هذا هو موضوع هاشم وهو يستحق ما جاه :
اشراقة
مفهوم الأمر بالمعروف
هاشم عبده هاشم
** بصرف النظر عن (الأخطاء) التي وقعت من بعض المجتهدين من المنتمين لها في أوقات متفرقة.. ومدن ومناطق عدة في الماضي, إلا أن أحداً في هذه البلاد لا يمكن أن ينكر أهمية الدور وطبيعة المسؤولية التي يجب أن تنهض بها (هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) لإصلاح المجتمع.. وتحقيق التوازن بين بشرية الإنسان وواجباته ومسؤولياته تجاه نفسه.. وأسرته.. ومجتمعه.. وبلده.. في آن معاً..
** ولذلك فإن مراجعة وظائف ومهام هذا الجهاز, في الوقت الذي نعيش فيه.. وبعد أن أصبح المجتمع السعودي أكثر وعياً.. وتحصيناً.. وأعظم نضجاً, تصبح ضرورية وملحة..
** ونحن نعرف أن جميع المجتمعات.. توجد فيها أجهزة.. تقوم بدور النصح والتوجيه.. وإن اختلفت من مجتمع لآخر.. ومن ثقافة إلى أخرى.. لكن أحداً لا يتحدث عن الغاء هذا الدور أو عدم الحاجة إليه على الإطلاق..
** وأي مراجعة كهذه لابد أن تبدأ من إدراك الحقوق المكتسبة للإنسان.. وعدم السماح بانتهاكها أو التجاوز عليها.. أو التشكك في ذمته وآدميته.. أو قيمه وأخلاقه..
** إذا حدث هذا فإنه لن يصبح هناك مبرر.. لأن يقف أمامك إنسان ويسألك من تكون هذه السيدة التي معك?! فإذا قلت له ابنتي.. أو زوجتي.. قال لك أثبت لي ذلك.. أطلعني على بطاقتك العائلية.. وربما يطلب منك اطلاعه على صك زواجكما.. إن كانت السيدة التي تمشي معك.. أو تتسوق.. أو تجلس في محل عام.. هي زوجتك?
** يحدث هذا في بعض الأحيان.. بشكل هادئ ومهذب.. كما يحدث في أحيان أخرى بصورة استفزازية.. ولكنه في كلتا الحالتين.. يدل على (ظن) مسبق بأن هذه السيدة لا صلة قرابة حقيقية تربطك بها..
** ولست أدري.. كيف يمكن أن يكون موقف السائل.. حين يجد من يتعامل معه بهدوء.. ويطلعه على أي وثائق تتوفر له وتزيل شكوكه من رأسه..?
** لاشك أن الموقف سيكون صعباً.. ومربكاً.. قد ينتهي بسلام.. وقد يؤدي إلى أزمة حقيقية بين السائل والمسؤول..
** لماذا يحدث هذا?! وهل وُضعت الهيئة لمثل هذه الأمور?!
** أسأل.. ليس لأنني أرفض مثل هذا التصرّف.. وإنما لأنني أجد أن للهيئة وظائف أهم وأكبر وأخطر من شأنها أن تصلح من شأن المجتمع بدلاً من أن تثير حفيظته.. أو تشعره بالمهانة.. والمذلة..
** أعرف أن هناك حالات (سافرة).. وانحرافات لا يمكن أن يقبلها عقل.. لكن التوصل إليها.. أو مواجهتها.. أو الكشف عنها عملية معقّدة.. ولا يمكن أن تكون سبباً أو مبرراً لافتراض الأسوأ في الناس.. والتصرف على أساس وجود خطأ.. وتحلل.. وانحراف..
** إن الأمر بالمعروف قيمة علمية.. وأخلاقية.. واجتماعية عليا.. كلنا يحتاج إليها.. وعلينا أن نتجه إلى ترسيخها.. حتى تكون ممارسة الوظيفة والدور واضحة وصحيحة.. وغير مهين لكرامة الإنسان أو مسيء للعمل بالمعروف.. والنهي عن المنكر بالحسنى..
** ولاشك أن لدينا آلاف الأفاضل من المنخرطين في هذا العمل الأخلاقي القيم لكن ما نحن بحاجته ليس هو العدد.. وإنما التحديد الواضح والدقيق لطبيعة المفهوم.. ومن ثم إخضاع الممارسة لقواعد منظمة.. تعتمد على الحس الإنساني المطلق.. والإدراك الفعلي القائم على المعرفة وتحسس الحدود.. حدود الحقوق الخاصة.. وحقوق الأجهزة المعنية بالتعامل مع الإنسان وذلك يتطلب مراجعة الأنظمة.. وتأهيل المنخرطين في هذا العمل الأخلاقي الرفيع..
* فاصلة :
** (النظام الذي لا يحترم الإنسان ولا يرعى حقوقه.. يصعب تطبيقه بنجاح..).
المفضلات