يااخي العزيز سابر
نعم والله اعرف انها توجع وتؤلم تلك الاشباح او الجذوع او قل الجثث التي فقط انزلة اثنتان من مجموعة كبيرة تجاوزت المئات لمعظم قرى ينبع النخل .
عزيزي : الصورة الاولى ومحتوياتها من البيت الطين وتلك الجذوع اود ان اوضح انني اعرف هذا المكان جيدا وهذا البيت الذي يخص احد كبار مزارعي قرية عين حسين .وماتلك الجذوع في ذلك الزمن سواء بستان ان دخلته قد لايشاهدك من يبعد عنك امتار قليله بسبب كثرة الاشجار من ليمون ونخيل وخلافه والمكان الذي وقفت به لالتقاط الصور كانت بقربه شجرة وهنا اقول شجره ورد( عندما نقول ورد يعني النبته واغصانها وازهارها) كبيرة جدا لايستطيع من كان بعمري ذلك الوقت ان يقطف من الورد سواء من الاغصان القريبه اما باقي الاغصان فهي مرتفعة ولااصل لها .انها تشبه شجرة السدر الصغير والله لاانسى المنظر عند الاقتراب منها وقد اكتست اللون الاحمر القاني من كثرة تفتح ورودها تأخذ ماتستطيع وتذهب ويأتي غيرك ايضا ويحصل على نصيب منها .اما الفل فحدث ولاحرج من كثرته .عند دخولك لهذا البستان تنتشر روائح تلك الازهار في كل ركن ,عبير روائحه تزيد عن حدوده فلا يسلم منها عابر الطريق بقربه.
نعم اخي كنت اصور وانتقل من قرية لاخرى وحيدا لااجد سواء الالم الذي يعتصر بداخلي ويكاد يمزق قلبي كالبركان في ثورته عندما يجنح الفكر للماضي وكيف كان و مما اشاهد الان من مناظر مؤلمة محزنه وكأنني داخل مقبرة للاموات .تخيل انني اسافر من جده للوصل لهذا المكان كيف لا وانا جزء من ترابه ونسمة من هواه احاول بقدر الجهد ان هذه صور الواقع لمكان عرفته القبائل التي تعيش من ينبع جنوبا حتى نهاية حدودنا الشماليه بسمى سلة الغذاء فلا غذاء سواء بينبع النخل وخيبر والمدينة المنورة لتوفر العيون وكثرة النخيل .
صحيح المنظر مؤلم ويعكر سرور المشاهد ولكن ارجو ان يغفر لي اذا علم انني انقل له الصدق بكل تجرد وامانه بعيدا عن كلمات اللغة ومعانيها .
اذا لست انا من صنع تلك اللوحه وانما كنت ناقلا لها ولن اقف او افكر بالتوقف عن نقل الحقيقة الماثله امام الجميع ليس عبر مجلسنا هذا بل كل موقع اشارك به على شبكة النت وان قال قائل ماهو قصدك من هذا اقول له فقط رداً للجميل واعترافاً بالفضل لتراب ارضي الذي اجده كل في كل جزء من جسدي فانا منه وهو مني .