمسة أدوار لإسكان أسر ممتدة. وتراوح مساحة الأرض من 150م2 إلى 350م2 حسب ثراء الأسرة وحجمها. كذلك وجدت المباني السكنية المنخفضة الارتفاع التي لا تزيد على دورين في المدينة المنورة. حيث يبنى المبنى على كامل مساحة الأرض ويشترك مع الجيران باثنين أو ثلاثة حوائط مشتركة. ويخصص الدور الأرضي للضيوف من الرجال أما الأدوار الوسطى فتخصص لأهل البيت واستقبال الضيوف من النساء وسكن للأبناء المتزوجين على شكل أجنحة أو غرف مستقلة. ويبنى السطح على شكلٍ مستو ويستغل كمكان مفتوح إلى السماء عوضا عن الحوش الداخلي يستخدم للأنشطة المنزلية والمبيت ليلاً لذلك تسمى بالمبيت والخارجة. ولضمان الخصوصية يحاط السطح بجدار مرتفع بارتفاع مترين بها فتحات صغيرة تشكل من الطوب بطريقة زخرفيه تسمى شبورة كما هو في مكة أومن الخشب كما هو في جدة وذلك لسماح مرور الهواء. ويلاحظ ارتفاعه لعدة أدوار وتغطية الواجهة الخارجية بالأعمال الخشبية للنوافذ والأبواب والبلكونات البارزة المعروفة "بالرواشين".
ولم يجد البناء المحلي في مكة المكرمة والمدينة المنورة، كما أوضح التقرير، مشكلة في بناء الحوائط الحاملة للمباني المرتفعة المتعددة الأدوار لوجود الصخور القوية المحلية التي تتحمل أوزانا عالية بخلاف جدة التي لم يجد فيها إلا الصخور المرجانية البحرية التي تتميز بتآكلها مع الزمن مع العوامل الجوية إلا أنها جيدة وظيفيا لقدرتها على امتصاص الرطوبة السائدة. وللتغلب على هذه المشكلة والاستفادة من ميزة مادة البناء المحلي، طور البناء المحلي تقنية بناء من منطلق الحاجة أم الاختراع مكنه من استخدام الصخور المرجانية كحائط حامل لمبنى عدة أدوار مع القدرة على تغير الصخر المتآكل عند الحاجة دون أن يتأثر المبنى، وذلك بوضع عوارض أفقية من الخشب على طول الجدار عند كل متر من ارتفاع الحائط. ساعدت هذه التقنية على توزيع الأحمال على العوارض الخشبية والقدرة على تغيير الحجر المتآكل عند الحاجة، كما ساعد بروز هذه العوارض الخشبية الأفقية عند كل متر من ارتفاع حوائط المبنى إلى إضفاء نوع من الجمال للواجهة الخارجية وكسر حدة الارتفاع.
ويوجد في المدينة المنورة إلى جانب نمط المباني السكنية العالية المتعددة الأدوار ذات المشربيات التي تصل من أربعة إلى خمسة أدوار، نمط السكن ذو الفناء الداخلي المنتشر في المدن العربية الإسلامية الذي لا يتعدى عدد أدواره دورين. وذلك بهدف المحافظة على نسبة الفناء بأبعاده الثلاثة لتحقيق وظيفته المطلوبة سواء بتوفير الظلال أو التهوية والخصوصية لتمارس الأسرة حياتها الاجتماعية بحرية تامة بعيدة عن أعين الناس والمارة. كذلك يوجد نمط ثالث يعرف بالمسكن ذي القاعة لا يتعدى عدد أدواره عن ثلاثة أدوار ويتكون من فناء مسقوف يعرف بالقاعة، وينتهي عند السطح بفتحة مزودة بغطاء متحرك يسمى جلاء يفتح على الفناء من جانبين في الدور الأرضي بقاعتين مسقوفتين بسقف منخفض يعلوه دور أو أكثر يستخدمان لاستقبال الضيوف. ومع اختلاف عناصر التصميم للأنماط السكنية الثلاثة في المدينة المنورة إلا أنها اتفقت جميعا في الانسجام والاستجابة للمتطلبات الاجتماعية والبيئية وتحقيق مفهوم الخصوصية كأحد المتطلبات الاجتماعية للمجتمع المسلم.
