اذا هممت بامر فتدبر عاقبته، فإن كان خيراً فاسرع اليه، وان كان شراً فإنته عنه
جميل جدا ان يكون في المنتدى قلما رائعا كقلم كاتب هذا المقال فالموضوع الذي تعني الا وهو التدرج المرحلي عن ابسط الطرق للتكيف مع الذات للانتقال من مرحلة لاخرى والامعان في اتخاذ قرارا وتنفيذه ( الانسياق غير الواعي وراء الدوافع والرغبات النفسية، والرضوخ لضغوط الغريزة والانفعالات التي تضغط على شخصية الفرد بوعي وبغير وعي)فعلا ياينبع اليوم يشكل السلوك الانساني وحدة موضوعية مترابطة، وهو نتيجة لتفاعل وتداخل عوامل وعناصر عديدة، فموقف الانسان، كالرحمة والصدق والعدل، والنطق بالكلمة الطيبة، أو الكذب والنفاق وجريمة القتل، وتناول المخدر، وممارسة الاحتكار، هو في حقيقته مرآة يعكس لنا عدداً من العوامل والعناصر التي تفاعلت فيما بينها، فصنعت من ذلك الانسان انساناً رحيماً أو مجرماً محترفاً للاجرام، أو محتكراً جشعاً، أو انساناً متوازن الشخصية، أو معقداً يعاني من مرض نفسي أو عصبي. وحكيما يحسن التصرف بعقلانية كالعقلانية التي امتهنها قاطعي شجرة العلقمية.
ان الدراسات النفسية وبحوث علماء الطب والفسيولوجيا وعلم النفس استطاعت أن تقدم لنا تحليلاً للسلوك الانساني، وترجعه الى عوامله ودوافعه الاولى لمعالجة العقد والمشاكل النفسية، وحالات الانحراف والممارسات السلوكية غير الطبيعية التي تظهر على مساحات واسعة من جيل عدد من الافراد
فظاهرة التمرد على الاعراف والقانون السليم، والشذوذ الجنسي، والاجرام والسرقة والعدوانية، وانحلال الشخصية والتسكع، وتناول الكحول والمخدرات، والانتحار والامراض العصبية والنفسية، التي كثيراً ما تتحول الى امراض جسدية. ان كلّ تلك الظواهر والحالات يمكن ارجاعها الى العوامل الاساسية التي كونت الشخصية.
ومهما نتحدث عن تلك العوامل، ينبغي ان ندرك ان الانسان كائن ذو ارادة وقدرة على التغيير، واختيار المواقف السوية، بدلاً من المواقف الانحرافية
أما العوامل التي تشترك في صنع سلوك الفرد فهي:
1 ـ الاسرة وظروف التربية الاُولى.
2 ـ البنية التكوينية.
3 ـ التربية المدرسية.
4 ـ الاعلام.
5 ـ السلطة والقوى السياسية.
6 ـ الثقافة والمعتقد الذي يؤمن به الشاب.

وان مثل هذه التوعية تضع الفرد أمام حالة من التأمل والمناقشة، والمحاكمة للنوازع والدوافع الغريزية والعاطفية والبواعث السلوكية، قبل أن يستجيب لها، ويقدم على فعل أو موقف.