أقر وأعترف وأنا بكامل قواي العقلية، دون إكراه أو ضغط أو تغرير أو استدراج، أني ليبرالي حتى النخاع، ولن يردعني عن ليبراليتي سوى القمع والاضطهاد والسحق وقليل من السحل، سأقول لكم لماذا؟: لأني أولا أشهد أن لا إله إلا الله أكرر أشهد أن لا إله إلا الله، ولهذا فقد ضحيت بما يخجلني لقلته من أجل ليبراليتي، وحرية معتقدي، فقد اختلفت مع إمام المصلى في عملي لأنه يؤخر الإقامة بعض الأحيان مجاملة لمديرنا، وقد وصفني زميل آخر بالعلمانية، لأني طلبت منهم فصل العلاقات الشخصية والمراتب الوظيفية عن موعد إقامة الصلاة، التي أخروها من أجل عيون المدير الذي أبلغوه بمطالبي فادعى الغضب علي من أجل ليبراليتي وعلمانيتي!.
لم أبتئس فإن كانت العلمانية تعني تحقيق لا إله إلا الله فأنا علماني أيضا، ولن يردعني اللقب، إن كانت أفعالي تترجم حقيقة توحيدي الدائم بلا إله إلا الله.
أنا ليبرالي وأفهم الليبرالية أنها تحرر بني الأصفر من عهد كانوا يتخذون فيه الأحبار والرهبان أربابا من دون الله، وقد سبقناهم إلى ذلك قولا، فحق علينا أن نلحقهم في ذلك فعلا.
أنا ليبرالي لأني أصلي ما يزيد عن ثلاثة وعشرين عاماً بلا مقابل مادي، بل استجابة لنداء لا إله إلا الله، ولأني متحرر من عقدة الخواجة، فأنا ليبرالي بكامل بداوتي، فما زلت أستمتع آكلا بيدي اليمنى وهي تتلمس العريك بلا ملعقة أو شوكة، ولا أقبل من الخواجة أن يرسم لي حدود ليبراليتي وتحرري، لأني حر منذ الميلاد فقد استقبلنا الحياة أطفالا ـ ذكورا وإناثا ـ بهمس آبائنا في آذاننا لاهجين بأذان وإقامة، ليعلنوا لنا أن الله أكبر، ولا إله إلا الله، أبعد هذا شك في أنا ولدنا أحرارا نفخر بليبراليتنا.
أنا ليبرالي لأني أكره سياسة أمريكا، فهي تأخذ منا بالشمال المستترة ما أعطتنا باليمين الظاهرة.
أنا ليبرالي وتفسير ليبراليتي وترجمتها أفعالي فقط، أما المسميات والتعاريف فلن تنتهي حسب أواني ناضحيها.
كيف أتخلص من ليبراليتي وأنا متحرر من كل أصنام الدنيا، فأنا ليبرالي لم أدرس في أمريكا، ليستعبدني تمثال الحرية المزعومة، استعباد رقيق راغب لأمدحها، أو استعباد رقيق آبق فأذمها وأشتمها، بل تخرجت في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وتعلمت في سنيني الأولى بكلية الشريعة معنى لا إله إلا الله، فأيقنت عندها كم أنا ليبرالي في تصرفاتي منذ الطفولة، مثلما أني سعودي في جنسيتي منذ وحدة وطني، كما أن ديني الإسلام منذ أمرني أبي بالصلاة صغيرا، ولهذا فالليبرالي لا يقبل الأيادي، لكنه يحفظ العهد لأنه منذ الميلاد كان حرا، والأحرار لا يخونون.
أنا ليبرالي... فكيف أصبحت الليبرالية في بلدي عارا، رغم أني أتأمل بفلسفة ليبرالية سماءها الصافية فأشعر كم هي رائعة، إذ فيها مقاعد للجميع، من نجم الثريا إلى مدارج زحل، والنجوم لا تنتهي، حتى ولو شاكستها غيوم.
أنا ليبرالي فلا احتقر أحدا بسبب عرق أو لون أو دين أو مهنة، ولا أفتعل أسطورة أب خارق أمام أطفالي، ليكتشفوا عجزي متى كبروا وضعفت، فأنا ليبرالي يؤمن بجدلية التاريخ في صراع الأجيال متمثلا في هزيمتي كجيل قديم، ولو بعد حين.
