[align=center]والرسالة الخامسة وجهها الشيخ القرني إلى من يقدح في ثوابت الأمة ويجلدون الذات وينبهرون بالحضارة الغربية والتنكر لدينهم وعقيدتهم، ودعاهم إلى الالتزام بنهج الأمة الوسط.
والرسالة السادسة للمرأة، حيث دعا إلى إنصافها وتعليمها وإعطائها حقوقها المشروعة، وأدان الحجر عليها أو ضربها أو اغتصاب حقوقها، وقال لابد أن نصحح أخطاءنا تجاه المرأة.
والسابعة كانت عن الحوار مع الذات ومع الآخر، ولابد أن يشمل الحوار جميع فئات المجتمع ويكون في الأسرة والمدرسة والعمل، وبالتفاهم، والحجة وقبول الحق. أما الرسالة الثامنة فكانت للشباب حيث دعاهم إلى الوسطية دون إفراط أو تفريط والتزام جماعة المسلمين. والتاسعة كانت للآباء بتربية أبنائهم ورعايتهم. أما الرسالة العاشرة فكانت للعالم الآخر حيث دعا إلى ضرورة تقديم الإسلام للعالم كمشروع حضاري نهضوي.
وأدان الشيخ القرني الرسوم التي استهزأت بالرسول، وطالب بحملة واسعة ضد الصحف التي نشرت هذا الاستهزاءات.
وفيما يلي (نص) الرسائل العشر :
الرسالةُ الأولى
لولاةِ الأمرِ
لمن ولاهُ اللهُ أمرنَا، فصارَ أكثرَنا حِمْلاً، وأعظمَنا أمانةً، وهو الذي بايعناهُ على كتابِ الله وسنةَ رسوله صلى الله عليه وسلم، وقد صرحَ خادمُ الحرمينِ الشريفينِ الملكِ عبدُاللهِ ابنُ عبدِالعزيزِ بذلك يومَ أقسمَ لشعبِه أن يجعلَ الإسلامَ منهجَهُ، والقرآنَ دستورَهُ، ويوم شرحَ صدورَنا بقولتِه المشهورةِ: "نكونُ بالإسلامِ أو لا نكون" فنشدَّ على بيعتِه وولي عهدِه، وقد كانت الوحدة التي قام بها الملك عبدالعزيز –رحمه الله- على المعتقدِ الصحيح، والشريعةِ الغراء، فلم يوحِّدْ بيننا على أساسٍ عرقيٍّ، أو طائفيٍّ أو حزبي أو جهوي، بل رفعَ رايةً خضراءَ ترفرفُ بلا إله إلا الله محمدٌ رسولُ الله، فتخفقَ لها القلوبُ، وتشرأبَ لها الأعناقُ، فلا بدَّ أن تكونَ هذه الحقيقةُ ماثلةً للعيانِ عندَ كلِّ فردٍ من أفرادِ هذا الكيانِ الموحَّد، فمجدُنا وعزُّنا وسرُّ وحدتِنا وأسُ اجتماعِنا هو الإسلام، نعم قد ينضبُ عندنا النفطُ، لكن صحةَ إيمانِنا، واستقامةَ توجُّهِنا، وصدقَ رسالتِنا لا ينضب، وقد يهتزُ اقتصادنُا لكن قناعتَنا بدينِنا لا تهتز، وقد نعيشُ في الأكواخ أو نسكنُ الخيامَ، أو نستقلُ الأبراجَ ونعمرُ القصورَ فتتبدلُ بنا الأحوالُ والأطوارُ لكن رسالتَنا معنا في كلِّ حالٍ تصاحبُنا أبداً، وقد التقينَا في الحوارِ الوطنيِ من كلِّ إقليمٍ وطائفةٍ وطيفٍ ومذهبٍ ومشربٍ فأجمعْنا على أن الإسلامَ هو رسالتُنا للعالمِ ولله الحمد، فأولُ إعلانٍ لقيامِ دولتِنا أنها دولةٌ إسلاميةٌ فلا يُزايدُ علينا أحدٌ في نصرةِ الملةِ وحملِ، ميثاقِ الرسالةِ والتمسكِ بالشريعة، لقد بدأتْ قصةُ التوحيدِ والوحدةِ باللقاءِ المباركِ بين الإمامِ المجددِ محمدِ بنِ عبدِالوهابِ، والإمامِ مُحمدِ ابنِ سعودٍ –رحمهما الله تعالى-
