..............................هوية الكسرة......................................
ليس ثمة خلاف على هوية الكسرة ، وذلك لثبوت بنوتها للرديح ، والرديح لعبة شعبية قديمة معروفة ومشهورة للينبعين ( النخل والبحر ) وانتقل عنها إلى بعض المدن المجاورة كأملج وجدة ، وعادة لا يغيب طرف ينبع عنه حين إقامته في أي من هذه المدن .
وهذه البنوة قطعت الطريق على كل من يحاول السفر بها إلى وجهات أخرى .
إلا أنه لا يمنع وجود الكسرة وتجلياتها في غير المكان من أحقيتها في الانتساب إليه . تجدها في " بدر " وفي " رابغ " و " جدة " و " المدينة " وعلى طول الشريط الساحلي للبحر الأحمر وحتى " جازان " وفي الكثير من المدن تأخذ لغة المكان شأنها في ذلك شأن كل الفنون الشعبية الأخرى عندما يسافر بها الذوق ويحملها التواصل وتؤكدها الهواية والاشتهاءات القادرة على الرسم بحروف تتشكل بحسب المكان ولونية الذائقة فيه .
وتبقى أصالتها في الينبعين لها ما يميزه ، وهذا ما أشير إليه في عدة كتابات ، وأخص منها ما كتبه أديبنا وصديقنا ابراهيم الوافي عن جغرافية الكسرة .
ويأتي الصديق خالد الجهني ليؤكده في مقاله الأخير على هذه الصفحة ومنه
ابتعادها عن المباشرة في التناول والجنوح إلى الرمزية غير المفرطة تحسسك بالصورة الجميلة عن بعد.
الكسرة في ينبع إبحار إلى عمق وإيحاء نحو محسوس خصيصتها عن غيرها التنويع والذيوع .
تقرؤها على لسان شاعرها الراحل ذيبان مسعود:
[poet font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
شربت كاس العطب من يد= بخــــــلاف الآمال من يده
برضه رغم ما رأى ما سد = يكرر الســـــــــــم ويمده
[/poet]ونجدها عند الشاعر همام القايدي في قوله
[poet font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
نبع الحـــلا من غزيره جم= جانب من المــر يحكى به
أســـال من في الملا ترجم= كيف انفصاله عن اصحاب
[/poet]ويعود بها ذيبان إلى الملاحة والترقيق :
[poet font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
نسيم الأشــــــواق للمشتاق=رده على ناس مشـــــتاقين
تاهو كما تاهـــــــو العشاق=يشكـــــون واللي هنا باكين
[/poet]لغة من الجمال التصويري لحالة الشعور ظلت وما زالت تراقص اللحن نغمات من الطرب الأصيل .
خاتمة :
إلى كل الذين يقولون :
[poet font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
نحن في الدنيا وإن لم ترنا=لم تمت ليلى ولا المجنون مات
[/poet]تظلون الغناء المجلل بها والداعم لموروث غفلته ـ إلى فترة ـ دوائر البحث يسمى الكسرة .