أنا ليبرالي لأني متحرر من سوء الظن، لأجعل هذا في الجنة وذاك في النار، ولكني أعشق الاختلاف لا الخلاف، فأنا ليبرالي، وأبي سلفي، وعمي تخلص من هذا وذاك، فكيف أخجل من ليبراليتي وكلماتي صادقة مع أمي، رغم إصرارها أن أصبح مثل أبي.
كل ما ذكرته لا يدخل في كلمة أنا التي قتلناها بدواخلنا، بحجة التحريم لأن فرعون قالها، متناسين أن الأنا ليست عارا لمن آمن بإنسانيته وضعفه البشري، فالرسول الكريم كان يرجز بقوله: أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبدالمطلب.
ولهذا فمن حقنا أن نحيي الأنا بدواخلنا، خير لنا من خاطم آخر يسوقنا باتجاه الريح نحو الإعصار، واحذروا من أنا تأكل نحن، أو نحن تأكل أنا، فقد سئمنا طرف الأشياء منذ عهد السجادة والدينار.
أنا أكتب بحماس مكشوف متعمد، قد يزعج رئيس التحرير، لكنه واقع ابن الثلاثين، ويجب عليه أن يستوعبه ويحتويه ويطلع جيله عليه، لا أن يحجبه، فورائي من بعيد شباب في العشرينات يحملون جذوع الشجر.
فإن ضاق رئيس التحرير بي، وأنا ابن الثلاثين فما الذي يفعله مع شعب مهرول أغلبيته مراهقة، ولهذا فأنا ليبرالي أغذ الخطى، ممسكا خطام سيارتي القديمة، وعن يميني زرقاء اليمامة كاشفة وجهها تتأمل معي الطريق، بعينين من نور، نبحث في الأفق معا، عن مستقبل زاهر لأطفالنا.
نافذة:
كيف أتخلص من ليبراليتي وأنا متحرر من كل أصنام الدنيا، فأنا ليبرالي لم أدرس في أمريكا، ليستعبدني تمثال الحرية المزعومة، استعباد رقيق راغب لأمدحها، أو استعباد رقيق آبق فأذمها وأشتمها
أقر وأعترف وأنا بكامل قواي العقلية، دون إكراه أو ضغط أو تغرير أو استدراج، أني ليبرالي حتى النخاع، ولن يردعني عن ليبراليتي سوى القمع والاضطهاد والسحق وقليل من السحل، سأقول لكم لماذا؟: لأني أولا أشهد أن لا إله إلا الله أكرر أشهد أن لا إله إلا الله، ولهذا فقد ضحيت بما يخجلني لقلته من أجل ليبراليتي، وحرية معتقدي، فقد اختلفت مع إمام المصلى في عملي لأنه يؤخر الإقامة بعض الأحيان مجاملة لمديرنا، وقد وصفني زميل آخر بالعلمانية، لأني طلبت منهم فصل العلاقات الشخصية والمراتب الوظيفية عن موعد إقامة الصلاة، التي أخروها من أجل عيون المدير الذي أبلغوه بمطالبي فادعى الغضب علي من أجل ليبراليتي وعلمانيتي!.
لم أبتئس فإن كانت العلمانية تعني تحقيق لا إله إلا الله فأنا علماني أيضا، ولن يردعني اللقب، إن كانت أفعالي تترجم حقيقة توحيدي الدائم بلا إله إلا الله.
أنا ليبرالي وأفهم الليبرالية أنها تحرر بني الأصفر من عهد كانوا يتخذون فيه الأحبار والرهبان أربابا من دون الله، وقد سبقناهم إلى ذلك قولا، فحق علينا أن نلحقهم في ذلك فعلا.
أنا ليبرالي لأني أصلي ما يزيد عن ثلاثة وعشرين عاماً بلا مقابل مادي، بل استجابة لنداء لا إله إلا الله، ولأني متحرر من عقدة الخواجة، فأنا ليبرالي بكامل بداوتي، فما زلت أستمتع آكلا بيدي اليمنى وهي تتلمس العريك بلا ملعقة أو شوكة، ولا أقبل من الخواجة أن يرسم لي حدود ليبراليتي وتحرري، لأني حر منذ الميلاد فقد استقبلنا الحياة أطفالا ـ ذكورا وإناثا ـ بهمس آبائنا في آذاننا لاهجين بأذان وإقامة، ليعلنوا لنا أن الله أكبر، ولا إله إلا الله، أبعد هذا شك في أنا ولدنا أحرارا نفخر بليبراليتنا.
