ايها الاخوة الفضلاء 000هذه تعريفات اخترتها لعلها تضفى على موضوع النقاش مزيدا من الفهم وتبعد بعض اللبس الذى قد يحدث من جراء اضافة بعض العبارات التى قد تكون اجتهادية فتشوش على المتلقى او القارىء 00لذا رأيت ان اخذ المعنى من مضانه العلمية دون زيادة او نقصان 00 وعلى كل حال فكتاب العلمانية 000 ليس كل ماورد فيه مسلم به 00 فكل كتاب به النقص والزيادة الا كتاب الله عز وجل0000

قراءة في كتاب العلمانية { 1 }

نشأتها وتطورها وآثارها في الحياة الإسلامية المعاصرة

عندما تصاب أمة من الأمم بهذا المرض المدمر (( فقدان الذات )) فإن أبرز أعراضه يتمثل في الانبهار القاتل بالأمم الأخرى والاستمداد غير الواعي من مناهجها ونظمها وقيمها . وقد وقع ذلك في حياة الأمة الإسلامية تأويلاً لقوله صلى الله عليه وسلم ( لتركبن سنن من كان قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع حتى لو أن أحدهم دخل حجر ضب لدخلتم ، وحتى لو أن أحدهم جامع امرأته بالطريق لفعلتموه ) لقد خيل للأمة أن هذا الداء العضال يمكن مداواته باستعارات ساذجة ومظاهر جوفاء وترقيعات صفيقة تتلقاها جميعها من الكفار الذين أصبحت تخجل من أن تسميهم بهذا الاسم ، بل أسمتهم ((العالم المتحضر )) و (( الأمم الراقية ))!! وكان استعدادنا الذاتي وقابليتنا للذوبان هما المبرر الأكبر للحرب النفسية الشرسة التي نسميها (( الغزو الفكري )) تلك التي استهدفت مقومات وجودنا وأسس أصالتنا . وجاءت طلائع الغزو الفكري - كما هو الحال في سبيل الشيطان - متعددة الشعارات ، متباينة الاتجاهات ، عليها من البهرجة والبريق ما يكفي لتضليل وإغراء أمة منبهرة مهزوزة .

تعريف العلمانية : لفظ العلمانية ترجمة خاطئة لكلمة Secularism في الإنجليزية ، أو ( Secularite ) بالفرنسية ، وهي كلمة لا صلة لها بلفظ (( العلم )) ومشتقاته على الإطلاق . والترجمة الصحيحة للكلمة هي (( اللادينية )) أو (( الدنيوية )) ، لا بمعنى ما يقابل الأخروية فحسب ، بل بمعنى أخص هو ما لا صلة له بالدين ، أو ما كانت علاقته بالدين علاقة تضاد . تقول دائرة المعارف البريطانية مادة (Secularism) : هي حركة اجتماعية تهدف إلى صرف الناس وتوجيههم من الاهتمام بالآخرة إلى الاهتمام بهذه الدنيا وحدها. والتعبير الشائع في الكتب الإسلامية المعاصرة هو (( فصل الدين عن الدولة )) وهو في الحقيقة لا يعطي المدلول الكامل للعلمانية الذي ينطبق على الأفراد وعلى السلوك الذي قد لا يكون له صلة بالدولة ، ولو قيل أنها (( فصل الدين عن الحياة )) لكان أصوب ، ولذلك فإن المدلول الصحيح للعلمانية هو (( اقامة الحياة على غير الدين

العلمانية والعالم الإسلامي

العلمانية فكرة مستوردة لا يشك في ذلك أعداؤها ولا يماري فيه أحد من دعاتها ومعنى ذلك بداهة أنها ليست من صميم الإسلام ولا هي حتى من إنتاج المنتسبين إليه ، ولذلك وجب – قبل كل شيء – أن ننظر إليها نظرتنا إلى أية بضاعة مستوردة من جهة حاجتنا إليها أو عدمها ، فما لم نكن بحاجةإليه فإن فينا باعتبارنا عقلاء أن نميز ونختار ونأخذ أخذ الواعي الحذر. وبتطبيق هذه البديهية على العلمانية نجد أنها بضاعة نحن في غنى تام عنها ، أي أن من الحمق والغباء أن نستجلبها حتى وإن كانت نافعة ومجدية بالنسبة للمجتمعات والظروف التي أنتجتها. ثم أنه يجب سلفاً ألا ننسى أننا لسنا مخيرين أصلا في قبول هذه الفكرة أو رفضها ، وإننا إنما نناقشها من قبيل الفرض الجدلي والنزول إلى مستوى الخصم ، وإلا فإن ما سيأتي تقريره من حكم العلمانية في دين الله لا يدع لنا فرصة للتفكير أو التردد إن العلمانية تعني – بداهة – الحكم بغير ما أنزل الله فهذا هو معنى قيام الحياة على غير الدين ، ومن ثم فهي نظام جاهلي لا مكان لمعتقده في دائرة الإسلام بل هو كافر بنص القرآن الكريم { ومن لم يحكم بما أنزل الله فألئك هم الكافرون }

وإن مما يثير الانتباه إن أكثر الآيات الواردة في تكفير من لم يحكم بما أنزل الله ونفي الإيمان عنه – إن لم تكن كلها – إنما جاءت في سياق الكلام عن الذين يدعون – بتشديد الدال- الإيمان من أهل الكتاب أو المتظاهرين بالإسلام وربما كانت الحكمة في ذلك أن من لم يدع – بتشديد الدال- الإيمان بشيء من كتب الله كافر بالضرورة ، وقضية تحاكمه إلى غير الله واضحة لا لبس فيها ولكن الوهم قد يصيب بعض من ينتسبون إلى أحد الكتب السماوية فيحسبون أنهم مؤمنون وهم لا يحكمون بما أنزل الله فيها بل يطيعون غير الله معه أو من دونه.

ويوضح ذلك الآيات المتتابعة في سورة المائدة من قوله تعالى { أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون} وفي آل عمران { ألم ترى إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم ثم يتولى فريق منهم وهم معرضون} وفي سورة النساء { فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليما }

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى : ( لا ريب أن من لم يعتقد وجوب الحكم بما أنزل الله على رسوله فهو كافر فمن استحل أن يحكم بين الناس بما يراه هو عدلاً من غير اتباع لما أنزل الله فهو كافر...)

وما الفرق بين قول قريش يا محمد : أعبد آلهتنا سنة ونعبد آلهتك سنة وبين قول العلمانيين – لفظاً أو حالاً – نعبد الله في المساجد ونطيع غيره في المتجر أو البرلمان أو الجامعة؟ قل أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون }