[align=justify]إذا كان لي من تعليق على هذه المقابلة فهو أولا توجيه الشكر لطالب العلم لأخ / ممدوح بن متعب الجبرين على جهده ومحاولته تحديد ليلة القدر وللأخ naji2003 على هذا اللقاء وقد عودنا ألا يقدم لنا إلا كل جديد ومفيد .وثانيا وقر في نفوسنا مما نقل إلينا بالأحاديث المتواترة أن ليلة القدر لم تعرف تحديدا ، وكان باستطاعة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يحدد لنا موعد هذه الليلة بشكل قاطع ، ولكنه أراد أن يجتهد المسلم بالعبادة والدعاء طوال العشر الأواخر من رمضان ليحصل له الأجر الكثير ، وليس شرطا أن يرى الرائي ما يدل على أن هذه الليلة هي ليلة القدر إذ أن الأجر والثواب سيكتب لكل من أحيا هذه الليلة بالقيام وفق قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ) - متفق عليه ..
أما قوله أنها ليست غيبا فإنه محل نظر لأن الغيب يطلق على المستقبل من الأمر أما بعد أن يحدث فلا يسمى غيبا ، فالساعة عندما تقوم لا تسمى غيبا والمطر عندما يسقط يعلمه الجميع أما قبل ذلك فلا وكذلك مافي الأرحام وجميع الغيبيات الأخرى ، ، والأدلة التي سردت لإثبات أنها ليست غيبا لم تحدد ساعة معينة لظهورها ولا ليلة معينة ( العشر الأواخر ، الوتر من العشر الأواخر ، الليلة الواحدة والعشرين ، الليلة السابعة والعشرين ... الخ ) .. أما قوله كيف يأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتحراها وهي غيب فهذا ليس دليلا مقنعا .. لآننا نتحرى كثيرا من الغيبيات فنحن نتحرى الساعة وهي غيب ونتحرى المطر وهو غيب ونتحرى المولود وهو غيب
وكذلك نتحرى ليلة القدر
ثم نأتي إلى تحديدها باليوم ( الثلاثاء ) وفيه مخالفة صريحة لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم تحروها بالوتر من العشر الأواخر لأن الثلاثاء قد يأتي بالزوج أحيانا ، ولكي يخرج من هذا المأزق أفتى بأن رمضان لا يمكن أن يدخل بجمعة أو أحد وهذا غير صحيح فقد عاصرنا كثيرا من الرمضانات تدخل في جمعة وأحد !!
على أية حال إخفاء ليلة القدر كان لحكمة ولا بد للحكمة أن تستمر ، ولا نريد أن نعرف وقتها تحديدا وتكفينا في ذلك الإشارات التي أوردها المصطفى صلى الله عليه وسلم . [/align]