[align=center]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنت صباح اليوم أتجول في البلد القديمة لأخذ (( الجرعة)) المعتادة من رائحة التراث قبل ان يبدأ (( الهرش والحك )), دلفت إلى حي السور لأطمئن أن أبا سفيان لم يشيخ بعد وأن أموره تسير على ما يرام هناك فرأيت ما سرني من إستمرار عمليات الترميم في بيت بابطين وسوق الليل وبداية ترميم منزل جديد بالقرب من هناك وإذا بي أتفاجأ بسواح أجانب يتجولون هناك, كان المكان خاليا من الناس فظهر عليهم بعض القلق أو ربما الخوف, فألقيت التحية ليطمئنوا وعندما رأوا عدة التصوير زاد إطمئنانهم, (( تملقفت)) وبدأت الحوار معهم ولكن سرعان ما تراجعت حال علمي بجنسيتهم الفرنسية وغالبا أبناء هذا الشعب لا يتكلمون إلا لغتهم حتى وهم يجيدون لغات أخرى إعتزازا بفرنسيتهم , ولكن طمعهم في الحصول على معلومات جعلهم يتراجعون عن مبدأهم ويتكلمون الإنقليزية ( مكرها أخاك لا بطل ) , أخبروني أنهم قدموا من جدة ويعرفون الكثير والكثير عن تراث السعودية وكانوا يستعينون بكتب عن تراث السعودية يحملونها معهم, ومما دار من حديث بيننا أخبرتهم أن بعض الترميمات تمت بجهود ذاتية من الأهالي ولم تدفع الدولة ريالا واحدا, حينها شهقت إحداهن شهقة إستغراب أفاقت العم ((عودة عواد )) من نومه وهو في دكانه هناك وصرخت بعدها بالفرنسي بجملة idee originelle أي فكرة رائعة أو عظيمة , أستمر الحديث وأخبرتهم عن ينبع النخل وما فيها فقالوا سنرجع قريبا وربما ستأخذنا انت إلى هناك, بالطبع رحبت بالفكرة وطلبو أرقامي فأعطيتهم نسخا من كرتي الشخصي, ودعوني بفكرة الرجوع قريبا وبكلمة allez a bientot نراك لاحقا وكثير من الميرسي بوكو وبإبتسامات كادت أن تهد ما تبقى من حي السور كما هدت حصن الباستيل قبل قرنين من الزمان !
فوائد :
1- سبق وأن ألتقيت بالعم عوده عدة مرات منها مرة بصحبة العزيزين اوكانو والسفير وكان لا يبخل بالمعلومات, ولكن هذه المرة علمت منه الكثير وتشعب الحديث وأخذنا على بعض أكثر.
2- قابلت فرنسيين سابقا عدة مرات في بلدان ومطارات مختلفة وكنت كثيرا ما أغتاظ منهم عندما أسألهم بالإنقليزية ويفهمون ما أريد تماما ولكنهم يجيبون بالفرنسية وأنا الذي لا يتعدى علمي بها بضع كليمات وجمل صغيرة, أما هذه المرة فقد جاء الدور لأقتص منهم حيث جعلتهم يلوون ألسنتهم ويتحدثون بغير لغتهم, كم كنت سعيدا بهذا!
3- طلبت منهم أن أصورهم وهم يشاهدون المنازل الأثرية, فتبرع إثنان ولكنهم سـألوني لماذا؟ أجبتهم أننا نريد أن نقول لجيلنا الجديد أن لديكم تراث يأتون الأجانب لرؤيته فمن الأولى أن تشاهدوه أنتم, فبهت الذي كفر, عفوا فبهت الذي لم يسلم كما يفضل شيخنا الفاضل عبد المحسن العبيكان أن نقول.
هنا البداية, العم عوده عواد , الله يعطيه العافيه, يغط في سبات عميق غبطته عليه كثيرا
الفرنجة في السور
قلت لهم قبل النفط كان أسلافنا يعملون كل شيء بأيديهم, وكأنني أردت ان أقول لهم وسنعيش حتى لو نفذ, فأعجبهم هذا ويبدو أنهم ليسوا من العنصريين
سألوني من أين هذه الأحجار؟ قلت من البحر المجاور وفي يبنع النخل كانوا يستعملون الحجارة المستخرجة من الجبال المجاورة وهكذا باقي أرجاء الوطن فأعجبهم حسن إستغلال الأسلاف لبيئتهم
دمتم بخير
******[/align]
المفضلات