عبده خال

لستُ من ممانعي لجوء صندوق التنمية العقارية لاستعادة أمواله, ولكن هذه الاستعادة ستوقع الكثيرين في مزالق لا حصر لها, فهذه الفئات (تكركبت) حياتهم وغدوا معلقين بديون وأقساط في جهات عدة بسبب محاولتهم خلق توازن معيشي (هذه مشكلتهم) ومع ذلك كان حرياً بالصندوق ان يتنبه أن من استهدفهم معلقون بأقساط أخرى.

وكنت قد كتبت عن هذه المعضلة متسائلاً: إذاً كيف نحافظ على استقرار ميزانية رب الأسرة من الاهتزاز, وفي نفس الوقت كيف نحقق عودة القروض للصندوق?

وهذان السؤالان كان من المفترض أن يكونا من أولويات الصندوق قبل صدور قراره القاضي بالزام المواطنين بالتسديد الشهري.

واقترحتُ لكي يتحقق الهدفان (السداد والمحافظة على ميزانية رب الأسرة) أن تخفض نسبة القسط الشهري وفقاً للدخول وتمديد سنوات السداد, وإذا لم يرق هذا الحل للمسؤولين عن استرجاع القروض فعليهم أن يستنبطوا حلاً يراعي أوضاع الناس من غير الاضرار بمسيرة حياتهم.. ويبدو أن هذا الاقتراح لم يرق أو لم يُقرأ لذلك أجدني أعاود طرح المقترح خاصة وأن الكثيرين ممن يستهدفهم الصندوق في استعادة تلك القروض الميتة يرزحون تحت أقساط تجعل رواتبهم أدنى من 3000 ريال وهي الفئة التي استثناها الصندوق وأوصى بالبحث عن وسيلة أخرى لاستعادة قروض الصندوق..

وفي هذا الصدد وصلتني شكوى من قارئ يقول ان دخله 12 ألف ريال لكنه يدخل في زمرة فئة الدخول ذات الألفي ريال لأنه (متشربك) في أقساط شهرية بعشرة آلاف ريال.

فكم من شخص ممن عليهم تسديد ثلث راتبهم لصندوق التنمية العقارية (متشربكين) في أقساط أخرى?

ولأن الصندوق نام سنوات طويلة على ديونه الموزعة فليس من الحكمة أن ينهض من رقدته ويبحث عن سداد لديونه بكل هذه العجلة خاصة وأن النائم حين يستيقظ تكون قراراته مشوشة.

جريدة عكاظ http://www.okaz.com.sa/okaz/Data/200...Art_274736.XML