منصور الحربي - بريدة
أكد الشيخ عبدالله العلي الدخيل قاضي محكمة البكيرية الذى اصدر حكما بالسجن 40 شهرا و750 جلدة على معلم مدرسة الفويلق بالقصيم جاء بناء على مجريات شرعية لاستهزائه بالدين ووجود شبهة عقائدية لديه. وقال فى حوار لـ(المدينة): إن المعلم محمد سلامة الحربى زكّى الشهود الاربعة بنفسه فى حين اعترض على 11 شاهدا اخرين تم استبعادهم لوجود خصومات وعداوة بينهم.

وقال انه لم يحكم على المعلم بالقتل لانكاره تعلم السحر واصفا تعامل الاعلام مع القضية بالظالم والمجحف لاعتماده على رأي طرف واحد فقط . واضاف ان المعلم تطاول على الشيخ ابن باز رحمه الله وزعم ان لحى بعض المعلمين مزيفة وان شارون واليهود على حق وان المسلم لا يتوضأ.

وقال الشيخ الدخيل في معرض حديثه لـ (المدينة) حول حيثيات الحكم وكيفية تعامل بعض وسائل الاعلام معه: إن القضية منظورة أكثر من سنة ولكن المعلم كان يطلب التأجيل كل مرة لأجل الجرح والطعن بالشهود ولكنه لم يتمكن من احضار ما يثبت ذلك بل زكّى الاربعة السابقين منهم وهم زملاؤه بنفس المدرسة وأعطيناه الفترة الكافية لكي يراجع نفسه وناصحناه قبل أن تعقد جلسات المحاكمة في البداية ان يكف عن ما هو فيه وان يبتعد عن الطلاب وان لا يدخل في شبه عقائدية معهم وسؤالهم وعليه ان يسأل ما يشكل عليه طلبة العلم والمشايخ فهو الأسلم له.


البداية حق
وكشف الدخيل ان القضية كانت في بدايتها حقاً خاصاً حيث كان المعلم يستهزئ بأحد الطلاب الملتزمين محاولا اثارة الشبه لديه وذلك عندما أوحى له ان هناك معارضة بين القرآن والسنة حيث يقول نص الآية (وتلكم الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون) والمقصود آخر الآية بينما في الحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم لا تدخل الجنة الا برحمته، وبمناصحة هذا المعلم من زملائه الآخرين قال انه يريد ان يحدث له شبهة بتعارض القرآن والسنة.

وبين ان من التهم التي أدين بها وثبتت عليه هو قوله وتطاوله على الشيخ بن باز رحمه الله عندما قال (فشلنا هذا الأعمى) وقوله ان المسلم طاهر لا يتوضأ وان بعض المدرسين لحاهم (زيف) وان شارون واليهود على حق وهم مسالمون مضيفا ان الرجل يستهزئ بالدين والشهود عليه كثيرون بهذا.

ويقول حسب كلام الشهود أيضا انه يتعلم السحر ويسافر للخارج من أجل تعلمه وانه رسم على يده نجمة.

وعن رأي القاضي الدخيل بتعاطي بعض وسائل الاعلام مع القضية و التعاطف مع المعلم المحكوم عليه بأربعين شهرا و750 جلدة معلنة قال ان تعامل الاعلام مع هذه القضية جاء مجحفا وظالما حيث أخذ الكلام بانه قضية مسلمة وان الحق هو قول هذا المعلم فقط ولم يكلف بعض الكتاب والاعلاميين أنفسهم بسؤال الطرف الآخر (المحكمة) علما ان هناك أكثر من 15 معلما شهدوا ضده وكذلك لم تسأل الجهات المختصة وكان الأولى ان ينظر بميزان العدل وان لا يؤصل ويفرع بناء على كلام طرف دون آخر بل ان بعضهم (والكلام للقاضي) اخذ يقترح على المقام السامي بعض الاقتراحات وهذا يعد تجنيبا على الآخرين واستهانة بالجهات الحكومية والدوائر الرسمية وقد اتهمت المحكمة بانها تدعم الإرهاب والتطرف وكذلك قيل عن مقام إمارة المنطقة بانها لم تتابع القضية ولم تهتم بها بينما العكس كان هو الصحيح فقد اهتمت بالموضوع من بدايته ووجهت باحالته للجهات المختصة ومنها هيئة التحقيق والادعاء العام.

وحول ما أثير عن ان القضية كان لابد ان تنظر بها هيئة التحقيق والادعاء العام قبل المحكمة اوضح ان محافظة البكيرية حيث عقدت المحاكمة لا يوجد بها فرع لهيئة التحقيق والادعاء العام ولذلك أوكل الأمر للجهات الأمنية ممثلة بالشرطة وذلك حسب التعليمات وبعدما ابدت هيئة التحقيق والادعاء العام رأيها وبتوجيه من إمارة المنطقة وحسب نظام الاجراءات الجزائية والشرعية.

وكشف القاضي الدخيل انه تعامل مع القضية بكل تأنٍ وأعطى المتهم حقه كاملا بان يدافع عن نفسه أو يوكل محامياً أو وكيلاً شرعياً أو يستشير أحدا وذلك وفقا للمادة 140 من نظام الاجراءات الجزائية ولما رأيناه صعد الأمور اعلاميا رأينا انهاء القضية وإصدار الحكم بجلسة السبت الماضي وكان ذلك مقررا سلفا.


الحكم بالقتل
وعن تعليقه على الحكم يقول القاضي بالنسبة للحكم رأينا تعزيره ودرأنا عنه حد القتل وذلك لما أنكر انه يتعلم السحر. واضاف الحكم الذي أصدرناه عليه تعزيريا مناسبا له لأنه جرح بالدين واستهزاء به وتشبثه بالشبه العقائدية ومحاولة نشرها بين الطلاب.


واضاف اننى لم آل جهداً بمعالجة وضعه مراعاة لعواقب الأمور ولكن المعلم بنفسه اصر على تصعيد القضية والجلوس إلى المحاكمة وكنا نصحناه بابتعاده عن الطلاب والتعليم وان تحسم قضيته ويرفع شأنه لولي الأمر بذلك لكنه لم يرغب وظل متمسكا برأيه حتى آلت الأمور إلى ما آلت إليه.

وعن توجه المتهم للاعلام وتصعيد القضية اعلاميا قال القاضي الدخيل انه بهذا جعل الإرهاب والوطنية شماعة له يعلق عليها ما لا يروق له ويقذف بها كل من شهد عليه أو نظر بقضيته ومنها المحكمة ونحوها.