أخي وأستاذي أسير الغرام
أشكر وجودك ومداخلتك ، ولا شك أن قول مثلك جدير بالالتفات وأنت استاذنا في هذا المجال ، وأحيي فيك هذه اللفتة البارعة
وصحيح ما قلته بأننا نلجأ إلى التقدير في حالة وجود ثقل أو تعذر ، والتقدير عادة يتم للحركة لا للحرف .
ولكن اللجوء هنا إلى التقدير للحرف يحمل إشارة إلى أننا تجاوزنا الإعراب الأصلي المعروف إلى الحكاية ، ولذلك عندما نقول مثلا في العبارة التالية :
رأيت أبوسفيان فإن هذا مخالف لقواعد النحو إذ يجب أن نقول رأيت أباسفيان .. وعندما يحين موعد الإعراب فنقول إن (أبو ) في هذه العبارة منصوبة على المفعولية بألف مقدرة منع من ظهورها الحكاية فهذا يعني أننا نعرف أنها اسم من الأسماء الخمسة وأنها مفعول به وأنها منصوبة بالألف في أصلها .. والتقدير هنا كناية على أننا تركنا الألف عمدا بسبب الحكاية ولذلك نشير إليه في التقدير .
أما إذا قلنا
جاء أبوسفيان فإن هذا موافق لقواعد النحو ومتماشي مع الحكاية ولا يوجد تقدير هنا لأنها فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه من الأسماء الخمسة
وإجابة على تساؤلك:
لماذا نقدر الألف والياء ونحن باستطاعتنا كتابتهما ولا ثقل فيهما ولا تعذر؟ .. أقول :
لا نحن لا نستطيع كتابتهما ، ولو كتبناهما فهذا هو الإعراب الأصلي لهما دون لجوء لحكاية أو تقدير .. أما لماذا لا يكون التقدير تقدير فتحة أو كسرة أو ضمة على آخر الاسم أي على آخر حرف في المضاف إليه ؟
أقول هذا غير جائز لعدم جواز تقدير حركة خلاف الكسرة على المضاف إليه (سفيان في أبو سفيان ) ، ولكننا نتعامل مع كلا الاسمين مضافا ومضافا إليه ( أبو سفيان ) كاسم واحد بسبب الحكاية والتقدير الذي أقصده ليس تقديرا بقدر ما هو تعليل فقد يقول قائل : لماذا لم تكتب أبو بالألف أو الياء على الصحيح ؟ فنقول إننا نعرف الإعراب الأصلي ولكنا عدلنا عنه بسبب الحكاية
هذا ما لدي .. وأعرف أن لديك الكثير فما زلت أنهل من بحر علمك في هذا المجال وما زلت أذكر مجادلاتنا ومماحكاتنا يا رعى الله تلك الأيام