وإضافة لما قاله الأخ / جراح أعلق على موضوع الأخ / يزيد بالتالـــي :

العزوف مجاله واسع وكبير لو أرادوا دراسته بجدية لحلـّت الكثير من الأسباب ففي كل مجالات التعليم عزوف ولكن بدرجات متفاوتة وكنا نلمس هذا واقعا قبل أن نغادر المجال التعليمي ؛؛
فهناك عزوف المعلمين عن الالتحاق بالبرامج التدريبية
وعزوف المعلمين المتميزين عن العمل في الإشراف التربوي
و عزوف المعلمين عن الانخراط في برامج النشاط المدرسي .
و عزوف المعلمين عن استخدام الوسائل التعليمية
وعزوف عن التدريس بالفصول الأولية في فترة من الفترات
وكذلك عزوف المعلمين عن ارتياد المكتبات المدرسية ؟

وأنا شخصيا عشت تجربة واقعية للعزوف عن العمل الإداري في المدارس ثم استلمتُ العمل رغما عني وهي سلبية لها أسباب ومسببات لو أراد المسؤولون بحثها والخوض في تفاصيلها الجزئية .

أي أن هناك عـزوف سلبي يأتي من المعلم نفسه وعزوف قهري أسبابه من الجهات المسؤولة ..
فلنترك هذه العزوفات جانبا ونركز على موضوع العزوف الذي نحن بصدده وهو عزوف المعلمين عن التدريس في المدارس الثانوية ..
وفي يقيني بأن أسباب العزوف مهما تعددت فهي لا تتعدى ثلاثة أسباب رئيسية في نظري

1 ـ أول سبب للعزوف هو شعور المعلم بأنه يؤدي عملا شاقا في المرحلة الثانوية بدون مردود يوازي هذه المشقة ؛ فمن المعروف أنّ المعلم في هذه المرحلة يتعامل مع شباب مراهقين بدؤوا مرحلة الرجولة وهي من أصعب المراحل فهم لا ينصاعون بسهولة ، ولا يتجاوبون إلا بطريقة معينة قد لا يجيدها بعض المعلمين وفي هذه المرحلة صعوبة وإحراجات كثيرة للمعلمين تجعلهم يترددون في القبول بالعمل في المدارس الثانوية ولا ننسى أن الحصص أكثر، والزمن أطول ، والنشاط أكبر، والأعباء أثقل ، والمناهج أبلى وأمر، بينما المقابل لا شيء فيتساوى في ذلك معلم الابتدائية مع معلم الثانوية فما الذي يجعل المعلم يتعب حاله وينشف ريقة وهو لايجد علاوة ولا مالا موفورا ، ولا يستحق في نظرهم حمدا ولا شكورا.

2 ـ بعض المدارس الثانوية وبخاصة في الضواحي والقرى نجد أنها عبارة عن مجمع للمراحل الثلاث أو لمرحلتين على أقل تقدير وبالتالي فإن هذا الاندماج يفرض على المعلم أن يكون ( جوكـرا) يؤدي ما يطلب منه في كل الظروف متى ما احتاج إليه العمــل وإن لم يفعل قيل عنه : ( غير متعاون) ولا يقدر الظروف التي تمر بها المدرسة وهي في ظني ليست ظروفا طارئة فتزول بل إن الظروف غالبا في مدارسنا هي حالة شبه دائمة .

3 ـ من المعلوم أن مواد المرحلة الثانوية جميعها تعتمد على التخصص وهذا فيه إلزام للمعلم ؛؛ فقد لا يجد فرصة له عندما يطلب نقلا أو تغييرا أو تجديدا من مدرسة لأخرى بحجة أن تخصصه غير متوفر ليحل البديل مكانه فنجده مضطرا للقبول بالأمر الواقع وخضوعه لهذه الأعــذار مرغما ..
هذا ما عندي وقد توجد أسباب أخرى لا أعلمها وشكرا ..