[align=center]الرؤيا وقصة الشفاء
لم أكن بحاجة إلى أن أسألها، عن كيفية شفاء محمد فقد استطردت حديثها متحدثة عن أبو محمد الذي رأى الرؤية المبشرة بشفاء محمد، قالت أن زوجها قلبه عامر بإيمان الله ولسانه لافظ بقرآنه وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وتضيف بعدما عجز الطب عن مداواة محمد أشار عليها أبو محمد بأنه من سيداوي ابنه فلما سألته كيف قال" وداووا مرضاكم بالصدقات" وأشار عليها أنها إذا أخرجت من مالها صدقة فتعقد النية بشفاء محمد وبالفعل لن أكل عن إخراج الصدقات بنية أن يشفي الله ابني محمد وكذلك والده فقد أكثر من صدقاته كان أعظمها تلك التي كانت سبباً في شفاء محمد، أسألها أن تروي القصة فتتابع الرواية، تعود بذاكرتها قليلاً إلى الوراء فالحادث قد مر عليه عام وشفي محمد غير أنهم لم يفصحوا عن أمر شفاء إلا قبل عدة أسابيع فقط فقد أشار عليهم أحد المشايخ أن إشاعة مثل هذه المعجزات ضرورة من أجل العبرة والعظة لبني البشر، وهنا يزداد شغفي بأن أعرف حقيقة الرواية ليس من أحد إلا ممن شهدوها ولمسوا نتائجها بأم عينهم تقول أم محمد أذكر انه كان يوم خميس من إحدى أيام العام الدراسي الماضي يومها لا اعرف لماذا رجوت أبو محمد أن يذهب إلى مدرسته ليطمئن عليه ويوصي المدرسين عليه فهو على الغم من انقطاعه لفترات طويلة عن المدرسة إلا أنه كان ذكياً وكان ذكاؤه سبب ترفعه إلى مراحل تعليمة أخرى، و ذهب أبو محمد إلى المدرسة نزولاً عند رغبتي عند دخوله المدرسة وجد المدرسين ومدير المدرسة في الفناء يرقبون عمل صنابير المياه التي يشرب منها الأطفال بعد أن أنهي عمال الصيانة مهمة إصلاحها، حدثها أبو محمد بعد عودته من المدرسة أنه سأل على محمد واطمئن أن مدرسيه يراعوه وكاد أن يولى ظهره تاركاً المدرسة، لو أنه رأى أحد الطلاب حينما شرب من صنبور الماء أرجعه من فمه مرة أخرى أثار الأمر فضولي يقول لها أبو محمد فسألت المدير لماذا فعل الطفل هذا فكان رده واضحاً المياه مالحة تعجب أبو محمد كون المدرسة غير مزودة بفلتر لتحلية المياه ذلك أن المياه المالحة خطر على صحة الأطفال، وعاد أبو محمد لسؤال المدير وأنتم أيضاً تشربون المياه المالحة فقال لا لدينا فلتر، ضاق صدر أبو محمد بما سمع واستكمالاً لمشواره بعلاج ابنه محمد بالصدقات فقد أشار على مدير المدرسة أنه سيتبرع بوضع تنك مياه عذبة في المدرسة طبعاً رحب المدير وتم تركيب التنك في ذات اليوم بفضل الله تعالى، ويتابع ظلت هذه الصورة أمام عينيه حتى عاد إلى البيت بعد أن اطمئن أن تنك المياه العذبة قد أصبح جاهزاً لاستعمال الطلاب له، وتتابع فعل ذلك بنية أن يشفي الله محمد والحمد لله تم شفاؤه، وتستطرد أم محمد قائلة مع كل ذلك استمر محمد بتناول علاج الكرتيزون وكنت كل أسبوعين أذهب به إلى المختبر لكي أفحص له الدم ودائما النتيجة واحدة لم تتعدى 42 في صفائح الدم وتتابع مرت الأيام وقبل رمضان قبل الماضي بشهر كانت الحادثة، يومها كان أبو محمد يصلي قيام الليل في خشوع ويناجى الله بدموعه أن يشفي محمد وتشير الأم إلى أنها عمدت إلى إفراغ زوجها من صلاته حيث أنه كاد يختنق من كثرة البكاء، بعدها أدينا صلاة الفجر وذهبنا للنوم بعدها استفقت عليه يبكي وهو نائم خلته أنه واعياً فرحت أقول له لماذا تبشرني دوماً بأن محمد سيموت، ورحت أحاول أن أوقظه لكن دون جدوى فلم يشعر بي أبداً وكان جسده يتصبب عرقاً حتى خلت أنه للحظات سيفارق الحياة شعرت بالخوف كثيراً حينها فتح عينيه وراح يسألني عن محمد أين هو فأجبته أنه نائم في غرفته ذهب إليه وبعد أن اطمئن عليه عاد ليروي لي ما رآه في المنام قال أن محمد سوف يعافي خلت أنه يلعب بأعصابي فرحت أنكب عليه بالأسئلة كيف ونسبته لم تتحسن عن 42 قال سوف يعافي بإذن الله بل إنه تعافي الآن في هذه اللحظات وأعود لأسأله كيف فما يكون منه إلا أن يستحلفني أن أكتم الخبر ففعلت قال جاءني أربع أفراد في المنام لم أر أجسادهم فقط أشعة من نور وضياء تنفذ من يديهم ووجوههم قاموا بحمل محمد من سريره ووضعوه في سريري ورأيتك واقفة خلفه ويداك مليئة بالدم ووجهك تشع منه ابتسامة أما الأربع فقد اعملوا أيديهم في جسد محمد فتحوا له بطنه فرأيت أعضاءه كما أراك الآن أمامي كان القلب يدق والأمعاء كذلك والمعدة، أما محمد كان ينظر بوجهه إليك ويبكي صارخاً مستنجداً بك وما هي إلا لحظات حتى انتهت الأيادي النورية من عملها فحملت محمد مرة جديدة ونقلته إلى غرفته في أحسن أحواله، بعد أن انتهى أبو محمد من قص الرؤيا على مسامع زوجته راح يسألها عن آخر مرة فحصت لمحمد فيها فأخبرته أنها فحصت له بالأمس إلا أن الأب أصر أن يعاد لمحمد الفحص في اليوم التالي وبعد إجراء الفحص تبين أن نسبة الصفائح في جسد محمد قد ازدادت من 42 إلى 520 مما أثار استغراب الطبيب محمد عطية المتابع لحالته فأشار إلىَّ أن أعيد الفحص مرة أخرى ففعلت وكانت النسبة تزداد في كل مرة 572،575 فأشار عليها الطبيب أن تقصد مختبر الخطيب فهو مشهور بدقة الأجهزة وكانت النسبة أيضاً في ازدياد الأمر الذي أذهب عقل الطبيب وراح يسألني ماذا فعلت له هل أعطيته دواء معين فأجيبه بالنفي فقط العلاج الذي يتناوله حسب تعليمات الطبيب فارس الذي عالجه بالأردن، أخبرت أبو محمد بنتيجة التحليل فما كان منه إلا السجود شكراً لله وعندما أخبرت الطبيب بالأردن بما حدث من ازدياد في نسبة الصفائح لدى محمد بارك لي وأشار علىَّ أن أوقف كافة العلاجات التي يتناولها محمد ففعلت مثلما أمر، تابعنا الفحوصات والحمد لله كانت سليمة وإلى الآن لم يتعاط محمد أياً من الأدوية.. [/align]