أنا ليبرالي لأني أكره سياسة أمريكا، فهي تأخذ منا بالشمال المستترة ما أعطتنا باليمين الظاهرة.
أنا ليبرالي وتفسير ليبراليتي وترجمتها أفعالي فقط، أما المسميات والتعاريف فلن تنتهي حسب أواني ناضحيها.
كيف أتخلص من ليبراليتي وأنا متحرر من كل أصنام الدنيا، فأنا ليبرالي لم أدرس في أمريكا، ليستعبدني تمثال الحرية المزعومة، استعباد رقيق راغب لأمدحها، أو استعباد رقيق آبق فأذمها وأشتمها، بل تخرجت في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وتعلمت في سنيني الأولى بكلية الشريعة معنى لا إله إلا الله، فأيقنت عندها كم أنا ليبرالي في تصرفاتي منذ الطفولة، مثلما أني سعودي في جنسيتي منذ وحدة وطني، كما أن ديني الإسلام منذ أمرني أبي بالصلاة صغيرا، ولهذا فالليبرالي لا يقبل الأيادي، لكنه يحفظ العهد لأنه منذ الميلاد كان حرا، والأحرار لا يخونون.
أنا ليبرالي... فكيف أصبحت الليبرالية في بلدي عارا، رغم أني أتأمل بفلسفة ليبرالية سماءها الصافية فأشعر كم هي رائعة، إذ فيها مقاعد للجميع، من نجم الثريا إلى مدارج زحل، والنجوم لا تنتهي، حتى ولو شاكستها غيوم.
أنا ليبرالي فلا احتقر أحدا بسبب عرق أو لون أو دين أو مهنة، ولا أفتعل أسطورة أب خارق أمام أطفالي، ليكتشفوا عجزي متى كبروا وضعفت، فأنا ليبرالي يؤمن بجدلية التاريخ في صراع الأجيال متمثلا في هزيمتي كجيل قديم، ولو بعد حين.
أنا ليبرالي لأني متحرر من سوء الظن، لأجعل هذا في الجنة وذاك في النار، ولكني أعشق الاختلاف لا الخلاف، فأنا ليبرالي، وأبي سلفي، وعمي تخلص من هذا وذاك، فكيف أخجل من ليبراليتي وكلماتي صادقة مع أمي، رغم إصرارها أن أصبح مثل أبي.
كل ما ذكرته لا يدخل في كلمة أنا التي قتلناها بدواخلنا، بحجة التحريم لأن فرعون قالها، متناسين أن الأنا ليست عارا لمن آمن بإنسانيته وضعفه البشري، فالرسول الكريم كان يرجز بقوله: أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبدالمطلب.
ولهذا فمن حقنا أن نحيي الأنا بدواخلنا، خير لنا من خاطم آخر يسوقنا باتجاه الريح نحو الإعصار، واحذروا من أنا تأكل نحن، أو نحن تأكل أنا، فقد سئمنا طرف الأشياء منذ عهد السجادة والدينار.
أنا أكتب بحماس مكشوف متعمد، قد يزعج رئيس التحرير، لكنه واقع ابن الثلاثين، ويجب عليه أن يستوعبه ويحتويه ويطلع جيله عليه، لا أن يحجبه، فورائي من بعيد شباب في العشرينات يحملون جذوع الشجر.
فإن ضاق رئيس التحرير بي، وأنا ابن الثلاثين فما الذي يفعله مع شعب مهرول أغلبيته مراهقة، ولهذا فأنا ليبرالي أغذ الخطى، ممسكا خطام سيارتي القديمة، وعن يميني زرقاء اليمامة كاشفة وجهها تتأمل معي الطريق، بعينين من نور، نبحث في الأفق معا، عن مستقبل زاهر لأطفالنا.
مجاهد عبدالمتعالي
كاتب سعودي
منقول http://www.alwatan.com.sa/daily/2005.../writers09.htm
المفضلات