بسم الله نبدأ
قلنا مراراً وتكراراً بأن من ليس هو كفء ( ولايدري وين الله حاطه ) لا يجي ويتفلسف بما لايعلم .
إنته لو راجعت كثير من الأردحة الموثقة التي تمت في الماضي بين كبار الشعراء مثل الكرنب وذيبان وعايد القريشي وبنية العروي وغيرهم لوجدت أن هناك كلمات تتكرر في مثل هذه الحالات حيث أن الكلمة تعطي أكثر من معنى بصرف النظر عن النظرة العادية للشخص الذي لا يتعمق في المعاني ، فالشعراء يعتمدون على معنى الكلمة وقت حدوثها وماتدل عليه وليس على النظرة السطحية القاصرة .
[line]
فلنأتي إلى ما ذكرته :

أولاً :

(باقي على العهد مهما كان ) بمعنى مهما حصل أو إستجد
(الود يبقى مثل ماكان ) بمعنى الثبات وعدم التغير

ثانياً:

( واللي تلاقيه وآلاقي *** واقع على خاطري ماهان ) بمعنى المشاركة في المعاناة والألم
( كل ما تلفت ماآلاقي *** اللي بهم تسعد الأعيان ) بمعنى عدم وجود الشيء

ثالثاً :

( جندت لك قوة سباقي ) بمعنى السبق أو المسابقة
( لا تصير للحكم سبّاقي ) بمعنى الإستعجال أو المبادرة للشيء قبل حدوثه

وهنا أشير إلى نقطة أخرى وهي أن تشكيل الحرف ( كالشَدّة في حالتنا هذه ) قد يؤدي أيضاً إلى تغيير المعنى كلياً

رابعاً :

( لكن عناده تعدى الحد ) الحد هنا بمعنى الفاصل أو الحاجز
( في المحكمة ما يقام الحد ) الحد هنا بمعنى الحد الشرعي الذي يُحكم به في المحكمة
[line]
لنأخذ بعض الأمثلة :

كلمة ( عِد ) تأتي بمعنى المنبع الوفير وتأتي بمعنى إحسب أو عد العدد

كلمة (وِرْد ) تأتي بمعنى علم أو قراءة متعمقة كما في ( هات الذي عندكم من وِرْد )
أو بمعنى الإتيان على الشيء كما في ( أنهار تورد عليها وِرْد )

كلمة ( جاري ) تأتي بمعنى ماشي أو متتابع كما في ( والدمع مثل النهر جاري )
وتأتي بمعنى الجار .
[line]
إذن كان من الأحرى بك أن تشير إلى معنى ودلالة الكلمة قبل أن تتطرق إلى تكرارها ، فأرجع إلى المحاورات الموثقة
ولكن أعتقد أن هذه نظرة قاصرة في إشارتك للموضوع حيث أن الموضوع يفتقر إلى التفريق في الدلالة في كل الحالات . إذن لسنا بحاجة إلى مثل هذه الأضحوكة او بمعنى أصح الإشارة االمشوشة والعديمة الفهم لأنها لا تجدي نفعاً ولا تنطلي على من يعرفون ويفهمون الموروث جيداً ومن قديم السنين .

وأخيراً أقول :

ترحيب يأهله ( واللي في المدرج يتفرج فقط )