ونتابع معكم اللقاء الذي نشره الأستاذ/ عبد الله السلمي بالمدينة على عدة حلقات عن أسرة النقادي وما يبثونه من قصص وحكايات عن كارثة العبارة ؛؛فبالأمس تحدثت زوجة / طارق نقادي عن الحادثة وما جرى لها حتى جمعها الله بزوجها وبناتها وبقية أفراد الأسرة بعد ما فرقتهم أمواج البحر كل في طريق ..
واليوم تحكي القصة ابنته ولاء طارق نقادي فماذا قالت ؟؟

[align=center]

الأستاذ/ طارق نقادي



ولاء طارق نقادي[/align]
عبدالله السلمي- ينبع
تواصل (المدينة) رصد قصة نجاة اسرة النقادي بينبع من كارثة عبارة الموت (السلام 98) وروى الأب لـ(المدينة) عن قصة نجاته وبحثه عن ابنائه وكما تحدثت زوجته يوم امس عن ما واجهته من مصاعب حتى نجت وذكرت انها كانت مستلقية على ظهر العبارة ورأتها ابنتها ولاء التي جمعها القدر مع والدتها على ظهر العبارة نفسها ولكن كيف شقت طريقها وسط البحر حتى ركبت العبارة؟. في هذه الحلقة تروي لنا ولاء قصة اللحظات الرهيبة قبل النجاة من الغرق.
فراق الأهل
عندما غرقت الباخرة بأكملها وضربنا الموج والعوامات المائية ابتعدت عن أهلي وبقيت أصارع البحر لمدة نصف ساعة تقريبا مرة اصعد ومرة أنزل حتى وجدنا (بوت) طافيا على الماء ومعي مجموعة من المصريين وشخص سعودي معه اخوه الصغير اسمه ريان وعمره 6 سنوات وعندما ركبنا القارب رأيت شقيقتي آلاء تصارع الموج وتحاول ان تركب معنا وحاولت مساعدتها بكل ما استطيع ولم اتمكن من ذلك لأن الأمواج كانت قوية وابعدتنا عنها ثم اختفت عني تماما وزاد بكائي عليها وعلى اسرتي الباقية وبقينا في قاربنا حتى الصباح مرة ننزل ومرة نطلع مع الماء واصبحنا نرتجف من شدة البرد خاصة الطفل الصغير ريان.
إنقاذ القارب
أثناء الليل شعرنا أن القارب بدأ يمتلئ بالماء فقررت أنا والشخص السعودي وأحد المصريين (غرف) الماء من القارب بجهد متواصل ومكثف لكي لا نغرق وبعد وقت طويل نادى احد الرجال الآخرين وقال: (حرام عليكم المرأة تغرف الماء وانتم جالسين ثم طلبوا مني ان اجلس وقام احدهم بدلا عني وعدت وأمسكت بالطفل الصغير ريان حتى الصباح واكتشفنا أن القارب قد خرقه الماء من الاسفل واصبح شبه حلقة تطفو على الماء ونحن متعلقون بها ورأينا قاربا سليما على مسافة منا فقرر السعودي التوجه له سباحة وسحبه بحبل ان وجد وفعلا توجه اليه وترك اخاه الصغير في القارب معنا ولم يستطع الرجوع لأننا ابتعدنا عنه بفعل الموج وهو كذلك ورأيت اخاه ينزل ويطلع في الماء فقلت للرجال الموجودين: امسكوا به حتى لا يغرق فقالوا: الطفل مات قبل أن يذهب أخوه! وبعد ذلك رأينا باخرة بعيدة فقررنا التوجه نحوها ولكن كان الموج يبعدنا. وبعد ان اقتربنا من الباخرة المتوقفة جاءتنا موجة قوية ارجعتنا إلى مكاننا الأول وابعد ونحن منهكون تماما ولكن موجة عكسية ضربتنا بقوة وقربتنا من الباخرة المتوقفة التابعة للبحرية المصرية وكان ذلك بعد مغرب يوم الجمعة فاستطعنا ان نصل ونصعد بسلام وكانت مهمتي الجديدة البحث عن أهلي واخوتي داخل الباخرة لعلني أجدهم فوقعت عيناي على والدتي وهي مستلقية على ظهرها وبعد ذلك وصلنا الى مصر كما ذكرت ولكن قبل ذلك صعدت إلى غرفة خاصة في الباخرة وارتحت قليلا ولكن فراق اهلي انساني التعب ولم يجعلني ارتاح حتى وجدت والدتي وذكرت لها قصة شقيقتي آلاء التي لا تزال عالقة في ذهني عندما رأيتها تغرق كما توقعت وجلسنا نبكي عيها هي ووالدي واخي والخادمة والاخرين. والمسؤولون عن الباخرة يجمعون الجثث ويتجولون لإنقاذ ناجين آخرين إلى ان وصلنا إلى سفاجا بمصر وفي الليل جاءنا والدي وفرحنا به بعض الشيء ولكن لا زال سيف الدين وآلاء دون اخبار حتى جاءت مكالمة من الاقارب تفيد بأن آلاء موجودة وهي بخير وبقي سيف الدين دون اخبار لأننا افتقدناه منذ البداية. وغداً تكمل الصغيرة آلاء الحديث عن قصتها عندما غرقت ولم تستطع ان تركب مع اختها وماذا فعلت؟ ومن أنقذها؟ ولماذا نامت نومة عميقة؟ وماذا دار في حوارها مع الرئيس المصري محمد حسني مبارك والسفير السعودي في القاهرة هشام ناظر؟ ومن الذي منحها مكافأة 10 الاف جنيه مصري؟ وكيف اتصلت بسائق المنزل في ينبع من وسط البحر؟.