أخي الكريم البردوعي أحيي فيك حبك للحق وحرصك عليه ،وفقنا الله وإياك إليه وشرح صدورنا له.
المشيئة أخي لاننكرها وهي ثابته ولكنه أخبرنا سبحانه أنه يحب الحق وهو أحكم الحاكمين، والحق هو الاسلام، لاشك فيه ولامرية وهو ختام الأديان،ومن أتى بغيره فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين.
وأخبرنا سبحانه في محكم تنزيله بأنه (لايرضى لعباده الكفر)
وفي حديث ابن مسعود المشهور (يجمع خلق أحدكم في رحم أمه أربعين يوما نطفة.............الحديث حتى قال ثم ينفخ فيه الملك الروح ويكتب شقي أم سعيد...............الحديث إلأن قال وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى لايكون بينه وبينها الا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها ، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى لايكون بينه وبينها الا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها)وشاهدنا من الحديث أن الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، الا نتكل على الكتاب (بمعنى مادام أهل النار معلومون وأهل الجنة كذلك)فأجابهم بقوله صلى الله عليه وسلم(إعملوا فكل ميسر لما خلق له)أهل السعادة موفقون لعمل أهل السعادة وأهل الشقاوة نستجير بالله منها كذلك.بمعنى أخي الحبيب أننا نعمل ولانحتج على من بيده مقاليد الأمور سبحانه وتعالى وهو أحكم الحاكمين، تأمل قول الحق سبحانه وتعالى (فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسينيسره للعسرى)
وللتأمل يا أخي الكريم دعنا نستعرض قصة فرعون وموسى .الله جل وعلا يعلم في سابق علمه بأن فرعون لن يؤمن،ولكن أنظر كيف يأمر موسى وهارون ، بأن يذهبا إليه ويقولا له قولا لينا لعله يتذكر أويخشى .
الذي لايعلم حكمة الله في خلقه ،سوف يقول ونستجير بالله مما يقول (كيف يرسل له وهو يعلم أنه لايؤمن)يخيل شيطانه له بأن هذا عبث!!!وهذا الذي وقع فيه القدرية والجبرية وزاغوا والعياذ بالله فأزاغ الله قلوبهم . والسبب بسيط أن المسلم يؤمن بقوله تعالى عن نفسه (لايسأل عما يفعل وهم يسألون)وقوله (أأنتم أعلم أم الله)
إنما نعمل بالأمر الشرعي المكلفون به ندعوا عباد الله ولسنا مطالبين بالنتائج آمن الناس أم لم يؤمنوا. اليس يأتي النبي من الأمم السابقة وليس معه أحد ،كما ورد في الأحاديث، فكيف بحالنا. أما الأمر القدري الذي علمه عند الله بمن سوف يهتدي من عدمه فهذا ليس شأننا، ولا نحتج به.
والباب واسع ومتشعب ومن أراد الإستزاده فعليه بمراجعة كتب العقيدة لأهل السنة والجماعة كشرح الطحاوية ونونية ابن القيم وكتب شيخ الاسلام ابن تيمه رحمة الله عليهم جميعا.
اشكر لك سعة صدرك وصبرك على النقاش بغية الخير . جعلنا الله وإياك من أهله والمسلمين أجمعين . ولك تحياتي وسلامي يالحبيب.
المفضلات