اولا اسال الله العظيم ان يشفي الدكتوره ساميه العامودي


هل أنتِ عرضة للإصابة بسرطان الثدي ؟

د. سامية العمودي

عندما مررت بالتجربة سألت نفسي كيف نسيت انني عرضة للاصابة بسرطان الثدي.. تذكرت عوامل الخطورة التي درسناها في الكلية والتي اقرأ عنها كل يوم، تذكرت ان هذه العوامل ما وضعت إلا لنحتاط للأمر.. واحببت ان اضعها بين يديك اختي القارئة وبين يديك اخي القارئ ليعمل كل منا على مراجعتها حتى نبدأ بمبادئ الوقاية.. واهم سؤال يشغل بال أي امرأة هل انا عرضة للاصابة والاجابة نعم كل امرأة هي عرضة للاصابة وهذا ليس من باب التخويف لكن من باب اخذ الحيطة والحذر.. فطبياً كونك انثى هذا عامل خطورة بحد ذاته فالرجال لا يتعرضون لسرطان الثدي إلا بنسبة ضئيلة جداً من واحد في المائة.. والمرأة الصغيرة نادراً ما تصاب قبل العشرين من العمر.. واورام الثدي في العشرين والثلاثين هي اورام حميدة في الغالب.. لكن الخطورة تزداد بتقدم العمر خاصة حوالى سن الاربعين فما فوق.

ويعتقد كثيرون ان وجود تاريخ عائلي بالعائلة مهم جداً وتقول الواحدة منا الحمد لله ليس في عائلتنا تاريخ سرطان بالثدي والحقيقة ان العوامل الوراثية هذه تمثل فقط خمسة بالمائة من الحالات وخلو عائلتك لا يضمن عدم اصابتك وتأتي أيضاً السمنة والعوامل الغذائية وتقول الاحصائيات ان النساء في السعودية يعانين من زيادة الوزن وحوالى 50 -60 % عندهن هذه المشكلة وهذه ظاهرة خطيرة فالابحاث العلمية تقول ان حرصك على تخفيض نسبة الدهون بالاكل وزيادة نسبة الخضروات والفواكة تقلل من خطر الاصابة ولذلك اصبح النظام الغذائي في بيتي نوعاً من الحرب بيني وبين اولادي في محاولة مني للتخفيف من الوجبات السريعة وتغيير عاداتنا الغذائية.

ومن العوامل التي تساعد على زيادة احتمال الاصابة بسرطان الثدي عدم الانجاب أو تأخر الانجاب إلى ما بعد سن الثلاثين وعند من بلغن قبل الثانية عشرة أو تأخر انقطاع الدورة عندهن بعد سن الخمسين أو اكثر.. وتجربتي فيها كثير من هذه العوامل فرغم خلو عائلتي من تاريخ سرطان الثدي إلا انني مررت في البدايات بتجرية مريرة حيث تأخر الحمل عندي سنوات وسنوات حتى ظننت ان هذا نصيبي من الدنيا.. واحتجت إلى اخذ الكثير من الهرمونات المنشطة للمبايض مما عرضني لازمة صحية حادة ومضاعفات كبيرة وتم دخولي بعدها للعناية المركزة لايام عديدة بالمستشفى الجامعي بجدة وكان هذا قبل اعوام حتى اكرمني الله بعد علاج طويل بابني عبدالله وابنتي اسراء.. ولا يعني هذا ان للهرمونات هذه علاقة مباشرة فالمنشطات وحبوب منع الحمل لم يثبت علاقتها بسرطان الثدي.. وان كانت بعض الدراسات قد ربطت بين اخذ الهرمونات البديلة التي تؤخذ في سن النضج وبين سرطان الثدي إلا ان هذا لا يحدث إلا عند اخذ الهرمونات هذه لسنوات طويلة فوق العشرة اعوام حتى يكون لها تأثير.. والعلاقة في تجربتي الشخصية كانت في عدم حملي وتأخر الانجاب عندي بعد سن الثلاثين وعامل العمر فهذه الفئة العمرية التي انا فيها هي سن الاصابة بالاضافة طبعاً إلى عاداتنا الغذائية الخاطئة.. هذه العوامل اشعر ان كل سيدة بحاجة إلى ان تفهمها وتراجعها وبالطبع هناك عوامل بيئية وتلوث بيئي وطفرات جينية وتناول كحوليات عند غير المسلمين.. هذه هي مجمل العوامل ونشعر كأطباء ان معدل الاصابة في تزايد وتقول لي بعض الاخوات ربما كان هناك تلوث بيئي ناتج عن حرب الخليج وهذا احساس عام لاننا نشعر بزيادة معدلات الاسقاط وتشوهات الاجنة وارتفاع نسب الاصابة بالسرطان.. والحقيقة ان غياب قاعدة بيانية دقيقة يجعل التدقيق والتأكد بالمعايير العالمية امراً غير سهل.. لكن المهم ان هناك طرقاً للاكتشاف المبكر.. وهنا نؤكد لكل قارئة ولكل قارئ ان هذه الاورام مهم جداً تشخيصها قبل ان تصبح محسوسة باليد.. وهذه هي مهمة كل فرد منا.. والعوامل التي تزيد من نسبة احتمال الاصابة بحاجة إلى تنبه ومعالجة واعيد ما بدأت به ان رسائل الحب هذه لا نقصد بها اثارة القلق والمخاوف لكن هذا واجب شرعي عليَّ كطبيبة فهذا جزء من مسؤوليتي وواجب شرعي على كل فرد بأن يحافظ على صحته وبدنه.. والوقاية تبدأ بنشر المعلومة حتى نفهم ورسالة الحب هذه هي من واقع ما اعيشه هذه الأيام والله معي ومعكم.

رسالة حب:

اصابتي بسرطان الثدي رسالة حب احملها لكل امرأة لاقول لها: لا تنسي الفحص المبكر لاكتشاف الاورام.