أنقل لكم نص الشكوى التي تقدم بها والد الطفلة لاحتوائها على كامل القصة

سعادة مدير عام المتابعة بالشئون الصحية بالمدينة المنورة الموقر .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد .
الحياة والصحة هبة من الله عز وجل والموت منه قدر محتوم ، رزقني الله بطفلة ولدت وللأسف الشديد في مستشفى ينبع العام وبدأت معاناتها في هذه الدنيا قدراً مقدراً من رب العباد ولله الحمد على قضائه وقدره ، حيث جعل منها اختبارًا لذويها بالصبر وللأطباء بحمل الأمانة وللمسئولين بالمتابعة .
مأساة طفلتي في مستشفى ينبع العام :
1. نقلت زوجتي في حالة وضع في يوم 26 / 10 1423 هـ إلى مستشفى ينبع العام ، لم يكن هناك طبيب أو طبيبة ولادة كما دارج دائمًا ، فتولت عاملات النظافة والممرضات عملية التوليد ولم يتم الانتظار بل أدخلت غرفة العمليات لإجراء عملية قيصرية لسهولتها بالنسبة للمستشفى وكان هناك أكثر من عشر نساء في تلك اللحظة في غرفة العمليات للولادة القيصرية رغم صغر مدينة ينبع .. أي أن كل امرأة يكون قدرها عملية قيصرية ، أجريت لها عملية في جو قذر ملوث بكل ما تحمله الكلمة من معنى كعادة المستشفى إلى هذا اليوم ، فقدر الله عليها أن تنتقل لها جرثومة عبر الحبل السري مسببة لها التهاب بالسحايا من جراء الأدوات الغير معقمة ، ثم نقلت إلى غرف المرضى التي تعج بالذباب والبعوض ، ولن تصدقوا لو قلت لكم أنني ولأكثر من مرة شاهت وشاهد غيري قططًا تتمشى في طرقات المستشفى .
2. سلمت لي الطفلة دون تحاليل أو كشف طبي يثبت سلامة المولود ، فبدأت آثار التهاب السحايا تظهر عليها ولم نكن نعلمها ، فتوجهنا بها على الفور إلى مستوصف البحر الأحمر لدى استشاري الأطفال المدعو/ الدكتور حسام ، الذي أفادنا بأنها تعاني من التهاب بالحلق فقط والبنت أمورة ربنا يحفظها وكم كلمة من كلماته التي يستجلب بها الضحايا أقصد الزبائن ، وبعد خروجنا من المستوصف بخمس عشرة دقيقة بالضبط أصيبت الطفلة بإغماء كلي توجهنا بها إلى مستشفى ينبع العام الذي نقلها على الفور إلى قسم العناية المركزة مفيدًا أنها مصابة بمرض الحمى الشوكية وكان عمرها حين ذاك تسعة أيام ، فعدت لمقابلة الدكتور حسام وكان قد علم من زملائه في مستشفى ينبع العام وأفاجأ بأن الطبيب ينكر حضورنا إليه وقد تم إخفاء الملف وصفحة الاستقبال أيضًا .
3. طالت مدة بقائها في العناية المركزة فأصبحنا نستجدي ونتسول نقلها من مستشفى ينبع العام ولم يتم قبولها في أي مستشفى من المستشفيات التي خوطبت رسميًا من قبل إدارة المستشفى في حين أخذ رأس الطفلة بالتضخم ومستشفى ينبع العام المسكين عاجز كل العجز عن فعل شيء ومعه الحق فليس لديه أخصائيين أو أجهزة طبية ، يقوم على أساسها بعملية قسطرة للسائل .
4. بدأنا نبحث عن واسطة لنحصل على حق من الحقوق الشرعية والإنسانية للمواطن في بلد يتبرع بعلاج الآخرين ، حتى تمكنا من نقلها إلى المركز الطبي بينبع الصناعية بواسطة ممرضة وطبيب باكستاني الجنسية جزاهم الله خير الجزاء ولهم علينا بعد الله الفضل الكبير ، بينما أبناء البلد يتنصلون من أداء الأمانة والمستشفى رافض لاستقبال الحالة .
مأساة طفلتي في المركز الطبي بينبع الصناعية .
1. أحضرنا الطفلة بعد الموافقة عن طريق الإسعاف وأفاجأ بأن الطبيب المناوب مصري الجنسية يرفض استقبال الطفلة ويصر على إعادتها وأن عنده أوامر عليا بعدم استقبال هذه الطفلة بالاسم ، فتجمهر الناس في قسم الطوارئ بعد قول الطبيب بالحرف الواحد وله الحق فيما يقول:( دولتك هي عايزه كده ) وكادت أن تحصل جريمة في ذلك اليوم إلا أن هناك استشارية أطفال سورية الجنسية جزاها الله خير الجزاء آلمها ما حدث وتداركت الموقف فطردت الطبيب وأمرت بدخول الطفلة تحت مسئوليتها ، كل هذا والطفلة بالحاضنة وتحت الأكسجين وبقيت أكثر من ساعة ونصف مرمية بطرقة الطوارئ وكأنها كلب أجرب .. حتى الكلاب في الدول الأخرى تحظى بالعناية الطبية !!! )) .
2. بدأ علاجها من قبل استشاري الأطفال الدكتور عبد الحق ، واستشاري جراحة المخ والأعصاب الدكتور جليل غازي اللذان فعلا كل ما بوسعهما فعله والحق يقال وأحق أن يتبع ، فقرر الدكتور جليل غازي تركيب جهاز لتصريف السائل الدماغي وتم تركيبه فعلاً بعد شرائي لقطعة منه من مركز لبيع الأجهزة الطبية بجدة ودولتنا لها الفضل على جميع أقطار الأرض ، بقينا في المراجعات وكل شيء على ما يرام وكنا نحظى بكل احترام وتقدير من قبل الدكتور عبد الحق والدكتور جليل غازي ولم يتم التقصير منهم بشيء فتماثلت الطفلة للشفاء حيث تنمو طبيعية وتتكلم كغيرها من الأطفال .
اليوم المحتوم وبداية النهاية
أتى اليوم المحتوم مع بداية النهاية على يد من ينتمون وللأسف الشديد إلى هذا الوطن الذي علمهم ورباهم فنسوا القيم والأخلاق ، نسوا حتى ما بينهم وبين خالقهم .. نسوا أن زوال الدنيا أهون عند الله من قتل مسلم .. نسوا أن حرمة المؤمن أعظم عند الله من حرمة بيته العظيم .. فأصبحوا كالكلاب الضارية .. ضربوا أسوأ القيم المنحطة التي يتبرأ منها الدين والعقل .. عملوا أعمالاً والله لا يعملها المتمكن في الإجرام .. بل يأنف من الأمور الحقيرة .. ردوا جميل الوطن بالنكران والتحقير للمواطن الذي هو ليس من جلدتهم ، فبدأت المعاناة حسب ما ستقرأون بالشكوى المرفقة والمقدمة مني لمدير المركز الطبي الذي كلف بدوره المدير الطبي بمتابعة الموضوع وشدد على ذلك ، إثر ذلك طلبت من المدير الطبي عدم الإبلاغ بالشكوى إلا بعد انتهاء العملية المقرر غدًا وأمام مدير المستشفى حتى لا يتم الانتقام مني بشخص مريضي وأفادني بالإيجاب وأن الطبيب من المستحيل أن ينتقم من مريض أو يهمل في علاجه فاطمئن قلبي لذلك .
وإلى سعادتكم نص الشكوى :