1- لا يكلف الله نفسا الا وسعها .
2- الجود من الموجود
3- لاقيني ولاتغديني .
4- الله بالي نباه اطيب من قراه .

[align=justify]بعد المقدمة :
لا اعتقد يا ابا معوض الجهني بانك ممن يكره ( دغاليب البحر ) وخاصة بعد ما عرفة قيمتها الغذائية ، اخي الكريم ان الكرم عندما يرد ذكره فلا يقصد به ( السرف او الأسراف ) والكرم لا يكون بذبح الحيل اوالخراف او الأبل ، فالبشاشة وحسن الضيافة وقضاء حاجيات الناس نوع من انواع الكرم حتى لو لم يقدم طعاما .

في الماضي القريب وفي بيئة البادية لم يكن من موجودهم سوى القمح وشيء من الأرز والشعير والدخن واللبن والسمن فما ان يأتي ضيف لهم الا واستقبلوه بالحفاوة والتكريم وأول ما يقدم للضيف في الماضي ( وجبة لحم ) وكان لهم في تقديمه مراسم وطرق ومن اهمها في ضواحي ينبع تقديم الذبيحة كاملة . ولا ننسى بأن الضيف في الماضي كان يبحث عن (المعازيب ) على طريقه ولا يتجاوزهم فعندهم يستريح وعن اخبارهم يسأل ويحصل على ما يحتاج اليه من مؤنة تعينه على مواصلة السفر .

وعندما تقدم الذبيحة للضيف يشاركه مرافقيه كما يشاركه الجيران فتلك الليلة تعد من ليالي الفرح والسرور للكبار والصغار ، ومما قيل في الماضي :-
قدم رجلا من بعيد وعندما رأه الصبيان فرحوا به وضمنوا الوجبة وعندما دخل على ( المعازيب ) حلف عن الموجب فتكدر الصبيه ومن يعولهم فقالوا ( حرمنا الله يحرمه العافية ) . وهذا يدل على ان مقدم الضيف فيه خير كثير .

اذا الضيوف في الماضي ليسوا كضيوف اليوم والمعازيب كذلك . اختلف الحال ، فاليوم ان اتاك ضيفآ حلف وان لم يحلف لا تجد من يستجيب للدعوة من الجيران وخاصة اذا علموا بان المناسبة ( ضيافة ) فيقدم الواجب للضيف ولا يؤكل منه الا شيء يسير والباقي تعلم اين يذهب .

اختلفت الأمور يا ابا معوض وان كان الكرم بتقديم افضل واغلى واحسن الوجبات ففي ( المدن ) من الوجبات ما تضاهي في قيمتها النقدية قيمة تلك الحايل او ذلك الخروف ورغم ذلك يكون في المبالغة ( اسراف ) .

يا ابا معوض بالامس تجد من يزورك ويحمل معه ( خروفآ او اكثر ) وهدفه المواصلة والمؤانسة وقضاء بعض الوقت عند من يحب من اقاربه واليوم لا نرا مثل تلك العادات والتقاليد الا من اناس تقدم بهم السن .

بالامس يجتمع الاحبة من الجيران والاخوان وذوي القربى على دعوة واليوم لا يلبي الدعوة الا القيليل من الناس ويغلب على مقدمهم المجاملة للداعي فقط .

بالامس كان الاجتماع على موائد الأفطار برمضان ويستمر الاجتماع الى ما بعد السحور واليوم من افطر وذهب للمسجد لا يعود .

وفي الختام :
في عصرنا الحاضر ارى بان الكرم لا يكون بالولائم بقدر ما يكون بقضاء حاجيات الناس وتلبية طلباتهم ومساعدتهم فيما لا يلحق ضررا بالمكرم.[/align]