ابن زيدون
هو : أبو الوليد أحمد بن عبد الله بن غالب بن زيدون المخزومي , نسبه إلى بني مخزوم من قريش , ولد في قرطبة سنة 394 هـ في بيت علم وعز وجاه.
اتصل ابن زيدون بأبي الحزم جهور حاكم قرطبة في عهد دويلات الطوائف الثانية فوزر له إلا أن حدثا هائلاً وقع في حياته غيّر مجراها , وهو حبه لولادة بنت الخليفة المستكفي التي تتمتع بالجمال والذكاء فهام بها وهامت به وتبادلا الأشعار واللقاءات , حيث كانت قد جعلت من دارها مكاناً لاجتماع الشعراء والأدباء, حتى دخل ابن عبدوس منافساً له , وهو وزير آخر لأبن جهور ووجدت فيه ولادة ضالتها, فجن جنون ابن زيدون فكتب رسالته الهزلية الساخرة على لسانها يتهكم فيها بابن عبدوس موجهاً إياها إليه مما أثاره وجعله ينتقم لنفسه , فأثار عليه ولادة , واشترك في تأليب ابن جهور عليه حتى انتهى به ذلك إلى السجن.
ثم فر ابن زيدون من السجن وكتب نونيته الرائعة التي عارضها أحمد شوقي , وفيها يقول واصفاً ولادة :
[poem=font="Simplified Arabic,6,,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="http://www.alhejaz.net/vb/images/toolbox/backgrounds/20.gif" border="solid,4,green" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
ربيب ملكٍ كأن الله أنشأه = مسكاً, وقدر إنشاء الورى طينا
أو صاغه ورقاً محضاً , وتوجه = من ناصع التبر إبداعاً وتحسينا[/poem]
ثم توجه إلى أشبيلية فاستقبله حاكمها المعتضد فوزر له , وأصبح نديمه وشاعره , ثم لابنه المعتمد من بعده .
توفي ابن زيدون في أشبيلية ونقل جثمانه إلى قرطبة سنة 463هـ.
نظم ابن زيدون هذه القصيدة بعد التجائه إلى بني عباد في أشبيلية سنة 1049م وهو يتشوق معاهد قرطبة ويتذكر أيام لهوه في منازلها التي كان يختلف إليها في الأعياد:
[poem=font="Simplified Arabic,6,,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="http://www.alhejaz.net/vb/images/toolbox/backgrounds/20.gif" border="solid,4,green" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
خليليّ, لافطرٌ يسرّ ولا أضحى = فما حال من أمسى مشوقاً كما أضحى؟
لئن شاقني شرق العقاب فلم أزل = أخصّ بممحوض الهوى ذلك السفحا
وما انفكّ جوفيُُّ الرُّصافة مُشعري = دواعي ذكرى تُعقب الأسف البرحا
ويهتاج قصر الفارسيّ صبابةًً = لقلبي, لاتألو زناد الأسى قدحا
وليس ذميماً عهد مجلس ناصحٍ =فأقبل في فرط الولوع به نُصحا
كأني لم أشهد لدى عين شهدةٍ = نزال عتابٍ كان آخره الفتحا
وقائع جانبيها التجنّي ،فإن مشى =سفير خضوعٍ بيننا أكد الصلحا
وأّيّام وصلٍ بالعقيق اقتضيته = فإلاّ يكن ميعاده العيد فالفصحا
وآصال لهوٍ في مسنّاة مالكٍ = معاطاة ندمانٍ إذا شئت أو سبحا
لدى راكدٍ يصبيك ،من صفحاته = قوارير خضر خلتها مرّدت صرحا
معاهد لذاتٍ ،وأوطان صبوةٍ = أجلت المعلّى في الأماني بها قدحا
ألا هل إلى الّّزّهراء أوبة نازحٍٍٍ = تقضّى تنائيها مدامعه نزحا
مقاصير ملكٍ أشرقت جنباتها = فخلنا العشاء الجون أثناءها صُبحا
يمثل قرطيها لي الوهم جهرةً = فقبّتها فالكوكب الرّحب فالّسطحا
محل ارتياحٍ يذكر الخلد طيبه = إذا عزّ أن يصدى الفتى فيه أو يضحى
هناك الجمام الزرق تندي حفافها = ظلال عهدت الدهر فيها فتًى سمحا
تعوّضت من شدو القيان خلالها = صدى فلواتٍ قد أطار الكرى ضبحا
ومن حملي الكأس المفدّى مديرها =تقُّحم أهوالٍ حملت لها الرُّمحا
أجل ! إنّ ليلى فوق شاطئ نيطةٍ = لأقصر من ليلي بآنة فالبطحا[/poem]
المرجع : ديوان ابن زيدون
المفضلات