نزولا عند رغبة بعض الأعضاء الكرام الذين طلبوا إجراء مقابلة مع مدير فرع الثروة السمكية بينبع ، وإلقاء الضوء على متحف الأحياء البحرية والتراث البحري يسرنا أن نقدم لكم هذا اللقاء الخاص بالمجالس الينبعاوية مع الأستاذ خليفة سليمان الدريبي مدير إدارة الفرع :

[align=center]الجزء الأول :[/align]


[align=center] أجراه أبو رامي[/align]


عندما دلفت من البوابة الرئيسة للمبنى الأنيق لإدارة فرع الثروة السمكية بمحافظة ينبع ، أول ما استرعى انتباهي على غير العادة في الإدارات الحكومية وجود لوحة أنيقة كتب عليها عبارة : اخلع حذاءك هنا ، وما إن اجتزت الباب الزجاجي ، حتى فوجئت بأن المبنى مفروش بالكامل بأفخر أنواع الفرش ، ودهشت من مستوى النظافة التي تشع من أجواء المكان فالعين لا تقع إلا على كل ما هو نظيف ، والعبير الطيب يفوح في أرجاء المكان رغم ما يشغله المبنى من كائنات بحرية محنطة أو محفوظة ، فأدركت حينها سرهذه العبارة .
أستقبلني المسؤول الأول الأستاذ خليفة سليمان الدريبي مدير الفرع بحفاوة بالغة وترحاب كبير ، وفنجان قهوة عربي ، عرفت بعدها أن هذا الاستقبال والحفاوة والبشر هو ديدن كل العاملين في هذه الإدارة التي يرتادها يوميا أكثر من خمسين فردا ما بين مراجع وزائر لمتحف الأحياء البحرية الموجود في داخل المبنى .
اصطحبني أبو ممدوح بجولة في أرجاء المتحف ، وأطلعني على جمييع المعروضات ، فهناك عروس البحر ، والقرش النمري وهما من الكائنات البحرية الضخمة التي تسترعي الانتباه ، وكذلك القرش الذئب ، وبعض أنواع الحيتان والأسماك الكبيرة ، والشعاب المرجانية ، وبعض المقتنيات التراثية المتعلقة بالبحر والصيادين ، وتطور صناعة أدوات الصيد ، وكثير من الأشياء الجديرة بالزيارة والاطلاع ، مما يعد بحق معلما حضاريا بارزا و مفخرة لهذا البلد .
وكان أبو ممدوح يتحدث عن هذه المقتنيات ، وعن عمل إدارته بعشق ظاهر الشئ الذي أغراني بأن أستأذنه بإلقاء الضوء على ما تقوم به هذه الإدارة الفريدة ، وما يحويه هذا المتحف .. عبر موقع المجالس الينبعاوية على الإنترنت ، فرحب بذلك وكان سؤالي الأول :


منذ متى تأسست هذه الإدارة ، وما هو العمل الذي تقوم به ؟


تأسست هذه الإدارة في 16/10/1414هـ
وكان تأسيسها مبنيا على اعتبار أن قطاع الثروة السمكية بالمملكة العربية السعودية يعتبرواحدا من القطاعات التي تساهم في حل مشكلة البروتين الحيواني ، ولذلك أولت الدولة اهتماما بالغا لحماية مصادر الإنتاج في المياه الإقليمية ، والعمل على حسن استغلالها ، وهي تقوم بالمهام التالية :
• إخراج وتجديد رخص صيد الأسماك للحرفيين ، ولعمال الصيد السعوديين وغير السعوديين
• إخراج وتجديد رخص صيد الأسماك المؤقتة لعمال الصيد غير السعوديين ، وأبناء الصيادين .
• إخراج وتجديد رخص الغوص للمدربين والمساعدين والغواصين وكذلك الرخص المؤقتة
• تسجيل وتجديد ونقل ملكية وسائط الصيد ، وإلغاء التالف منها .
• دراسة احتياج الصيادين للوسائط ولوازم الصيد حسب طلب الإقراض من البنك الزراعي.
• منح شهادات الاستقدام لعمالة الصيد حسب أطوال المراكب.
• أخذ المعلومات عن المصيد ، وجهد الصيد لزوم برنامج الإحصاء السمكي ورصدها .
• تنظيم نقل الصيادين من مرسى إلى آخر أو من محافظة إلى أخرى.
• تحصيل الغرامات من مرتادي البحر المخالفين للوائح .
• القيام بعمل زيارات ميدانية للمراسي ، ومتابعة الصيادين .
• متابعة آثار التلوث للبيئة البحرية ، وخاصة وقت حدوث الكوارث .
• إصداربعض النشرات العلمية الإعلامية للحفاظ على الثروة السمكية ، والأحياء البحرية الأخرى .
• يعمل الفرع بالتنسيق مع قيادة حرس الحدود وحماية البيئة والبلدية على حماية الأحياء البحرية ، و الشعاب المرجانية من التدمير والتلوث في حالات الدفن والردم ، والتجريف وخلافه .
• القيام بشرح وتوضيح أهمية المعرض المقام بالفرع والأشياء التي يحتويها للزائرين.
• فحص وتشريح بعض الأسماك لمعرفة أسباب الوفاة .
• الإشراف على المزارع السمكية ، وتقديم المشورة العلمية والعملية لأصحاب المزارع السمكية .
• القيام بعمل الدورات العلمية لتدريب الكوادر الجديدة .

