أخي جراح : يقال الحديث ذو شجون , وهذه المواقف الطريفة والمفيدة التي ذكرتها بمشاركتك الرائعة ذكرتني بموقف للشيخ يبين لنا مدى تواضع الشيخ مع علو قدرة ومنزلته عند الجميع , هذا الموقف ذكره لي أحد الأخوة يقول فيه:
دعي الشيخ رحمه الله لمناسبه خاصة ــ كانت قائمة بدون الشيخ ــ فوافق رحمه الله ولكنه اشترط على صاحب الدعوة ــ ونظراً لكثرة مشاغله ــ أن لا يؤخر الضيوف عن العشاء في حالة تأخر الشيخ بل يقدمه لهم في موعده ولو لم يحضر.
عندما حان موعد العشاء نفذصاحب الدعوة شرط الشيخ ودعى ضيوفه لتناول العشاء , وبعد أن جلس الجميع وبدأو بتناول العشاء مافاجأهم إلا دخول الشيخ عليهم في صالة الطعام فهم الجميع بالقيام ــ إحتراماً للشيخ ــ كل يريد أن يجلس الشيخ مكانه ؛ إلا أن الشيخ حلف على الجميع أن لا يقوم أحد من مكانه .
وجدالشيخ مكاناً شاغراً في أقرب الأطباق لمدخل الصالة ــ وكان مخصصاً للأطفال الصغارــ فجلس فيه ولم تفلح محاولات صاحب الدعوة في تحويله إلى مكان كبار الضيوف ؛ فبدأ بنقل بعض أصناف الطعام إلى مكان الشيخ .
كان رحمه الله كالسحابة أينما حل يحل معه الخير , فبدأ يمازح الأطفال ويطرح عليهم بعض الأسئلة الدينية التي تتناسب مع مرحلتهم العمرية مستغلا هذه الفترة البسيطة لتربية الأطفال مما جعل مكان الأطفال الهامشي يصبح ــ بوجود الشيخ ــ صدر المجلس .