اخى عيصاوى ..
لقد عادت بى الذاكرة عند قرائتى لمشاركتكم عن هذه الآفة التى استشرت بمجتمعنا لدى فتياتنا .. لأعلان عن احد الفنادق انفرد به عن غيره .. بشرى خلال رمضان .. تمتع بنكهة الفواكه للأرجيلة .. ومن خلال أجواء تتلائم مع روحانية رمضان .. تجد الفتيات حول احد المسابح وتحت إضاءة وموسيقى خافتة ..وبخشوع ومناجاة تلامس شفاهن المتدلية خراطيم الأرجيلة النحيلة ببلسم يتناسب لونه مع حذائها وشنطتها .. عيون زائغه .. دخان يتطاير من خلال انفاسهم .. حالة من الوجوم تتخللها كركرة المياة الهادئة التى تنبعث مع كل عملية سحب وزفير .. تصاحبها قهقهات وسعال وحشرجة بالصوت .. وقد لاتكون محظوظاً حينما ترى ذلك الوجه الشاحب المشبع بالنيكوتين عندما يتدلى ذلك الخرطوش عن شفتيها الرمادية اللون بعد ان التصق معظم ماوضعته من أحمر الشفاه ( الروج ) وظهر اللون الحقيقي .. وان اتيحت لك فرصة الحوار مع احدهم تأتيك الإجابة سريعاً مع رائحة كريهة منبعثة من رئة مشبعة ( بالجراك ) بأنها تساعد على إزالة التوتر وتعطى للأنسان مهلة ووقتاً ليفكر بهدوء وليفكر بتعقل .. شفطة واحدة كفيلة بإزالة الكرب والتعب والملل .. وقد لاتنهى جملة من كلامها حتى تبدأ بالسعال وتمسح ماخرج منها من بلغم وبصاق .. وهى تعلم بأنها تحرق رئيتها !
وعوداً لمحور حديثك .. فالبداية كان الأمر مجرد ترف وتقليد الى ان اصبحت عادة تدرجت لمرحلة الإدمان بل ووصل الأمر الى ماهو ابعد من ذلك من خلال إنتشار ظاهرة القشطة بالمدارس بين الطالبات على انها خروج عن المألوف وتمرد على عاداته وتقاليده .. فهم ضحايا يرزحون تحت ردح من الكم والهدم الأعلامي المنظم وماكان بالأمس ينبذ تسلل الينا من جديد بثوب عصري مختلف .. والسؤال هنا كيف لنا ان نتحصن بما بقى لنا من مبادئ وقيم ..!!
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
المفضلات