الليبراليه التي تقدس حرية الأفراد وحقوق الإنسان وهي تقوم على أساس فكرة أن يكون للفرد -الإنسان مجالا ً خاصا ً مقدسا ً لايجوز لا للدوله ولا للمجتمع ولا للأفراد الآخرين المساس به أو أن يتدخلوا فيه أو يعتدي عليه وهذا هو المعنى الأساسي لليبراليه.. فهي وإن كانت دعوة للتحرر والحريه فهي دعوة كذلك للفرديه وإحترام حقوق ( الإنسان -الفرد ) الأساسيه - الطبيعيه ولا يحق للدوله ولا للمجتمع ولا للأفراد الآخرين أن يعتدوا على حدود وحقوق هذا الفرد الإنسان .. ويدخل في المجال المقدس المحترم للفرد الذي تدعو إليه الليبراليه حياته وممتلكاته الخاصه وتصرفاته الشخصيه التي لاتمس بحقوق الآخرين ولا تعتدي عليهم .. فللفرد الإنسان - وفق النظريه الليبراليه - حقوق مقدسه طبيعيه أعلى من إرادة الجماعه والدوله والقوانين الوضعيه وغير قابله للتصويت أو التنازل عليها !! .. هذه هي الفكرة العامه والأساسيه لليبراليه.





( العلمانيه ) أو ( العالمنيه ) أو( اللادينيه ) أو ( الدنيويه ) في بعض التراجم العربيه الأخرى للكلمه الأجنبيه ( Secularism ) ليست بالضرورة رادعا ً للديكتاتوريه !!؟؟ .. فهي في أصلها الفكري والتاريخي دعوة لفصل الدين عن الدوله أوفصل الدولة عن الدين .. دعوة لتحرير السلطان الزماني ( الملك ) من السلطان الروحاني ( البابا - الكنيسه ) ولذلك فهي في أصلها ليست دعوة للديمقراطيه أي للحكم الجمهوروي الشوروي بل هي دعوة إلى إستبعاد سلطان الدين عن التدخل في أمور السياسه وحصر سلطانه على ماهو روحي في الكنيسه وعلى ضمائر وأخلاق الأفراد فقط ! .. وعلى الرغم من أن كثيرا ً من المثقفين يحسبون أن العلمانيه رديف للديمقراطيه وأن الديمقراطيه هي علمانيه بالضرورة أو أن العلمانيه هي ديمقراطيه بالضروره فإن هذا الأمر غير صحيح البته لا من الناحيه النظريه ولا من الناحيه الواقعيه ولا من الناحيه التاريخيه على الإطلاق!!.. فإن أعتى الأنظمه الديكتاتوريه إنما قامت في ظل نظم وحكومات علمانيه!! مثل حكومة النازي هتلر والفاشي موسوليني والرجل الحديدي ستالين وغيرهم فضلا ً عن أن الديمقراطيه قد ولدت تاريخيا ً قبل العلمانيه بقرون عديده.