المحافظة على المساحات الخضراء قرب أو داخل المدن بإيقاف الزحف الاسمنتي المسلح هدف تسعى اليه جميع مدن العالم لما لهذه المساحات من فوائد معروفة للجميع ، والمدن السعودية بفضل تطورها وتوسعها الهائل قياسا بالمدة الزمنية لهذا التوسع حدثت بها طفرة تنموية ومن الطبيعي أن تفرز بعض السلبيات كالزحف الاسمنتي على المزارع وفقدان بعض المعالم والأثار ، ولنتذكر أنه طيلة مدة الطفرة والنماء كانت هناك ولازالت المحاولات والحرص على تلافي سلبيات التطور ، الأن وقد حدث ماحدث لن يفيد الندم على مافات إلا أننا نأخذ من التجربة مايفيدنا في العمل للمستقبل ..
شق الطرق أمر ضروري وحتمي لنا ، وفي الكفة الأخرى نجد أننا أمام مسؤولية المحافظة على المزارع والأثار حيث تختلف درجة الأهمية والقيمة لكل منها ، ونجد أنفسنا أمام معادلة لنحسم فيها القرار ، ولذا لابد من تقييم درجة أهمية الأثر التاريخي ، فإذا كان هذا الأثر قديم وله رموز تاريخية هامة فلابد من المحافظة عليه وتغيير مسار الطريق ، ولكن الملاحظ أن هناك خلط بين درجة أهمية الأثار ، فيثور البعض منا وتقوم ضجة اعلامية لمجرد أثر لايتجاوز عمره مئة أو مئتي عام ولايشكل أهمية تاريخية في حين أننا نفقد أثارا قديمة وهامة دون أن يشعر أكثرنا ، وهذا لايعني أن العمر الزمني فقط هو المعيار للأهمية التاريخية ، فهناك أثار حديثة لها أهميتها ودلالاتها الكبيرة ، ( مثلا لاحصرا ) هدم الدار التي نزل فيها الملك عبدالعزيز بينبع رغم أنها لم تقع في مشروع شق طريق أو شارع ، لذا كان من المفروض التنسيق مع ملاك الدار أو الورثة للأبقاء عليها أو شراؤها لتبقى رمزا تاريخيا له دلالاته الهامة على مدى الأيام ..
والمدينة المنورة تضم أهم المواقع التاريخية بالمملكة إن لم تكن أهمها على الاطلاق بأثارها الاسلامية العظيمة ، وأرى أن كل شبر على أرضها شاهد على حدث أو واقعة تاريخية مهمة ، ولكن من غير المعقول أن نتوقف عن شق الطرق والبناء الذي تقتضيه الحاجة كتوسعة الحرم والمرافق اللازمة لسكن الحجاج والزوار وعدم تنفيذ الشوارع التي تؤدي الى الحرم ..
هذه هي المعادلة ، ولابد من حسمها قبل التنفيذ ، ومن الممكن اشراك علماء التاريخ وذوي المعرفة من الأهالي في تخطيط المشاريع ..
والله الهادي الى سواء السبيل ..
هذا مع أطيب تحياتي ..
المفضلات