يلاحظ في بعض الفصول منع صيد أنواع معينة من الأسماك ، لفترة محددة . فهل هذا الإجراء يتم عن طريقكم أم عن طريق جهة أخرى ؟ وما الهدف من ذلك ؟


هذا الإجراء يتم بالتنسيق والتعاون مع قيادة حرس الحدود بمنطقة المدينة المنورة بناء على التعليمات المبلغة لنا من الجهة المختصة بوكالة الوزارة لشؤون الثروة السمكية بوزارة الزراعة . وأما الهدف منه فهو الحفاظ على بعض أنواع الأسماك المستهدفة وقت التكاثر . ومنحها الفرصة لوضع البيض .
والأسماك التي تم حظر صيدها في السنوات الأخيرة هي الناجل والطرادي ، ثم أضيف إليها الشريفي في آخر حظر .


كيف نشأت فكرة إنشاء متحف الأحياء البحرية والتراث البحري . داخل الفرع ؟


نشأت هذه الفكرة أولا من عشقي الشخصي الشديد منذ الصغر للمقتنيات التراثية ، وعندما استلمت زمام العمل في هذه الإدارة ، وجدت المجال رحبا هنا لإشباع هذه الهواية أولا ، ثم تقديم جهد يساهم في تعريف المواطنين والزائرين لهذه المدينة بالأحياء البحرية الموجودة في المحافظة ، وساعد على ذلك أن من مهام عملنا هو تشريح بعض الأسماك لمعرفة أسباب الوفاة .




وكيف تتم عملية التحنيط والحفظ ، وهل لديكم خبراء في هذا المجال ؟


ليس لدينا خبراء مخصصون لأن هذا لا يدخل في نطاق عمل الفرع ، ولكني عندما فكرت بهذا الأمر ، اعتمدت على جهودي الذاتية في إحضار بعض المتخصصين في هذا المجال من مدينة جدة ، فكنت أؤمن لهم تذاكر السفر وأجرة السكن ، لتدريب العاملين لدينا ، حتى أصبحوا ولله الحمد يجيدون هذه العملية ، بل يجددون ويبدعون فيها ، كما أننا نستعين ببعض الجزارين لإخلاء الكائنات البحرية من محتوياتها من اللحم ، وهي كميات كبيرة تقدر بمئات الكيلوغرامات . أما الحفظ فإنه يتم بواسطة سائل الفورمالين .


ما التجديد الذي أضافه العاملون لديكم على عملية التحنيط ؟


التحنيط الذي تدربوا عليه يتم بواسطة الجبس ، ولكننا اكتشفنا بعد مدة أن الجبس يسبب جفاف الجلد وتشققه ، فاستعضنا عنه بحشو الجسم بالرمل البحري المالح ، المخلوط ببعض الأعشاب بما يعادل الكمية المخلاة من اللحوم للعمل على تجفيف الجسم من المياه ثم تفريغها وإعادة حشوها بمواد تعمل على شد الجسم لإبقائه على وضعه الطبيعي ، وإعادة تخييطه.
وكنا في فترة التدريب نقوم بشراء الأسماك الكبيرة لإجراء التجارب ، وكأي بداية فإننا كنا نخسر الكثير من هذه الكائنات ، بسبب عدم نجاح العملية .


كم عدد العينات الموجودة في المتحف تقريبا ، وكم عدد الزوار اليومي ؟


يوجد في المتحف تقريبا ( 210 ) عينة للأحياء والأسماك منها الكبيرة جدا والنادرة كعروس البحر ، والقرش النمري بخلاف التراث.. أما معدل الزوار اليومي باستثناء المراجعين ، فإنه يتجاوز العشرين في اليوم خلاف أيام الإجازة ، وزيارة طلاب المدارس والمجموعات السياحية حيث يصل العدد أحيانا إلى خمسين فردا .


هل يسمح للنساء بزيارة المتحف ؟


المتحف يقع داخل إدارة حكومية خدمية يؤمها الكثير من المراجعين ، ولذلك فإن زيارة النساء تسبب لنا بعض الحرج ، ولا نتمكن أيضا من مراقبة المحتويات من عبث الأطفال المصاحبين أثناء الزيارة ، بيد أنا في هذا الصيف سمحنا لبعض الزوار من خارج محافظة ينبع باصطحاب عائلاتهم نزولا عند رغبتهم ومراعاة لظروفهم .