[align=center]رحم الله أبا محمد رحمة واسعة و أسكنه فسيح جناته
كانت أياماً لا تنسى تلك التي عشناها معه في الجنادرية ..
و لعل انتظارنا لها عاما بعد عام على أحر من الجمر كان من أهم أسبابه اللقاء معه ، و الاستئناس به .
هذا الرجل الذي حفظ لنا موروث الأجداد ، و علمنا كيف يؤدى على أصوله .
كان ذلك الحبيب ممن لا تمل صحبته ، و لا تفتقد بسمته ، و لا تنتهي نكتته .
حكايته عن الماضي تحفل بالموقف الفكه ، و لا تخلوا من حكمة .
بلهجته الرابغية البحته كانت تخرج كلماته متسارعة تملؤها الدهشة .
بعمته الأصيلة التي لا تفارقه ، كنت تجده بين جموع الزائرين للجنادرية ، يضاحك هذا و يرد على تعليق ذاك ، و يمازح أولئك، و يحمي وطيس اللعب بسيفه ، أو عصاته التي يحترف التلاعب بها في المزمار .
الكل كان يعرفه ، و من سمع عنه يتشوق لرؤيته .
سنفقدك أيها الحبيب ، و سنفتقد أيام الجنادرية التي كانت لا تحلو إلا بك . و نفقد ضحكتك التي لا تمل ، و حكاياتك التي لا تنسى . حين نلتف حولك لتحكيها لنا كما يلتف الأحفاد حول جدهم و الأبناء حول أيهم في ليالي الشتاء الدافيئة حول منقل الجمر .
رحمك الله رحمة واسعة و جعل الجنة مثواك و ألهم ذويك و أهلك و محبيك و نحن منهم الصبر و السلوان على فراقك يا أبا محمد .[/align]
[poet font="Simplified Arabic,6,white,bold,italic" bkcolor="green" bkimage="" border="groove,4,gray" type=2 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
يا حرف صادق نظمني بيت=من دمع عيني نزل وبلا
دعوات يارب هذا البيت = بالعفو غفران لمعلا
[/poet]
[align=center][align=center]محمد بن صديق الحربي[/align][/align]
المفضلات