إلى ذلك، سجل المؤشر العقاري الأسبوعي الصادر عن الإدارة العامة للحاسب الآلي بوزارة العدل لكتابة العدل الأولى بالرياض من يوم السبت 4/7 إلى الأربعاء 8/7/1427هـ ارتفاعاً في قيمة الصفقات بنسبة 23.07 في المائة حيث بلغت هذا الأسبوع (839.558.329) ريالا، وانخفض المؤشر في كتابة عدل الدمام بنسبة (6.48 في المائة) حيث بلغ إجمالي قيمة الصفقات نحو (58.608.055) ريالاً.
وفي المقابل، وافقت وزارة التجارة على تأسيس شركة الأندلس العقارية كشركة مساهمة مقفله برأسمال قدره 238.9 مليون ريال، مقسم إلى 23.89 مليون سهم، تبلغ القيمة الاسمية للسهم عشرة ريالات. واكتتب المؤسسون بكامل رأسمال الشركة التي تتخذ من مدينة الرياض مقراً لها.
وتتمثل أغراض الشركة في إنشاء وتملك المراكز والمجمعات التجارية والسكنية وإدارتها، مقاولات عامة للمباني السكنية والتجارية والمنشآت التعليمية والترفيهية والصحية والطرق والسدود ومشاريع المياه والصرف الصحي والأعمال الكهربائية والميكانيكية، صيانة وتشغيل المنشآت العقارية والمباني والمجمعات التجارية، وتملك الأراضي والعقارات وتطويرها واستثمارها لصالح الشركة.
كما وافق الأمير بدر بن محمد بن جلوي محافظ الأحساء على إعادة تشكيل لجنة معالجة القضايا العقارية في الغرفة التجارية الصناعية في الأحساء برئاسة عبد الرؤوف بن عبد الرزاق البشير وعضوية عبد الرحمن بن إبراهيم المهنا، سعد بن حمد الغريب، خالد بن عبد اللطيف الصالح، عبد اللطيف بن محمد العفالق، عبد الله بن سليمان الصفران، يوسف بن محمد العمر، والدكتور عادل بن أحمد الصالح أمين عام الغرفة وعضو اللجنة، ويعمل بدور منسق أعمال اللجنة عبد الله بن عبد الرحمن العرفج.
من جهة أخرى، اعتمد مشروع أم الخير السكنية أسعار الفلل التي طرحها في أبرق الرغامة في جدة، التي شارف على الانتهاء من المرحلة الأولى منها بعدد 80 وحدة سكنية وتكاليف تتجاوز 70 مليون ريال وعدد قطع أراض مخطط 220 قطعه سكنيه مهيأة بجميع الخدمات الخاصة بالبنية التحتية بقيمة سوقية 164 مليون ريال. وأعلن أنه قد سلمت الوحدات السكنية للملاك.
وفي السياق، بلغ إجمالي حجم المشاريع العقارية في منطقة الشرق الأوسط التي تقدر بنحو تريليون دولار أمريكي وفقا للتقارير الصناعية التي صدرت أخيرا.
وتشهد المنطقة طفرة كبيرة في مجال العقارات التي ساعدت على نمو الصناعات المرتبطة بها ومن أبرزها: التصميم الداخلي والخارجي، تصميم المطابخ، طاولة الطعام والأدوات والأجهزة الخاصة بإعداد وتناول الوجبات، التقنية المنزلية، فنون وإرشادات تجميل المنازل والبيوت، تنسيق الحدائق والمساحات الخارجية وتطويرها.
وفي السعودية، يصل حجم الاستثمار في ناطحات السحاب إلى نحو سبعة مليارات ريال (1.8 مليار دولار) عبر الأبراج الموجودة في الرياض وهي: برج الفيصلية، وبرج المملكة، وبرج الراجحي التابع لمجلس أعمال الشيخ صالح الراجحي، وبرج شركة الراجحي المصرفية، إضافة إلى برجين لم يتم الإعلان عنهما، تقدمت بطلبات لدى أمانة مدينة الرياض والهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، وعدد من الأبراج في المنطقة الشرقية، وبرج في مدينة جدة تم الإعلان عنه ولم يتم الاستمرار في أعماله نتيجة بعض المعوقات التي صاحبته. ويبلغ ارتفاع برج الراجحي 350 مترا تقريبا، وتقدر تكلفته نحو مليار ريال (266 مليون دولار)، يقام المشروع على أرض تبلغ مساحتها 62 ألف متر مربع على طريق الملك فهد وشارع العليا بالقرب من مبنى وزارة الشؤون البلدية والقروية وسوق طيبة في منطقة العليا.