شكرا / أبو محسن على هذه النقلة الجميلة ( المؤقتة) من شعر الكسرة للشعر الفصيح وهي بالتأكيد استراحة محارب كي لا يطغى قسم على قسم ويحصل التوازن المطلوب ..وقد أحسنت صنعا بهذه الومضات الرائعة بقلمك الرشيق وحسك الأنيق
وقد نقلتنا لجيل العمالقة ( شوقي وحافظ) لنستمتع بروائعهما ؛؛ وإن كان لي من إضافة فأقول :

أما شوقي يرحمه الله فقد قالوا عنه أنه أبرز شعراء عصره وتفوق في شعره ونثره وطار صيته في الآفاق لم يبقِ فناً من فنون الشعر إلا خاضه وأبدع فيه ولعلنا نذكر من أروع ما قاله قصيدته «نهج البردة» التي مطلعها:
[poet font="Simplified Arabic,5,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
ريم على القاع بين البان والعلم =أحلّ سفك دمي في الأشهر الحرم
[/poet]
ومعظم أو كـل أبياتها حكم تتردد على ألسنة الناس ونذكر منها البيت المشهور :

[poet font="Simplified Arabic,5,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
صلاح أمرك للأخلاق مرجعه =فقوّم النفس بالأخلاق تستقم
[/poet]

وإذا انتقلنا إلى صنوه ورفيق دربه الشاعر حافظ إبراهيم وبالمناسبة فاسمه محمد حافظ إبراهيم ولا أدري لماذا إخواننا المصريون أحيانا يقفزون اسم محمد ودائما ما يرددود في وسائل إعلامهم :
اسم الرئيس محمد حسني مبارك بدون / محمد وكذلك محمد أنور السادات وها نحن نرى أيضا حافظ إبراهيم ...!!
فهل لذلك سر أم أنه استسهال للنطق ؟؟

نعود للشاعر العملاق محمد حافظ إبراهيم فقالوا عنه بأنه شق طريقه إلى الشهرة رغم نشأته في أسرة متواضعة ورغم أنه فقد والده في مطلع صباه ولكن عبقريته وخفة روحه حسرت اللثام عن شخصه الذي أضفى عليه حسن خلقه وخلقه وروعة الإلقاء في المحافل المكتظة بالجماهير المحتشدة وناهيك بما تحلى به حافظ من وطنية عميقة في نفسه وعاطفة إسلامية ظهر أثرهما في روائع قصائده التي هزت المشاعر وأيقظت التراث من رقدته ومن تتبع شعره يجد أن أروعه ماكان في الإسلاميات مثل قصيدته في عمر بن الخطاب رضي الله عنه التي مطلعها

[poet font="Simplified Arabic,5,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
حسب القوافي وحسبي حين ألقيها = أني إلى ساحة الفاروق أهديها
[/poet]
ومن منا لا يذكر الدالية المشهورة كدليل على غيرته الإسلامية التي تحدث فيها على لسان اللغة العربية حديثاً رائعاً عبر فيها عمّا تعانيه لغة القرآن من إعراض ابنائها عن الاهتمام بها والحرص علي إعلاء شأنها حيث قال في مطلعها:

[poet font="Simplified Arabic,5,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
رجعت لنفسي فاتهمت حصاتي=وناديت قومي فاحتسبت حياتي
رموني بعقم في الشباب وليتني =عقمت فلم أجزع لقول عداتي
إلى أن يقول
وسعتُ كتاب الله لفظا وغاية =وماضقتُ عن آي به وعظات
فكيف أضيق اليوم عن وصف آلة=وتنسيق أسماء لمخترعات
[/poet]

وأميز ما يميز هؤلاء الأفــذاذ وطنيتهم وحبهم اللامحدود لوطنهم الأم مصر ومن قصائد حافظ / المشهورة أيضا في شأن الوطن
[poet font="Simplified Arabic,5,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
كم ذا يكابد عاشق ويلاقي=في حب مصر كثيرة العشاق
إني لأحمل في هواك صبابة=يامصر قد خرجت عن الأطواق
لهفي عليك متى أراك طليقة=يحمي كريم حماك شعب راقي
[/poet]
ومن بين أبيات هذه القصيدة أبياتها المعروفة التي أشار إليها الأخ / أبو محسن في معرض كلامه :
[poet font="Simplified Arabic,5,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
من لي بتربية النساء فإنها=في الشرق علة ذلك الإخفاق
الأم مدرسة إذا أعددتها=أعددت شعباً طيب الأعراق
[/poet]