الأستاذ محمود ناصر رحيمي واحد من رجال ينبع وأدبائها ، كان له تاريخ أدبي مع صدور جريدة ( الأضواء ) الأدبية العريقة في مدينة جدة ، إذ كان يكتب فيها زاوية أسبوعية تحمل اسم " مع الريح " كما كان يكتب في جريدة " البلاد " السعودية يومذاك وجريدة " الأحوال " التي كان يصدرها الأستاذ سعيد عقل ، ولعل الآستاذ عبد الفتاح أبو مدين لم يبخس الأستاذ محمود حقه ، إذ قال عنه في كتابه " وتلك الأيام " : الذي أورد فيه تجربته الصحفية الطويلة أن الأستاذ الرحيمي كان واحدا من الذين ساهموا معه وآزروه في إصدار تلك الصحيفة :
يقول عنه الأستاذ عبد الكريم محمود الخطيب مؤلف كتاب " رجال وأسر من ينبع " : عرفت الأستاذ محمود رحيمي يوم كنت طفلا أدب على الأرض مع الأتراب في المدرسة الأميرية إذ كان يعمل بها مدرسا ، وانتقل الأستاذ من بلاده إلى المنطقة الشرقية بحثا عن الحياة فعمل في جمارك العقير سنوات عديدة ثم عادت به الأيام إلى بلاده بعد كفاح سنين ، وعمل في محلات الخريجي التجارية في ينبع .. كان يحب القراءة ويهوى المسامرات الأدبية ويشجع شباب بلاده على الأدب والثقافة .
ومن ذكرياته العذبة الجميلة أن كانت له تطلعات طموحة في دنيا الأدب والصحافة فكان يحرر صحيفة خطية أسبوعية بيده ، فيها الدعابة والطرف والفكاهة وسماها " أم سحلول " وكان يوزعها على إخوانه الشباب بغية نشر الوغي الأدبي .
ويوم ركدت الحياة في ينبع في ظل الحرب العالمية الثانية ، رحل إلى جدة وعمل مديرا لمكتب وزير التجارة الشيخ محمد رضا .. ومن ذكرياته حينما قدم جلالة الملك سعود رحمه الله لزيارة ينبع ألقى بين يديه قصيدة همزية طويلة يصف فيها حالة بلاده وما تعانيه من تدهور .
ويومها أهتم جلالته فأمر بجلب العين من ينبع النخل إلى ينبع البحر ، كما ربط مدينة ينبع بخط مسفلت بالمدينة المنورة وجدة ، في سبيل إحيائها وعودة أكسير الحياة إليها . .
وفي كتاب بلاد ينبع أورد العلامة حمد الجاسر قصة قال أن لها فضل في اتجاهه إلى تحقيق الأماكن الجغرافية في الجزيرة . وهي أنه كان معلما في مدرسة ينبع وكان يدرس قطعة في المحفوظات فيها بيت شعر يقول شطره :
وتنوء رضوى بما أنا حامل
فقال للطلاب رضوى جبل قريب من المدينة ترقاه الإبل لسهولته .. فقام أحد الطلاب وقال : لا يا أستاذ انظر من النافذة هذا هو رضوى ليس قريبا من المدينة ، ولا تستطيع الإبل أن ترقاه .
فمن هو هذا الطالب ؟ إنه محمود رحيمي
كما شغل في فترة من الفترات مديرا لإدارة الحج في ينبع .
ويقول عنه الأستاذ عبد الكريم أيضا : أقولها مقولة حق أمانة للتاريخ وبدون مجاملة ولعلها هي الحقيقة إن أمثال محمود رحيمي من أهالي ينبع النموذج من الرجال الذين يستحقون التكريم في حياتهم قبل مماتهم .
وقد انتقل إلى رحمة الله دون أن تتحقق أمنية الأستاذ عبد الكريم الخطيب في تكريمه