أخي / ساري الليل
نعم أنا حضرت خطبة الجمعة التي تعنيها في مقالك وبالطبع فكل إنسان يفسر الخطبة كما يفهمها ويؤولها بحسب ما يعتلج في نفسه ..
والذي أؤكــده أن الخطيب كان يتكلم عامة عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فهو كما أشار: طوق النجاة لجماعة المسلمين وأن تركه سبب الهلاك والضياع بل إن ترك هذا الأمر ؛؛ أي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سبب للعقوبة الشديدة من الله عز وجل وأن الناس إذا رأوا المنكر ولم يغيروه أوشك أن يعمهم الله بعقابه . وكما ذكرت أنت فقد استشهد بالقصة الواردة في الحديث :
"مثل القائم على حدود الله ، والواقع فيها، كمثل قومٍ استهموا على سفينة فأصاب بعضهم أعلاها، وأصاب بعضهم أسفلها، فكان الذين فى أسفلها إذا استقوا من الماء مَرُّوا على من فوقهم فآذوهم، فقالوا: لو أنا خَرَقْنا فى نصيبنا خرقاَ ولم نؤذِ مَنْ فوقنا، فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعاًَ ، وإن أخذوا على أيديهم نَجَوا ونَجَوا جميعاً"

وكان الخطيب حسب رؤيته يرى أن الربط مفيد بين هذا الموضوع وبين العلاقة القائمة بين أفراد المجتمع ورجال هيئة الأمر بالمعروف ....
وعلى الرغم أن الشيخ أشار إشارة واضحة إلى أن رجال الحسبة ليسو ملائكة وهم مثل كل البشر يصيبون ويخطئون ؛؛ ولكن لأكون صريحا معك أنا شخصيا لم يعجبني الجمع بين الموضوعين لأن الذي علق بذهني في تلك اللحظة أو أن الذي يقصده الخطيب أن الناس يحاربون رجال الهيئة ويتصيدون مخالفاتهم وكان الأمر في نظري يحتاج إلى دقة في العبارات لكي تتضح الصورة لعامة الناس من أن الذين يقع عليهم الانتقاد هم فئة ممن لا يحسنون التعامل مع الناس
لأن الإجمال هنا فيه غمط لحقوق الصالحين الملتزمين من رجال الهيئة الذين يألفون ويؤلفون ويضرب بهم المثل في حسن التعامل والتصرف ..

هذا ما أحببت التعليق به على كلامك ولا أعتقد أننا أيها الأخ الكريم نكيل بمكيالين كما قلت ولكن الوقائع هي التي تحدد ما يوجب التحدث بحسب المقام .