شكرا يا إحساس على إحساسك النابض وقد فهمت ما كنتُ أرمي إليه ..

أما أخي / هايم رضوى فأزيده إيضاحا على تساؤله المنطقي وأقــول :

الهدف لا يخفى أيها المتسائل الكريم من طرح هذه الموضوعات ؛؛ فالاعتراف بوجود التنوعات والانتماءات المذهبية المتعددة في الجسم الوطني بات أمرا لا يمكن تجاهله ومن المعروف أن شعب المملكة يتوزع مذهبيا على عدة مذاهب إسلامية؛؛ منها المذاهب السنية المعروفة :
(الحنبلية والحنفية والمالكية والشافعية)
وأيضا أتباع المذاهب الشيعية (الإمامية/الجعفرية والزيدية والإسماعيلية).

وإن جميع هذه المذاهب تشكل حقيقة اجتماعية وتاريخية وثقافية لا يمكن نكرانها..
وكنا في فترة من الفترات نتعايش ونتصادق ونتجاور ونتجاوز .. وكلٌ راض بمذهبه ومقتنع به من غير تسفيه لمذهب الآخر أو تكفيره وتحقيره ثم جاءت فترة ضاق بعضنا ببعض وأصبح همنا البحث عن الدلائل وإثباتها بشتى الطرق على أن هؤلاء على ضـلال ونستخدم في التعامل ألفاظا قاسية ؛؛ كالروافض وما إلى ذلك .. وفي الفترة الأخيرة بتغير الظروف والأحــداث عندما رأينا أن بعض من ينتمون لمذهبنا أكثر خطرا علينا وعلى عمقنا وديننا ووطننا ممن نكن لهم الجفاء والعداء المخفي ..
فتتابعت الأعمال الإرهابية وبــدا الاقتناع بأن الاختــلاف بين مذاهبنا السنية الأربعة واقع نؤمن به ونتعامل معه فكان من الأولى أن يسري هذا على أصحاب المذاهب غير السنية .. كما أن التنوع المذهبي في المملكة ليس سيئا أو نقطة ضعف ، بل هو حقيقة تثري واقعنا الوطني وتوفر له روافد عديدة لإثراء مضامينه وثوابته العليا. والوحدة الوطنية في بلادنا لا تتوطد بإلغاء الخصوصيات المذهبية والمناطقية ، بل بالانفتاح عليها واحترام مقتضياتها الذاتية ، وكان لا بد من توفير المناخ الوفاقي والتعايش بين مكونات المجتمع السعودي وحمايته من كل الأخطار التي تهدد مسيرة هذا التعايش في المجتمع، وذلك عبر تطوير الوعي والفكر والحوار والتفاهم والتعاون، والتعامل السياسي والثقافي مع هذه الانتماءات تعاملا حضاريا بعيدا عن كل مفردات التعصب وحقائق القطيعة والإلغاء والتشكيك التاريخي والمعاصر.
وأصبح واضحا لدينا من الحوارات الحضارية أن الشيعة ليس كلهم سيئون ، وليس كلهم عدائيون للسنة ، ومثلما يوجد من السنيين متزمتون ومتعصبون ومنغلقون فكذلك من الشيعة من يتصفون بهذه الصفات ..ومن البديهي إن وجدنا خللا في عقائد بعضهم وجنوحا ظاهرا يمس أصول الدين ويتعرض لأصحاب الرسول أو يشكك في الثوابت فلن نتساهل مع هذه الفئة ويكون لنا مجال في تنقية الصالح من الطالح .