تثير المخططات الجديدة في المدينتين المقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة، حفيظة المؤرخين والمهتمين بالآثار في المملكة العربية السعودية لبترها معالم أثرية وتاريخية هامة يرون أن وجودها لا يمكن أن يؤدي لبدعيات أو الى التبرك بها.
ورأي المفكر المعروف الدكتور أنور عشقي أنه يجب دراسة قضية الأثار بعمق ووضع خطة متكاملة لها وليس علاجها بمعاول الهدم. وقال إنه ليس هناك مبرر للادعاء بأن الأثار الباقية في المدينة المنورة وهي لا تزيد عن 10% مما كان موجودا قبل توسعة الحرم النبوي الشريف، ستؤدي إلى بدعيات أو إلى التبرك بها.

بينما طالب الدكتور سامي عنقاوي الباحث المتعمق في أثار مكة والمدينة ومدير أبحاث الحج السابق برؤية شاملة لعلماء الأمة، مؤكدا أن أثار قليلة جدا قد بقيت، وان استمرار الهدم يطمس تاريخنا وحظارتنا.
بات من المؤكد أن يأتي مخطط المدينة الاستراتيجي الذي تنفذه أمانة المدينة المنورة على أحد أهم الأحياء التاريخية فيها. وقالت إنه لم يتبق سوى بضعة أمتار يتوقع لها أن تلتهم في غضون الأشهر الثلاثة المقبلة، معالم حي "الشريبات" التاريخي الذي يختزل حزمة واسعة من المواقع الأثرية المرتبطة بالسيرة النبوية، والتي يعدها المؤرخون شاهدا حيا على عظمة الدولة الإسلامية الأولى، عندما كانت المدينة المنورة عاصمتها الأولى.

وفي حين أتت الأعمال البلدية التي كانت قد بدأت منذ أشهر على أجزاء واسعة من الحي، فوجئ المهتمون بأن الأعمال ستتواصل لإنجاز شوارع ومخططات ستلتهم مساحات إضافية من حي "الشريبات" والأحياء المناهزة له.

ويضم الحي التاريخي، الذي يقع جنوب شرقي المدينة النبوية ويعد جزءا من منطقة العالية أو "العوالي" الذائعة الصيت لدى المؤرخين، عددا من المواقع التاريخية الهامة منها مسجد "بني قريظة" الذي هدم قبل نحو ثلاث سنوات، وباتت آخر رسومه مهددة بشارع فرعي يخترق موقع المسجد، حسب ما ورد في خرائط الأمانة.

وتقع على بعد بضعة أمتار من المسجد مزرعة "حاجزة" الضاربة في القدم، والتي تذكر بعض الروايات أنها كانت وقفا قبل هجرة الرسول صلى عليه وسلم إلى المدينة. ويؤكد الباحث في تاريخ وآثار المدينة المنورة الدكتور غازي التمام أنه "تم في تلك المزرعة احتجاز أسرى معركة بني قريظة المفصلية" وكان ذلك، حسب وصف التمام، سبب تسميتها "حاجزة".

وجاء في تقرير "الوطن" أيضا أن هذا الحي الذي لا يفصله عن الحرم النبوي الشريف سوى مسافة 2500 متر والذي بات مخطط الأمانة يحاصره من كل مكان، يحتضن مزرعة "ماسكة" التي تمتد جذورها إلى مئات السنين، وترتبط على نحو خاص بالشعر والشعراء منذ صدر الإسلام.
منقول
[align=center][/align] [align=center] البيت الذي عاش فيه الرسول (ص) 28 عاما[/align]