وطنٌ سار على صحرائهِ أحمدُ الهادي وجبريلُ الأمينْ
مهبطُ الوحي وقبْرُ المعتدي قبلةُ الدنيا ودارُ الفاتحينْ
الرسالةُ الثانية
للعلماءِ والدعاة
أيها العلماءُ والدعاة: إننا بحاجةٍ إلى الربانيةِ والعالميةِ، فالربانيةُ تدعُوْنا إلى الإخلاصِ والصدقِ مع اللهِ والعملِ بالعلم؛ لنكونَ رسلَ محبةٍ وسلامٍ ورفقٍ ورحمةٍ وهداية، والعالميةُ تقتضي منا فَتحَ أسماعِنا وأبصارِنا وعقولِنا على كلِّ العالمِ أجمع، وتوسيعَ آفاقِنا لنُسمعَ غيرَنا ونسمعَ منه، ونعلم أننا لسنا وحدَنا في هذا الكونِ بل معنا أممٌ وحضاراتٌ ومشاربُ ومذاهبُ، فلابدَّ من إعطاءِ حقوقٍ وإدراكِ مكاسبَ، وقيامٍ بواجب، ففي دينُنا الانفتاحُ على الآخر قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله، لابدُّ أن نُسْمِعَ العالمَ حجتَنا بلطف، ونعرضَ عليهم البرهانَ والإقناع، ولابدَّ أن نعطيَ العالمَ فرصةً ليُسْمعُونا ما عندَّهم، وماذا يريدون منا؟ لقد جلسَ صلى الله عليه وسلم مع أهلِ الكتابِ وحاورَهم وكاتبَ ملوكَ الأرضِ وبعث برسائلهِ إلى حكامِ المعمورةِ يدعوُهم بالحكمةِ والموعظةِ الحسنةِ، أيها العلماءُ والدعاة: لا يجوز أن نصرفَ أعمارَنا في جزيئاتٍ على حسابِ كليات، ولا فروعَ على حسابِ أصول، ولا يحقُ لنا أن يتشاغلَ بعضُنا ببعضٍ وكأنَّ الدنيا خُلقتْ لنا فحسب، لقد أكثرنَا من الردِّ على أنفسنِا والاشتغالِ بذواتِنا فهلْ آن لنا أن نقدمَ إسلامَنا بريئاً من خلافاتِنا، سليماً من أمراضِنا، معافىً من أزماتِنا ومشكلاتِنا ؟ لقد قَصَّرنَا في دعوةِ غيرِنَا إلى دينِنَا الصَّحيح، دينُ العدلِ والحقِ والسلامِ، فقامَ نفرٌ منا يقدمون للعالم إسلاماً معاقاً مشوَّهاً عن طريقِ فوهةِ، البُندقيةِ، وأزيزِ الرصاصِ في عملٍ غيرِ مشروعٍ ومشروعٍ غيرِ ناجح، فوضعَ الإسلامَ كلَّه في قفصِ الاتهامِ بسبب أعمالٍ رعناءَ وتصرفاتٍ حمقاءَ في غيابِ العلماءِ وتصدرِ السفهاء:
وإن تصدرَ الوضعاءُ يـوماً على الرفعاءِ من أدهى الرزايا
إذا استوتْ الأسافلُ والأعالي فقــدْ طابت منادمةُ المنايـا
أدعُ العلماءَ والدعاةَ إلى فتحِ بابِ الاجتهادِ في مسائلِ الخلافِ في الفروعِ مع المحافظةِ على الثوابت، وأن نواكبَ المتغيرات، لقد أقمنَا أمامَ جزئيةٍ وفرعٍ من فروعِ الشريعةِ حائرين، وهي مسألةُ رمي الجمارِ قبلَ الزوالِ، ونحن نرى الأنفسَ تزهقُ، والدماءُ تسيلُ بسبب الزحامِ، ومع ذلك لما نخرجْ بفتوى واضحةٍ وصريحةٍ مع العلم أن كثيراً من الأئمة والعلماء السابقين والمعاصرين أفتوا بالجواز، ولهم حججٌ وأدلة صحيحة صريحة، ولكن قصدي إذا لم نبادرْ بالإجابةِ على متطلباتِ العصرِ، ونوازنُ المصالحَ والمفاسدَ وننظرَ إلى مقاصدِ الدينِ فسوف ينوبُ عنا غيرُنا.[/align]
المفضلات