[align=center]لا تنتظر الرد يا سلطان بن سلمان
قينان الغامدي ـ الوطـــن[/align]


متى يصل البنيان يوما تمامه... إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم. يسرني اليوم أن أهدي هذا البيت إلى الأمير سلطان بن سلمان الأمين العام للهيئة العليا للسياحة بمناسبة فترة الانتظار التي سيقضيها من أجل تلقي رد أمين منطقة المدينة المنورة المهندس عبدالعزيز الحصين المتضمن إجابة شافية وافية صافية عن ظروف وأسباب هدم الآثار في المدينة المنورة التي كان جسر سكة حديد الحجاز أبرزها في الأسابيع الأخيرة!، أنا معجب جدا بحماس الأمير سلطان بن سلمان لما هو مسؤول عنه، والآثار أصبحت إحدى مسؤولياته، ولكن أرجو أن يتفق معي أن الحماس وحده لا يكفي، بل إن حتى القرارات لا تكفي لدعم حماسه، والدليل قول الأمير نفسه لصحيفة الشرق الأوسط يوم الأحد قبل الماضي" لقد صدر قرار من سيدي ولي العهد الأمير سلطان بعدم إزالة أية مبان أو آثار إلا بعد معاينتها من وكالة الآثار حتى نتمكن من تقييمها لأن الوكالة وهيئة السياحة هما الأقدر على تقدير أهمية ذلك الأثر حضاريا وإنسانيا، وحصل هذا القرار بدعم من وزير الداخلية الذي طلب من أمراء المناطق المساندة في هذا الخصوص، إضافة إلى الدعم الكبير من الأمير متعب وزير الشؤون البلدية والقروية الذي طالب أمانات وبلديات المدن بعدم المساس بالآثار أو التعرض لها بأية حجة كانت"، ومع كل هذه القرارات - يا أمير سلطان - ومع 24 مليون ريال للترميم، هدمت أمانة المدينة جسر السكة الحديد الذي شاهدته بنفسك قبل أشهر وقبله تم هدم أجزاء كبيرة من المساجد السبعة، وهدم مسجد بني قريظة وأزيل الكثير من الآثار، ولعل مسجد "مشربة أم إبراهيم" في الطريق إن لم يتم تدارك الأمر، وتدارك الأمر - وأنتم أعلم مني يا أمير - يتم بتشريح "السبب التقني" الذي احتجت به أمانة المدينة المنورة، فالجسر بتقنيته البسيطة والقديمة قاوم أشد الظروف المناخية وتدفق السيول لمدة تزيد على قرن، ثم إنه مرمم قبل خمس سنوات فقط بـ34 مليون ريال. إذن ما هو "السبب التقني الحقيقي" لهدم الجسر وما قبله، وما - ربما - سيأتي بعده من آثار تاريخية وإسلامية لا تقدر بثمن، ولا يخشى أحد - حتى المجانين - في هذا العصر أن يتحول أي منها إلى وثن، السبب يا أمير "أنا يعرف، هوّه يعرف و... انته يعرف" وإذا كنت لا تعرف حكاية هذه الجملة المكسرة فإذا التقينا أحكيها لك. لكن أرجو ألا تنتظر رد أمين المدينة، فالسبب تقني والجسر راح. وخلصنا.