[على مسئوليتي 2 ]

[خيار]

أخي الشاهين بارك الله فيك وفي قلمك. مادام رغبتك إنها الموضوع
فأبشر بما يسرك ولكن اسمح لي بأن أسترسل قليلا..
يشهد الذي يعلم السر وأخفى إن كلامي ليس تحاملاً على أبن البلد بقدر
ما هو غيرة عليه وإنه لا يحزنني الحال كما يحزنك, ولكني أحببت أن
أصل معك إلى نقطة مهمة من زاويتي الحادهـ ألا وهى...
(إن الذي أتانا من خلف هذه البحار لا يفهم لغتنا ولا عادتنا أتانا
معدماً جاهلاً "غير متعلم" لا يكاد يفقه إلا في الزراعة " لأنها صنعتهم
الأساسية" وبرغم من كل مثالبه استطاع أن يؤسس تجارة لدينا فهولا
ليس أكثر ذكاً ولا علماً ولا خبرة من أبن البلد. نجحوا لدينا بالرغم من
فشلهم في بلادهم حتى باتوا يتغامزون فيما بينهم بأننا شعب " بدون مخ "
ما خفي في صدورهم أعظم فأرضنا خصبة الموارد مادمت أنجحت هولا الفاشلين.
فما الظفر إلا صبر ساعة .نريد من أبن البلد أن يحتذي بعبد الرحمن بن عوف الذي أتى المدينة مهاجرا فلم يطلب من أخيه الأنصاري إلا أن يدله على طرق السوق. فالقضاء على هذا الداء ليس بالشعارات أو بالبغض والكراهية أو استجداء السلطات ضدهم لأن هذا لا يؤكل ثمراً بل بمزاحمتهم في الميدان والجد والاجتهاد
والصبر والتكاتف في ما بيننا بمساعدة أبن البلد بالشراء منه وهذا ما أشار
إليه الأخ بشير وحتى لو كان سعره زائداً قليلاً ونحتسب الزيادة لوجه الله الكريم
ومن البر إعانة أخوك المسلم والأقربون أولى بالمعروف .
وهذا ما تعلمته من الشيخ محمد حسن بن صغير رحمه الله وأسكنه فسيح جناته
كان ينزل السوق القديم بنفسه بالرغم من كبر سنه ومرضه في أيامه الأخيرة من عمره ليشترى من محل صغير في ذلك المكان الذي هجره كثيراً من أبناء البلد
للغرباء ليشتروا من السوبر ماركات الحديثة من أجل فرق خمس هلالات وكنا نقول له لماذا تنزل لتشتري بنفسك فلو أرسلت أحد عمالك لكفاك مئونة التعب فقال أخاف العمال"يكاسرونه علي السعر وهو أبو عيال وأنا أبغى أعفه وتعبي في المشوار لوجه الله" عذرا لقد خرجت عن النص يميناً وشمالاً. وهذا عيب قلمي إذا تركت له العنان. وهذا توضيح لشخصك الكريم بأن الغاية واحدة والطريق مختلف ,ولك مني زهور الود وحدائق التقدير